هل «حماس» مُتورطة؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل «حماس» مُتورطة؟

نشر فى : الثلاثاء 19 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 19 مارس 2013 - 8:00 ص

تريد أن تكشف غموضا يكتنف أى حادث أو جريمة؟ إذن عوِّد نفسك على التفكير بالمنطق الأثير عند علماء النفس (دوافع السلوك).. مَن المستفيد من وقوع حادث رفح؟ من المستفيد من اضطراب الوضع فى مصر وخروجنا من أزمة إلى أختها فى سلسلة دوامات لا نعرف لها آخراً؟

 

ضع قائمة تملؤها بمن شئت؛ لكن من فضلك استثن منها غزة وحماس، ولا تسِر على درب من يريدنا أن نلغى عقولنا ونقتنع بأن حماس بعدما صار قادتها يُستقبَلون فى القاهرة استقبال الأبطال، وبعدما تنفس أهل غزة الصعداء أو كادوا بفتح المعبر ــ رغم أنه مفتوح قبل مجىء مرسى ــ ينقمون على هذه النعم مرة واحدة ويقررون معاقبة أنفسهم بأياديهم؛ ولا تنسَ من فضلك أن حماس هذه لم تكن لتقدم على فعلة ًشنعاء كهذه إبان جبروت النظام السابق واشتداد تنكيله بها.

 

وإذا كان توجيه الاتهامات الآن أصبح يمارس بغير تروٍّ أو تثبت فإن البعض قد يدلى بدلوه هو الآخر ويقول: وما المانع أن يكون محمد دحلان متورطاً مثلاً؟ لا سيما وقد تعددت تقارير دولية محايدة تذكر إيواء الأجهزة الأمنية المصرية محمد دحلان وبعض العناصر الخاضعة له بالولاء فى مصر أثناء احتدام معركته مع حكومة حماس، بل ليس فقط إيواء وإنما دعم وإعداد أيضاً.

 

من قرابة العام وجَّه لنا الصهاينة صفعة مدوية لا يزال صداها تردده الأجواء، فكلكم يذكر قتل جنودنا وقتئذ على الحدود بأيد إسرائيلية، ورغم ذلك أتى ردنا مترنحاً كالذى يتخبطه الشيطان من المسّ، إذ لم تتخذ حكومة تسيير الأعمال المصرية وقتها رداً يرقى إلى مستوى تطلعات شعبها، رغم أن الاعتداء كان صريحاً لا يقبل تأويلا أو صرفا عن معناه الفج المباشر.. وكتبت فى حينها أن التفكير فى (غزة) باعتبارها مشكلة مزمنة تجثم على أنفاسنا ونضيق بها ذرعاً أمرٌ درج عليه الكثيرون للأسف إبان عهد النظام السابق وامتد معهم حتى اللحظة الراهنة، ورغم أن (غزة) قد مثلت لإسرائيل ــ عدونا الاستراتيجى ــ خطراًً خشيته كالموت أو أشد خشية، فإن نظام مبارك ألقاها لقمة سائغة للصهاينة بغير شفقة أو رحمة، وظل القطاع صامداً يئن تحت زخات الرصاص ونيران المدافع السَّنة تلو السَّنة، وعملاء الصهاينة يأبون حتى مجرد التنفيس بفتح المعابر، يعاونهم فى ذلك جوقة من الإعلاميين، صورت ما يحدث على تخومنا وكأنه غزوٌ فلسطينى لسيناء.

 

أرى أن (غزة) التى صُوِّرَت فى الأعوام الأخيرة خنجراً مغمداً فى خاصرتنا يمكن أن تتحول إلى عمق استراتيجى لمصر؛ فيمتد نفوذنا شرقاً بدلاً من التخندق عند آخر حدود مدن قناة السويس وكأننا لم نبرح مكاننا قبل عام 1973 بعد.. يمكننا أن نضرب عشرات العصافير بحجر واحد، لكنه حجر من رامٍ حاذق متقن، فإذا كانت مشكلة الأنفاق تؤرق مضاجعنا لأن الأمر لا يتوقف على إمداد إخواننا بالغذاء فحسب وإنما يتعدى ذلك إلى إضرار حقيقى بالوطن كتهريب البضائع والمخدرات والسلاح وغير ذلك؛ فلمَ لا نستفيد من الوضع القائم أفضل استفادة ممكنة اقتصادياً؟ يمكننا أن ننعش اقتصادنا وكذا اقتصاد قطاع غزة بأكمله إذا ما اتخذت القيادة السياسية قراراً جريئا ًبغلق كل الأنفاق وتحويل معبر رفح إلى منطقة تجارة حرة محدودة بين البلدين تزخر بصنوف السلع المصرية بدلا من اضطرار الغزاويين إلى التهريب أو إلى تعاطى بضائع الصهاينة رغماً عن أنوفهم.