عصر الذكاء الاصطناعى.. من الشهادة إلى المهارة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 30 أكتوبر 2025 9:40 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

عصر الذكاء الاصطناعى.. من الشهادة إلى المهارة

نشر فى : الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 7:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 29 أكتوبر 2025 - 7:50 م

فى عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة، بفعل الذكاء الاصطناعى والرقمنة والابتكار، لم يعد السؤال المطروح أمام المهنيين هو: هل نحتاج إلى تطوير مهاراتنا؟ بل كيف نفعل ذلك؟ هل الأفضل الاستثمار فى درجة الماجستير التقليدية، أو الالتحاق ببرنامجٍ تنفيذى قصير، أو السعى إلى الحصول على درجة ماجستير مشتركة مع جامعة دولية مرموقة تجمع بين المعرفة الأكاديمية، والتميز العالمى، والتقنيات الحديثة؟

 


وتُعد درجة الماجستير اليوم حجر الأساس فى بناء الكفاءات المستقبلية، ولكنها لم تعد كما كانت فى السابق تقتصر على الجانب النظرى، فقد أصبحت البرامج الحديثة تدمج مفاهيم الذكاء الاصطناعى، وتحليل البيانات، والتحول الرقمى، فى تخصصات الإدارة، والهندسة، والتمويل، والتقنيات الحديثة.
وقد جعل هذا التطور من الماجستير منصة لتخريج محترفين قادرين على فهم الذكاء الاصطناعى، وتطبيقه فى بيئات العمل، فخريجو الماجستير الذين يجمعون بين المعرفة الأكاديمية، والقدرة على توظيف الذكاء الاصطناعى فى اتخاذ القرار والابتكار، أصبحوا من أكثر الكفاءات المطلوبة فى أسواق العمل المحلية والعالمية.
أما البرامج التنفيذية، فقد أصبحت الخيار المفضل للقيادات وصناع القرار الراغبين فى اكتساب مهارات الذكاء الاصطناعى بطريقة عملية وسريعة، إذ تمتاز هذه البرامج بقِصَر مدتها، وتركيزها على الجوانب التطبيقية للذكاء الاصطناعى فى مجالات القيادة، والإدارة، والتخطيط الاستراتيجى. ولا تقتصر فائدتها على تحديث المهارات، بل تسهم أيضا فى إعادة تعريف أسلوب القيادة، من خلال دمج أدوات الذكاء الاصطناعى فى عمليات التحليل والتنبؤ وصنع القرار. وقد أصبحت البرامج التنفيذية، المعززة بالذكاء الاصطناعى فى قطاعات مثل الطاقة، والنقل، والبناء، والخدمات المالية، ضرورةً للبقاء ضمن دائرة التنافس والابتكار. ويبرز اليوم اتجاه متنامٍ نحو الدرجات المشتركة فى الماجستير بين الجامعات المحلية، والمؤسسات الأكاديمية العالمية المرموقة، فهذه الشراكات تمنح الطلبة فرصة فريدة للجمع بين العمق الأكاديمى المحلى، والاعتراف الدولى، مع التعرُّض لبيئات بحثية متقدمة، ومشروعات تطبيقية فى مجالات الذكاء الاصطناعى والتحول الرقمى.
ولا يكتسب خريجو هذه الدرجات المشتركة شهادتين فقط، بل ينفتحون على شبكات مهنية دولية، ويطورون فهما عميقا للسياقات الثقافية والتقنية المتنوعة، كما ينظر إليهم أصحاب الأعمال بصفتهم قادة يملكون عقلية عالمية، وذكاءً رقميا، وقدرة على إدارة فِرق متعددة الثقافات فى بيئة أعمال يقودها الذكاء الاصطناعي.
ويعتمد الاختيار من بين هذه المسارات على المرحلة المهنية، والطموح الشخصى، فدرجة الماجستير تمنح المهنيين قاعدة علمية وتقنية متينة فى بدايات مسارهم، بينما تقدم البرامج التنفيذية دفعة قوية للمديرين الساعين إلى دمج الذكاء الاصطناعى فى ممارساتهم القيادية. أما الدرجات المشتركة فى الماجستير، فهى تمثل الصيغة المثلى لمن يسعى إلى تعليم أكاديمى عميق، وخبرة مهنية مرنة، وآفاق عالمية أوسع.
وحتما سيكون المستقبل من نصيب أولئك الذين يتعاملون مع التعلُّم المستمر بصفته رحلة دائمة، فالذكاء الاصطناعى لم يعد مهارة تكميلية، بل أصبح اللغة الجديدة للقيادة والإدارة. والمتميزون فى المستقبل هم من يجمعون بين عمق الماجستير الأكاديمى، ورشاقة البرامج التنفيذية، وانفتاح الدرجات المشتركة العالمية. وفى زمن أصبح فيه الذكاء الاصطناعى شريكا فى كل قرار لم يعد النجاح لمن يفهم التقنية، بل لمن يفكر من خلالها، ويعيد تعريف حدوده بها.

 


خالد محمد المرى
جريدة الاتحاد الإماراتية

التعليقات