في ذكرى رحيله.. شخصيات يحيى حقي بين صفحات الروايات وشاشة السينما - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:22 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيله.. شخصيات يحيى حقي بين صفحات الروايات وشاشة السينما

محمد حسين
نشر في: الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 1:14 م | آخر تحديث: الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 1:14 م

يكتمل اليوم 9 ديسمبر مرور 27 عامًا على رحيل الأديب الكبير يحيى حقي، الذي رحل عن عالمنا في 9 ديسمبر1992، بعد مسيرة طويلة من العطاء للمكتبة العربية، وقدم حقي عددًا كبيرًا من الأعمال الأدبية أبرزها قنديل أم هاشم، والبوسطجي، وصح النوم.

وتتميز معظم أعمال "حقي"، بأنها تقع في تصنيف القصة القصيرة، ولكن تفرده في هذا الفن بأسلوبه السهل الممتنع جعله يلقب برائد القصة القصيرة.

وحققت أعمال يحيى حقي نجاحًا لافتًا على شاشات السينما، ببنائه الجيد للشخصيات التي جسدت في أغلبها صراعًا بين فرد ومجتمع كامل، وظهر ذلك واضحًا في فيلمي البوسطجي وقنديل أم هاشم.

وفي ذكرى رحيله نستعرض أبرز جوانب الشخصيات التي ظهرت سينمائيًا اقتباسًا عن أعمال يحيى حقي الأدبية:

1- عباس.. الفراغ والفضول دفعه ليكون شاهدًا على قصة حب مأسوية

كانت أعمال يحيي حقي دائما مستلهمة من المجتمعات والأماكن التي عاش بها، فالصعيد كان أحد المحطات التي عاش بها من خلال عمله كمعاون إدارة بأسيوط، لذلك كانت مجموعته القصصية "دماء وطين" تدور أحداثها في صعيد مصر، وأشهر قصص تلك المجموعة كانت "البوسطجي" والتي تم تناولها في فيلم سينمائي عام 1968 من بطولة الفنان الكبير شكري سرحان، والذي قام بالشخصة الأساسية للرواية "عباس" ناظر مكتب البريد، الذي ينتقل من القاهرة للصعيد، ويواجه صعوبة كبيرة في تغييرالتأقلم مع مجتمعه الجديد الذي يحمل كل طباع النفاق ولكنه يظهر أنه محافظ ويدافع عن التقاليد، فيقرر عباس الانتقام من المجتمع ويجد من التلصص على رسائلهم قبل أن تصل لهم؛ كوسيلة لصب غضبه عليهم، ولكن وسط تلك الرسائل يصطدم بقصة حب تحمل جزءًا كبيرًا من المأساة، فرسائل متبادلة بين جميلة وخليل يحاولان من خلالهما كسر التقاليد، المجتمعية.

وتعرضت الرواية لجانب اختلاف المذهب بين جميلة الأرثوذكسية وخليل الذي الذي ينتمي للطائفة البروستانتية، ولكن كان التناول السينمائي مختلفًا فبرر الرفض بأن الأب لم يقبل بأن تتعرف ابنته على شاب لأن ذلك يكسر تقاليدهم المحافظة.

يظل عباس متابعًا لقصة جميلة وخليل، إلى أن يخطئ ذات مرة ويقوم بإتلاف أحد الخطابات بختمه عن طريق الخطأ، ما يستحيل تسليمه هكذا ما يدل على أنه قد فُتح، وللأسف يكون هذا هو أهم خطاب.. حيث يخبر فيه خليل جميلة بتغير عنوانه لتراسله عليه، وبذلك كل الخطابات التي ترسلها لن تصل، خصوصًا آخر رسالة كتبتها "خليل، أنقذني.. أنقذني.. أنقذني"

يظل عباس في عذاب من الضمير ويقرر أن يسلم جميلة كل الخطابات التي لم تصل لها، ولكنه يقع في مأزق كبير بسبب أنه لا يعرف ملامحها.

وتكون المرة الأولى التي يراها بعد فوات الأوان عندما يقتلها والدها بعد علمه بحملها من خليل، ويسير حاملا لها في طرقات البلد في مشهد جنائزي مهيب ومبكي أبدع في إخراجه حسين كمال.

2- إسماعيل.. طبيب العيون الذي يواجه بالعلم بركة أم هاشم

قدم شكري سرحان ثاني أعمال يحيى حقي ظهورًا على الشاشة الفضية، وذلك بتقديمه بطولة فيلم "قنديل أم هاشم" الذي عُرض في 1968 من إخراج كمال عطية وسيناريو صبري موسى، وقدم شكري سرحان الشخصية الأساسية التي جسدت صراع العلم والخرافة من خلال شخصية الدكتور إسماعيل طبيب العيون بحي السيدة زينب، والذي كان له طبيعة خاصة بالنسبة لحقي لنشأته وقضاء فترة من حياته به، فالدكتور اسماعيل يواجه معتقدات أهل الحي بأن زيت من قنديل أم هاشم هو وسيلة لعلاج أمراض العيون، ويتهمونه بالكفر وإنكار بركة أم هاشم، ليخوض صراعًا طويلًا ضدهم بعد عودته من بعثته العلمية في ألمانيا، ولكن مع الوقت يكتشف أن الأفضل هو مخاطبتهم على قدر عقولهم، ويوهمهم بأنه قد أقتنع ببركة زيت قنديل أم هاشم، ليكسب ثقتهم، ويعلن أنه سيعالج فاطمة بزيت القنديل، وافتتح عيادة بحى السيدة لعلاج اهل الحي ، الذين يقبلون عليه بعد اقتناعهم بأنه مؤمن ببركة أم هاشم وزيت قنديلها، وقدم حقي تلك الشخصية لإبراز أهمية مخاطبة الناس على قدر عقولهم في سبيل الوصول لغاية أهم وهي إعلاء قيمة العلم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك