عقب ضربات أمريكية استهدفت جماعات مسلحة موالية لإيران في العراق وسوريا راح ضحيتها نحو 40 فردا وأصيب آخرون، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تلك الضربات تختبر رغبة إيران في التصعيد، فهل تتلقى طهران الضربة وتوقف التصعيد أم تستعد للرد؟.
* توقعات باختيار طهران لوقف التصعيد
أفادت الصحيفة الأمريكية، بأن الولايات المتحدة وحلفائها يتوقعون اختيار إيران لمسار وقف التصعيد، معتقدين أن طهران لا ترى أي فائدة في الدخول في حرب مع قوة أكبر بكثير.
ووفقا للصحيفة، "ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان وكلاء إيران، الذين يعتمدون على طهران في الحصول على المال والأسلحة ومعلومات الاستخبارات، سيستنتجون أن مصالحهم تتحقق من خلال التراجع".
وردا على هجوم بطائرة بدون طيار شنته جماعات مدعومة من إيران وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة عسكرية على الحدود السورية الأردنية في 28 يناير، ردت الولايات المتحدة على تلك المجموعة والعديد من الجماعات الأخرى المدعومة من إيران ليلة الجمعة بـ 85 ضربة مستهدفة.
وفي أعقاب ذلك، أصر المسئولون الأمريكيون على أنه لم تكن هناك مناقشات عبر القنوات الخلفية مع طهران، ولم يكن هناك اتفاق على أن الولايات المتحدة لن تضرب إيران مباشرة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، مساء الجمعة بعد اكتمال الضربات الانتقامية "لم تكن هناك اتصالات مع إيران منذ الهجوم".
من جانبها، أعلنت إيران أنها تسعى إلى خفض التوترات، على الرغم من أن هدفها القائم على إخراج الولايات المتحدة من المنطقة مرة واحدة وإلى الأبد، لا يزال قائماً.
* رد فعل إيراني معتدل
ووصفت الصحيفة رد فعل إيران الأول على الضربات العسكرية بأنه كان "معتدلا بشكل ملحوظ".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني ، قد صرح بأن الهجوم على سوريا والعراق هو مغامرة وخطأ استراتيجي آخر من جانب الحكومة الأمريكية ولن يكون له أي نتيجة سوى زيادة التوترات وزعزعة استقرار المنطقة.
وحتى ليلة الجمعة، كان كل عمل عسكري للولايات المتحدة محسوبا وحذرا، وهي السمة المميزة لنهج الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن مسئولين في إدارته قالوا إن مقتل الجنود الأمريكيين أجبره على توجيه تلك الضربات، بحسب الصحيفة.
واتخذ بايدن قراراً بتوجيه ضربات واسعة النطاق إلى المنشآت ومراكز القيادة، دون أن يهدف إلى قطع رأس قيادة أو تهديد إيران بشكل مباشر.
إلى ذلك، قال أفشون أوستوفار، وهو خبير في الشئون العسكرية الإيرانية إنه "يمكن لإيران أن تتكبد أي عدد تريده من الضحايا العراقيين والسوريين، فهى لا تشعر بأنها مضطرة للرد على مقتل وكلائها، لكن إذا قتل إيرانيون، فالأمر مختلف".
* الضربات في سوريا والعراق ليست نهاية الأمر
واليوم، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن الضربات التي شنتها واشنطن على مواقع في سوريا والعراق الجمعة الماضية ليست نهاية الأمر.
وقال سوليفان في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية إن "الرئيس بايدن كان واضحا جدا منذ البداية بأنه عندما تستهدف قواتنا فسوف نرد".
وأضاف: "أمر بايدن بالرد على الهجمات التي نتعرض لها حازمٌ وجدّي وهو ما يحدث"، مؤكدا أن واشنطن ستشن ضربات أخرى وستتخذ إجراءات إضافية.