لنتفادى حدوث تشيرنوبل ثانية على حدودنا - السيد أمين شلبي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 12:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لنتفادى حدوث تشيرنوبل ثانية على حدودنا

نشر فى : الجمعة 20 مايو 2016 - 9:40 م | آخر تحديث : الجمعة 20 مايو 2016 - 11:52 م
يتوافق هذا العام مع مرور 30 عاما على كارثة انفجار المفاعل النووى السوفييتى فى تشيرنوبل بكل تداعياته الحياتية والبيئية على محيطه البشرى والجغرافى، وحيث مازالت تعانى من آثار اشعاعاته حتى اليوم. مع هذه المناسبة تحرك خبراء فى إسرائيل مثل البروفيسور Auzi Iven الذى كشف عن 1500 ثغرة فى مفاعل ديمونة فى جنوب إسرائيل وطالب الحكومة الإسرائيلية بإغلاقه. كما كشفت جريدة هاآرتس الإسرائيلية عن مؤتمر علمى عُقد أخيرا فى إسرائيل حول قضايا نووية، وحيث عبر بعض الخبراء عن مخاوفهم من اشعاعات ممكنة من المفاعل.

والواقع أن ما أثير فى إسرائيل قد سبق أن أثرناه خلال مؤتمر عُقد فى الجامعة العربية أوائل هذا العام لمناقشة تداعيات الاتفاق النووى الايرانى على الأمن القومى العربى، ونبهنا خلال المناقشات من تقادم المفاعل النووى الإسرائيلى ــ الذى يرجع انشاؤه إلى عام 1963ــ وأهم من ذلك عدم خضوعه لأى تفتيش دولى؛ حيث ترفض إسرائيل رقابة الوكالة الدولية للطاقة، فضلا عن عدم عضويتها فى معاهدة منع الانتشار NPT. وعبرنا عن آمالنا أن تطرح الدبلوماسية العربية هذا الخطر خلال قمة الأمن النووى الذى كان مقررا عقدها فى أواخر مارس 2016 فى واشنطن.

***

ويرتبط بذلك قضية أشمل وهى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووى وجميع أسلحة الدمار الشامل وهى القضية التى تقدمت حولها مصر بمبادرة فى أوائل التسعينيات، وعلى مدى 35 عاما قوبلت هذه المبادرة بالتجاهل أولا ثم بإحباط أى جهود جادة لإنشاء هذه المنطقة. ففى مؤتمر مراجعة منع الانتشار عام 1995، وحيث كانت الولايات المتحدة تعمل بشكل يائس للتمديد اللانهائى للمعاهدة، ولكى تحصل على موافقة مصر والعرب، حيث كانت مصر فى هذا الوقت تبدى ترددا فى تأييد هذا المد، وافقت الولايات المتحدة على استصدار قرار من الأمم المتحدة يجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل. غير أن هذا القرار ظل بلا أى تفعيل حتى استطاعت مصر والعرب أن تستصدر من الأمم المتحدة عام 2010 قرارا بعقد مؤتمر دولى فى 2012 فى هلسنكى لمناقشة ترتيبات انشاء المنطقة، ورغم أن الأمم المتحدة قد عينت «مُسهل facilitator» إلا أن الولايات المتحدة فى اللحظة الأخيرة أحبطت انعقاد المؤتمر بحجة أن «الوقت غير مناسب». ومع انعقاد مؤتمر مراجعة المعاهدة فى نيويورك أبريل – مايو 2015 أعادت مصر تقديم مشروع انشاء المنطقة إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا عارضوا صدور قرار فى هذا الشأن.

وتدعونا هذه الخبرة أن نعيد تقييم امكانية تحقق هذه المنطقة والتى لا تبدو ممكنة فى الأجل المنظور؛ بحيث يصبح البديل العملى هو تكثيف جهودنا الدولية على المطالبة أن تخضع إسرائيل منشآتها النووية للتفتيش الدولى. ولعل النقاش الذى دار أخيرا فى إسرائيل حول أخطار مفاعل ديمونة يدفع علماءنا وخبراءنا ومؤسساتنا المعنية إلى اعطاء أهمية أكثر لحالة هذا المفاعل، وأن يُطلعوا الرأى العام المصرى والعربى على تقديرهم لحالته، وهل ما يشاع عن أخطاره مبالغ فيه أم أنه حقا بفعل تقادمه وعدم خضوعه لأى تفتيش دولى يمكن معه أن يصحوا المصريين والجوار العربى ذات صباح لكى يواجهوا تشيرنوبل ثانية على حدودهم؟
التعليقات