كلماتنا أقوى من إرهابكم - نادر بكار - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 11:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلماتنا أقوى من إرهابكم

نشر فى : الثلاثاء 20 مايو 2014 - 5:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 20 مايو 2014 - 5:00 ص

نعم توقعنا أن يعيدوا الكرّة وأن نشهد سلسلة جديدة من التشغيب الصبيانى كالتعدى على المؤتمرات وحصار البيوت الآمنة واتلاف السيارات والتطاول بأقذع الألفاظ تماما كما فعلوا قبل أربعة أشهر عقب إعلان (حزب النور) تأييده للتعديلات الدستورية، لكن يبدو أن (الإخوان) ومن دار فى فلكهم قد تجاوزوا هذه المرحلة بكثير ويأبون إلا مزيدا من التورط فى (الإرهاب) حقيقة لا مجازا.

مشهدان من (إرهاب) الجماعة وأعوانها قاساهما (حزب النور) فى أقل من أسبوع ٍواحد، فى أعقاب إعلان الحزب دعمه للسيسى رئيسا وما استتبع ذلك من فعاليات مكثفة على الأرض فى طول محافظات مصر وعرضها ــ كأى حزب سياسى مسئول يفى بتعهداته ــ أحدهما فى حلوان شمالا والثانى فى أسوان أقصى الجنوب.

شباب ٌمنحرف الفكر لم تربهم الجماعة أو أعوانها على حرمة الدماء بل غررت بهم وبزملائهم فزجت بهم وقودا يحترق فى آتون إشعال وطن ٍبأسره لتخفى فشل قياداتها وفساد منهجهم..... إرهاب ٌحقيقى لا مجازى مارسه ثلة ٌمن هؤلاء حينما ترصدوا لأمين (حزب النور) بحلوان بعد قيادته لمسيرة دعائية تدعم السيسى واحتالوا عليه لينفردوا عن أعين الناس ثم باغتوه بإطلاق النار عليه مباشرة وتركوه بعدها طريح الأرض مضرجا فى دمائه ولاذوا بالفرار.

إخوانهم فى أسوان عمدوا إلى مقر (حزب النور) هناك فأضرموا فيه النيران ولا يبالى أحدهم كثيرا أيحترق المقر بمن فيه من البشر أم يُنقذوا فى اللحظات الأخيرة، ضيقا منهم بسلسلة فعاليات ناجحة للحزب فى الصعيد.

أكتب هذه السطور وقد وقعت عينى مصادفة على أخبار طلب شباب الإخوان من قياداتهم فتاوى تُبيح قتل قيادات النور! ولن أندهش كثيرا لو تحصلوا عليها فلقد ابتليت شخصيا بأحد هؤلاء يفتى على الهواء بردتى وما يستلزمه ذلك من تفريق ٍبينى وبين زوجى، ثم القتل نهاية المطاف.

مصر ُكلها اكتوت من الإرهاب ولا تزال، وما الذى يلقاه حزب النور إلا نصيبه من ذلكم الوباء شأن بقية المصريين لا أكثر ولا أقل، وما أفردت هذه المساحة تعصبا ولا حزبية وإلا لفعلت ذلك من قبل على الأقل فى أشد لحظات احتياج حزب ٍانتمى اليه إلى من يسوق قراراته السياسية ويدافع عن توجهاته أمام ضرباتٍ شرسة للخصوم، لكنى للتأريخ فقط كتبت اليوم.

أين (جزيرتكم) لتنقل هذه الاعتداءات وهى التى تتفنن فى اختلاق الحدث وتشمشم وراء أدق معلومة ثم توشيها بمائة كذب

وكذبة؟ بل قل أين (جزيرتكم) من تغطية ٍأمينة لإقبال مصريى الخارج على التصويت بهذه الصورة غير المسبوقة؟ أم أن مشاهد كهذه قد أصابتكم بالصدمة وهزت أركان أساطير أردتم تمريرها على أتباعكم والمندفعين وراءكم فآثرتم التجاهل والإعراض؟

كلماتنا أقوى من إرهابكم أقوى من تشغيبكم أقوى من أكاذيب احترفتم تكرارها والإصرار عليها.. ومرة أخرى أقول لسنا نرى الأمر الآن أفضل من ذى قبل، ولسنا نرفل فى مكاسب شخصية أو حزبية، بل كما كررت من قبل مرارا، نحاول فقط إدارة خسائر الدعوة الإسلامية ــ ولا أقول التيار الإسلامى ــ وإدارة خسائر وطن تضرر فقراؤه وبسطاؤه أيما ضرر.

لذا فهما يكن من أمر؛ لن نتوقف عن دعم وطننا وقد وصلت مؤسساته إلى حافة الهاوية، واستُنزفت قدرات شعبه المعنوية قبل المادية؛وتربص به مشرق ٌومغرب كلاهما يمنى نفسه بمزيد ٍمن المكاسب على أشلاء جثثنا وأطلال عمارتنا... لن نتوقف وشبح ليبيا وسوريا والعراق يطاردنا ويطير النوم من جفوننا.

لن نستدرج أيضا إلى رد الاعتداء بأيادينا، فما كنا لنهرب من التورط فى مواجهات المصريين بعضهم لبعض.

وما كنا لنرفض مبدأ الدولة داخل الدولة قبل وأثناء وبعد ٣٠ يونيو منكم ومن غيركم، لتستدرجونا اليوم إلى مشاركتكم إقرار شريعة الغاب وإشعال فتيل الاحتراب الأهلى ولو كلفنا ذلك أرواحنا.

وبالمناسبة فكلامى هذا ينطبق على من يمارس إرهابا من نوع آخر، ينطبق على أحزاب ليبرالية ويسارية وقنوات إعلامية وكتاب رأى يتفرغون لممارسة إرهاب ٍفكرى ضدنا وضد غيرنا مكررين لنفس الفاشية لكن بوجه آخر.