مواجهة التكفير.. فكريًا - نادر بكار - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 6:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مواجهة التكفير.. فكريًا

نشر فى : الثلاثاء 18 مارس 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 18 مارس 2014 - 8:00 ص

حينما يغدو التحريض على العنف حملة إعلامية شرسة تدار من خارج الحدود وتلح على العقول آناء الليل وأطراف النهار، وتعضدها فتاوى شاذة تكسب الحرق والتخريب وانتهاك حرمة الأموال والأعراض صبغة شرعية، وتصور اقتتال أبناء البلد الواحد جهادا فى سبيل الله، وحينما يزداد التعسف فى اعتقال الأبرياء وتكال التهم جزافا لمن لا ناقة له ولا جمل، وتنتهك أبسط حقوق إنسان محتجز، وتسفك دماء العشرات استهتارا.. فما الذى يمنع حينها مراهقا أو حتى شابا عشرينيا من الولوغ فى مستنقع التكفير إلى أذنيه؟

لا يشترط أن تنشأ فريسة الفكر التكفيرى فى بيئة مشوهة فكريا أو وسط فقير اجتماعيا، إذ يكفى أن تجتمع العوامل السابقة مضافا إليها الجهل التام بأصول الاعتقاد الإسلامى الصحيح لتصنع من الشاب المترف أو الفقير والجامعى أو الأمى مادة تكفيرية حية تنبض بالغلو والتطرف أينما حلت.

الأخذ على يد المعتدى واجب شرعى وضرورة منطقية لتجنيب المجتمع ويلاته وشروره، لكن الذى يظن فى العقاب الباطش أداة كافية للتخلص من ظاهرة التكفير وبالتالى الارتياح من خطر الإرهاب واهم بالتأكيد.

عشرات أساتذة السياسية ومثلهم من الخبراء الاستراتيجيين وجيش الإعلاميين والصحافيين والمحللين كل هؤلاء يتناولون العرض ضاربين الذكر صفحا عن المرض العضال نفسه، وإن تحدثوا عن التكفير فلا ينفك حديثهم عن الإطار الأمنى دون تناول لحجج التكفيريين بالتفنيد والإبطال.. فإلى متى الدوران فى حلقات مفرغة؟

إذا كان التكفير منطلقا من حاضنة فكرية تزعم التزاما بنصوص الوحيين الشريفين وهى أبعد ما تكون عنهما فلتكن المواجهة الفكرية ومقارعة الفكرة بالفكرة هى السبيل إذا، فى مساجدنا ومنتدياتنا وعلى شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد بل وحتى فى إعلانات الطرق وملصقات الجدران.

علماء الشريعة وطلبة العلم والدعاة النابهون هم قبل غيرهم مطالبون بأن ينتظموا فى حملة فكرية ضخمة يرعاها الأزهر الشريف وتنخرط فيها الجمعيات الخيرية والمؤسسات التنموية ومؤسسات العمل الإسلامى معتدلة الفكر، لمواجهة تفشى سرطان التكفير بين شباب أمتنا، متزودين بالعلم الشرعى الكافى لاجتثاث المرض ومداواة آثاره.

لما ظهرت فرقة الخوارج على عهد الخليفة الراشد على بن أبى طالب واستدلوا على عقيدتهم الباطلة بنصوص شريفة من القرآن أنزلوها جهلا وكبرا فى غير منازلها، أرسل إليهم وقتها حبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما ليجادلهم بالحق، فاستطاع العودة بنصفهم تائبين منيبين وأقيمت الحجة الواضحة على من تبقى قبل نزول السيف على رقابهم... فهلا أعدنا الفعل نفسه لعلنا حتى نظفر بعشرهم تائبين منيبين؟