سد إثيوبيا.. التعامل مع تركة المخلوع - نادر بكار - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سد إثيوبيا.. التعامل مع تركة المخلوع

نشر فى : الجمعة 31 مايو 2013 - 8:50 ص | آخر تحديث : الجمعة 31 مايو 2013 - 8:50 ص

الاشمئزاز.. هو أصدق تعبير عن الحالة التى تنتابنى وأنا أطالع صفحات جرائد أعماها كرهها للإخوان عن رؤية خطر داهم يحدق بالوطن كله دون تمييز بين أفراده، أراها وهى تصب جام غضب مصطنع على الرئيس مرسى فى قضية السد الإثيوبى وتحويل مجرى النيل الأزرق، تتناسى ببرود منقطع النظير أن المتسبب الأول وربما الأوحد عن هذا الإهمال الجسيم هو الرئيس المخلوع وخارجيته ورئيس وزرائه على مدى عقدين كاملين.

 

منذ عام ٢٠٠٧ وقضية السد مطروحة بقوة فما الذى فعله المخلوع وعصابته لاحتوائها سوى تصريحات جوفاء وزوابع إعلامية؟ وقبلها بعشر سنوات لم يكن للصهاينة موطئ قدم فى أديس أبابا لكنها عنجهية الفرعون التى جعلته يولى إفريقيا بأسرها ظهره ليدفع شعبنا الثمن ويرث تركة من التعالى على قارة كان يمكن بقليل  من الجهد أن تتحول إلى فناء خلفى لدولة مصرية قوية ومؤثرة.

 

ما يعنينا الآن أن تنحى الخلافات السياسية جانبا ويصطف الجميع خلف قيادة سياسية منتخبة لحل هذه الأزمة التى سيطول أذاها الجميع بلا استثناء لو تطورت الأمور إلى الأسوأ.

 

لا بد من التنسيق عالى المستوى بيننا وبين السودان شمالها وجنوبها والوصول إلى تفاهمٍ مشترك يتيح قدرا من الضغط على إثيوبيا لا يمكننا القيام به منفردين؛ وما يتنامى إلى مسامعنا الآن من أخبار عدم اكتراث السودانيين فضلا عن ترحيبهم بالسد الإثيوبى يفوق فى خطورته خبر تحويل مجرى النيل الأزرق نفسه.

 

لا مفر من اعتماد أسلوب خلخلة الأرض من تحت أقدام الطرف الإثيوبى والالتفاف عليه لتشتيت جهوده وإجباره على الحل الدبلوماسى؛ وخلخلة الأرض هذه تتم داخليا بالتواصل مع أطياف المعارضة وطرح تفاهمات يؤدى تبنيها إلى تكوين ضغط ينطلق من الداخل الإثيوبى؛ هذا بالإضافة إلى استخدام ورقة الكنيسة المصرية للضغط على مثيلتها الحبشية؛ وهنا لا بد من التنويه إلى أن بابا الأقباط أمامه فرصة تاريخية للقيام بعمل وطنى سيعود أثره الإيجابى على المدى القصير فى علاج هذه القضية بالإضافة إلى أثر إيجابي آخر على لُحمة النسيج المصرى فى المدى البعيد.

 

وخلخلة الأرض تتم بالضغط الخارجى أيضا؛وأعنى بها ممارسة ضغط سياسى على الدول الممولة لبناء السد الإثيوبى والدخول معها فى مفاوضات مباشرة نعتمد فيها تحقيق المصالح لغة للحوار ؛ ومفاوضات أخرى مع القوى العالمية ذات الثقل القادرة على الضغط بدورها على إثيوبيا من اتجاه آخر.

 

وفتح قنوات اتصال اقتصادية مع الشركات الأجنبية القائمة على تنفيذ مشروع السد خيار ثالث يمكننا من خلاله التفاوض على بدائل اقتصادية مغرية قد تخذل كثيرا من الجهود المطلوبة لتنفيذ هذا المشروع أو على الأقل تساهم فى تعطيله حتى حين.

 

وبالتوازى مع كل ذلك فإن الحلول الاستخباراتية أراها مطروحة بقوة لتعطيل بناء السد بصور كثيرة سترفع الحرج الرسمى عن مصر فى المحافل الدولية إذا ما فشلت جهود الاحتواء السياسية؛ وتقل تكلفتها وتعقيداتها كثيرا عن تدخل عسكرى مباشر.