7 أسابيع على الحرب.. 7 دروس من غزة - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 8:43 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

7 أسابيع على الحرب.. 7 دروس من غزة

نشر فى : الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 6:25 م | آخر تحديث : الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 6:25 م

شارفنا على نهاية الأسبوع السابع لاندلاع القتال على جبهة غزة، من دون ظهور بوادر حقيقية على وقف لإطلاق النار، لذلك ربما يكون من المبكر الحديث عن استخلاص دروس مستفادة من هذه الحرب، وهى المهمة التى ستندفع الأطراف جميعها للبحث فيها مع الثانية الأولى لتوقف القتال، لكن يمكن للمراقب أن يخرج بمجموعة من هذه الدروس سأحاول أن أستعرضها فى عجالة بحكم المساحة المتاحة.
***
أولا: قوة الجيش حمت سيناء
لم تمنع اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل تفكير الدولة العبرية مرة أخرى فى سيناء لترحيل الفلسطينيين قسريا من غزة إليها، والإجهاز على القضية الفلسطينية بضربة واحدة، ولولا الوقفة الصلبة للقيادة المصرية والشعب المصرى وقواته المسلحة لمضى المخطط فى طريقه بدعم غربى.. فلم يكن ذلك المخطط وليد التفكير اللحظى بعد 7 أكتوبر، بل يبدو أن تنسيقا معمقا بشأنه قد جرى على المستوى الأمريكى الإسرائيلى، مع الأخذ فى الاعتبار أن الأوروبيين الغربيين سيباركون حتى لو لم يكونوا مطلعين على التفاصيل.
وهنا يتلمس المرء قيمة أن يكون لدينا قوات مسلحة قادرة على أن تذود عن الأرض المصرية وما يخطط لها.. فلولا وجود هذه القوات الرادعة لمضت إسرائيل فى تنفيذ مخططها بارتكاب جرائم تتضاعف عشرات المرات عما ترتكبه الآن لدفع سكان غزة إلى سيناء.. الأمر هنا مرتبط بالتحليل الواقعى ولا علاقة له بالشحنات العاطفية الزائدة فى هذا الاتجاه أو ذاك.. ما حمى أرض مصر مما يراد لها هو قوة جيش مصر.
***
ثانيا: إخلاء المستوطنات صار سهلا
إن النتيجة الأهم لعملية 7 أكتوبر ــ رغم الثمن الفادح الذى دفعه ويدفعه الشعب الفلسطينى بعدها ــ أنها أهانت نظرية أمن المستوطنات والمستوطنين الإسرائيليين، فقد سهلت هذه العملية مهمة أى مفاوض إسرائيلى جاد فى سعيه للتوصل لحل الدولتين مستقبلا على صعيد إخلاء المستوطنات من الضفة وغزة.. فلا دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 فى وجود هذه المستوطنات وسكانها المتطرفين.
***
ثالثا: قوة الرأى العام العالمى
خسرت إسرائيل كما فى كل مرة معركة الرأى العام العالمى رغم الترويج لادعاءات الفظائع التى ارتكبها الفلسطينيون فى 7 أكتوبر، هذه الخسارة تحدثت عنها بجلاء صحيفة «إسرائيل هيوم» فى 11 نوفمبر الحالى بقولها: «إن الاجراءات التى اتخذتها الحكومة لدعم موقفها على الصعيد الدولى ما تزال غائبة، ورغم أنها قد لا تفوز فى هذا المجال، إلا أنه يتعين عليها أن تعمل بشكل كبير على تحسين قدرتها على مواجهة منتقديها، من خلال تجنيد أفضل الخبراء والشركات المتخصصة فى هذا المجال.. لقد تم إهمال هذه الجبهة، التى يمكن أن يكون لها تأثير كبير على قرارات القادة، ودرجة العداء تجاه إسرائيل والإسرائيليين والشركات الإسرائيلية فى جميع أنحاء العالم».
***
رابعا: لا تقللوا من الجهد الدبلوماسى
إن المجهود الدبلوماسى الرئيسى لإسرائيل فى هذه الحرب ــ وفى كل حرب ــ يستهدف تأمين الشرعية لأعمالها الوحشية فى المحافل الدولية ومؤسسات النظام الدولى متعدد الأطراف، وهو ما تدركه الدبلوماسية العربية وفى القلب منها الدبلوماسية المصرية التى تؤدى أداء رفيعا على هذه الجبهة بطول عمر الصراع مع إسرائيل.. وبالتالى لا يجب أن نقلل من الجهد الدبلوماسى العربى، ومن نتائج القمة العربية ــ الإسلامية حتى لو كانت مخرجاتها ليست على المستوى المأمول للشارعين العربى والإسلامى، لكن انعقادها فى ذاته يحمل رسالة أن «انتبهوا هناك فى العالم عرب ومسلمون يقفون خلف فلسطين».
***
خامسا: حماس.. تركية ــ قطرية أم إيرانية؟
المتابع لسلوك حزب الله إزاء العمل العسكرى الحالى فى غزة والإبقاء على سقف معين لقواعد الاشتباك التى ارتضت بها إسرائيل، يخرج باستنتاج أن الحزب يرى أن حماس (أو بعض أجنحتها) ربما صارت أقرب إلى خط تركيا ــ قطر منه إلى إيران، وهو ما عبر عنه بصورة واضحة الخطاب الأول لحسن نصرالله، الذى شدد على أنه لا الحزب ولا إيران كانا على علم مسبق بعملية 7 أكتوبر.. بما يعنى أنها معركتكم قاتلوا فيها وسأخفف عنكم بقدر المستطاع.. وعلى حلفائكم إنقاذكم.
***
سادسا: الشرق شرق.. والغرب غرب!!
إن مقولة الشاعر الإنجليزى روديارد كبلنج التى أطلقها فى نهاية القرن التاسع عشر «الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا أبدا» التى جرى استدعاؤها على نطاق واسع منذ بدء الحرب فى غزة تنطبق على سلوك الحكومات الغربية مع الشرق.. أما شعوب الغرب والشرق فهى فى حالة تلاقٍ مستمر ولن ينقطع أبدا.
سابعا: الانتصار فى الحروب البرية يحتاج إلى رجال مستعدون للموت فى سبيل قضيتهم.. وهو ما افتقدته إسرائيل منذ رحيل الآباء المؤسسين.

التعليقات