مازالت الفرصة قائمة - نادر بكار - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 5:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مازالت الفرصة قائمة

نشر فى : الجمعة 22 مارس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 22 مارس 2013 - 8:00 ص

أستشعر أن حالة عامة من الفتور والإحباط قد خيَّمت على الشعب المصرى بطبقاته المختلفة وجعلت الكثرة الكاثرة منه تكتفى بالجلوس فى مقاعد المتفرجين تمصمص الشفاة حسرة على أحلام تغيير قد تبخرت؛ وأمنيات استقرار صارت سرابا... أمَّا أبطال المسرحية العبثية من الفرقاء السياسيين فشركاء متشاكسون إلا فيما ندر؛ يصر الواحد منهم على ممارسة دوره الخطابى النظرى؛ ويلقى اللوم على صاحبه ويصمم على التشبث برأيه غير مكترث أن مشهد النهاية ربما لن يختم بإسدال ستار... بل بانيهار المسرح بأكمله!

 

 ليست هذه بأسوأ مراحل تاريخنا فى الجزء المعاصر منه... فالذاكرة الوطنية مازالت محتفظة بمشهدٍ فريدٍ لهذا الشعب وهو ينفض عن نفسه غبار اليأس وينتفض بعد سنواتٍ عجاف تلت هزيمة يونيو ٦٧... كانت عجافا للمراقب البعيد؛ أما على حقيقتها فقد كانت استعدادا صارما لاسترداد كرامة وإعادة رسم واقعٍ جديد.. ولن تكون هذه المرحلة بأسوأ من وضع روسيا فى تاريخها المعاصر أيضا أواسط عهد «يلتسن» وبداية عهد «بوتين» حينما كانت سطوة عصابة المافيا الروسية تصل إلى كل أركان الدولة العريقة؛ وحينما كان جنرالات الجيش مستعدين لبيع ترسانات أسلحة لمن يدفع أكثر.. ولن تكون هذه المرحلة بأسوأ من حال البرازيل اقتصاديا مطلع عام ٢٠٠٢ وتحديدا قبل ولاية «دا سيلفا» الرئاسية الأولى، وقتها كانت ديون البرازيل للبنك الدولى قد تجاوزت عشرين مليارا من الدولارات بكثير، قبل أن تعدل وضعها لتصبح دائنة للبنك الدولى بـ14 مليارا.. ولن تكون أسوأ من الأرجنتين ولا المكسيك ولا دول أوروبا الشرقية.. وحتى فى حالة التناحر الداخلى والاحتقان المتنامى فلن نصل إلى حال فرقاء أيرلندا ولا لبنان.. والقائمة تتسع لعشرات.

 

لكن التعويل على هذه الأمثلة وحدها قطعا لا يكفى ونحن نرى مساحة الخرق تتسع وحجم الحرائق يتزايد؛ ودرجة العناد آخذة فى الارتفاع عند الجميع.. وحالة غريبة من الإصرار على إفشال كل مبادرة للخروج من المأزق يتواصى بها فريقا السلطة والمعارضة.. أنا فقط أردت أن ألفت النظر إلى أن فرصة الإصلاح لم تفت.. لكنها تتسرب من بين أيادينا بسرعةٍ مخيفة.

 

 أنا على يقينٍ أن عددا لا بأس به أبدا من «شباب» هذا الوطن على اختلاف انتماءاتهم مازال مصمما على الأخذ بتلابيب النجاح... مازال عازما على ركل شبح الهزيمة... مازال حريصا على سد الذرائع وتفويت الفرصة على كل راغب فى إحراق الوطن لتحقيق مصلحته الشخصية.. هؤلاء فقط هم القادرون على التحرر من كل وهم فرضه عليهم أشباه القادة وبقايا التجارب الفاشلة متصلبو العقول الباحثون عن حلمٍ مجنون  بالسيطرة على حساب وطنٍ يحترق.