محمل جِمال وتحطيب.. طقوس الصعيد في الاحتفال بالمولد النبوي خلال الثمانينيات - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 4:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

محمل جِمال وتحطيب.. طقوس الصعيد في الاحتفال بالمولد النبوي خلال الثمانينيات

محمد حسين:
نشر في: السبت 8 أكتوبر 2022 - 1:27 م | آخر تحديث: السبت 8 أكتوبر 2022 - 1:27 م

من بين الثقافة والتراث المصري، يحتفظ الصعيد بطبيعة خاصة في الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والدينية، التي من بينها ذكرى المولد النبوي، وهو الأمر الذي جذب الكُتاب والباحثين في توثيق طريقتهم المميزة في تلك الاحتفالات، وقدم سمير جابر دراسة رصدها عن هذا الموضوع نشرتها مجلة «الفنون الشعبية» المعنية بالتراث.

يقول جابر: "أُتيحت لي فرصة لرصد ودراسة الموكب الكبير للمولد النبوي الشريف في مدينة ملوي بالمنيا خلال فترة الثمانينيات، ورأيت الناس يخرجون للتجمع في مكان فسيح بالقرب من متحف الآثار بالمدينة؛ وذلك انتظاراً لحضور (مقامات) الشيوخ المحمولة فوق ظهور الجمال، لتكون على شكل (المحمل)".

وتابع: "ولم تكن ساعات الانتظار بالأمر السلبي، بل كانت تستغل في حلقات التحطيب على أنغام الطبل والمزمار البلدي، فلا يكاد يخلو شارع من تلك المباريات الفنية، التي تتميز بقوانينها وحكامها، ويتخللها الفرسان يمتطون الخيول مارين بتلك الحلقات؛ لكي يخبروا الجموع الغفيرة بقرب ميعاد وصول المحمل، الذي يعد الرمز الأول لهذا اليوم".

ويشير الباحث لمشهد آخر من الطرافة، وهو حضور "الحرفيين" من حدادين ونجارين وحلاقين وما إلى ذلك، محمولين فوق عربات، بحيث يكون كل عربة مخصصة لأصحاب حرفة معينة، ويضعون على العربة ما يمثل مهنتهم من أدوات وآلات، وتظل تلك الممارسات مستمرة من نحو 10 صباحا وحتى صلاة العصر.

وبعد أداء الصلاة، يبدأ الموكب بفريق الموسيقى النحاسية التابع للبلدية، يليه بمسافة كافية مجموعة من ضاربي السياط، وهم ما يعرفون بـ"السييطة"، ويصل عددهم إلى ما بين 5 إلى 6 أفراد، وكل منهم يمسك بسوط طوله نحو 4 أمتار مصنوع من ليف النخيل الأحمر، مجدول بطريقة خاصة، ومغطى من الخارج بالقماش الملون.

وعن وظيفتهم، فهي تتلخص في إفساح الطريق للموكب، من خلال تطويح هذا الكرباج الكبير في حركة دائرية على المستوى الأفقي، ثم يجذبه فجأة للخلف في حركة خاطفة، يصدر عنها صوت يشبه "الفرقعة"، ويراعى أن يبتعد كل "سييط" عن الآخر بمسافة معقولة حتى لا يؤذون بعضهم، كذلك يبتعد الجمهور ليفسح الطريق للموكب المنتظر.

وتأتي اللحظة الأهم حينما يأتي المحمل، وهو موكب الجمال، محمول عليه مقامات الشيوخ مزينة بزخارف شعبية معلقة عليها المسابح وحلي أخرى، ويتبع المحمل مجاميع مشايخ الطرق الصوفية، كل طريقة بأزيائها حاملة لبريقها (علمها) الذي يميزها عن الأخرى، ويشترك الجميع في إنشاد أدعية وتواشيح في مشهد من البهجة الغامرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك