محمد إبراهيم شاكر وقضايا منع الانتشار النووى - السيد أمين شلبي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 7:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد إبراهيم شاكر وقضايا منع الانتشار النووى

نشر فى : السبت 31 مارس 2018 - 10:30 م | آخر تحديث : السبت 31 مارس 2018 - 10:30 م

ارتبط التاريخ المهنى والعلمى للسفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر بقضايا منع الانتشار النووى، وبدأت رحلته فى هذا المجال عندما انتهت فترة عمله فى بعثة مصر لدى الأمم المتحدة فى جنيف عام 1968، التحق بعدها بمعهد الدراسات الدولية فى جنيف للإعداد لرسالة الدكتوراه عن معاهدة منع الانتشار النووى NPT، وجاءت هذه الرسالة فى جزءين اعتبرت، وما زالت، من أدق الدراسات فى شرح وتحليل بنود هذه المعاهدة، الأمر الذى أكسبه سمعة دولية لدى المراكز والمعاهد المتخصصة فى منع الانتشار النووى، وأهله هذا لكى يرأس مؤتمر مراجعة المعاهدة عام 1985، ثم تولى بعد ذلك لجنة العلاقات الخارجية فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وشجعه هذا أن يكون مرشح مصر لكى يكون مدير الوكالة خلفا لمديرها هانز بليكس، غير أنه لم يوفق فى هذا الترشيح أمام مرشح مصرى رشحته دول إفريقية وهو الدكتور محمد البرادعى، والحقيقة أن محمد شاكر خلال توليه العلاقات الخارجية فى الوكالة هو الذى قدم ورشح محمد البرادعى لمدير الوكالة آنذاك هانز بليكس، لكى يخلفه فى هذا المنصب. غير أن هذا لم يقلل من اهتمام ومتابعة محمد شاكر لقضية منع الانتشار، وحضوره بشكل منتظم مؤتمرات المعاهدة الدولية حول نزع السلاح ومنع الانتشار النووى. وداخليا اعتبر مستشار الحكومة المصرية حين كانت مصر مقدمة على إنشاء مفاعل نووى، كما شارك فى إجراءات توقيع مصر على معاهدة منع الانتشار، وهو الذى أعد «الكتاب الأبيض» الذى أصدرته وزارة الخارجية المصرية على منع الانتشار. وقد أفضى لى دكتور شاكر أنه فى أحد الاجتماعات التى عقدها الرئيس الأسبق حسنى مبارك لمناقشة موضوع المفاعلات النووية وحضره محمد شاكر، وعندما أثار قضية مفاعلات إسرائيل النووية، قال شاكر إن إسرائيل لن تتخلى عن سلاحها النووى إلا بعد أن تمتلك مصر سلاحا نوويا، وعقب عليه مبارك بما أسماه «براءة» محمد شاكر متسائلا عن من سيسمح لمصر أن تمتلك سلاحا نوويا؟

***

فى السنوات الأخيرة قاد محمد شاكر دور المجتمع المدنى فى الترويج لمبادرة مصر التى أطلقتها فى بداية التسعينيات لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل، ومن موقعه فى المجلس المصرى للشئون الخارجية نظم العديد من المؤتمرات المصرية والعربية، بالتعاون مع الجامعة العربية، وكذلك الدولية بحضور شخصيات إقليمية ودولية معنية بهذه القضية، وكانت آخر مشاركاته فى مؤتمر مراجعة المعاهدة فى نيويورك عام 2015، حيث أحبطت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا مشروع مصر المؤيد عربيا لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وجاء هذا الإحباط بعد أن أحبطت الولايات المتحدة المؤتمر الدولى الذى دعت إليه الأمم المتحدة، لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل، وكان مقدرا له أن يعقد فى هلسنكى عام 2012. وقد جعلنى هذا أناقش مع دكتور شاكر ما كتبته على صفحات «الشروق» عن جدوى الاستمرار فى التركيز على المنطقة الخالية واتفقت مع دكتور محمد البرادعى ــ الذى كان مديرا للوكالة ــ الذى اعتبر أنه ليس من المنتظر إنشاء هذه المنطقة إلا فى نطاق نظام أمنى إقليمى، ومن ثم كان رأيى التركيز على ما هو عملى أكثر وقابل للتأييد الدولى، وهو انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار وإخضاع منشآتها النووية لمراجعة الوكالة الدولية، فضلا عن التأكد من حالة مفاعلها فى ديمونة الذى تقادم وأثار مخاوف باحثين إسرائيليين أنفسهم.

سوف تفتقد مصر ودبلوماسيتها أحد أعلامها المشرفين.

التعليقات