مطاعم وأكل بيتى على الإنترنت - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 6:55 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سوق تنتعـش فى رمضـان

مطاعم وأكل بيتى على الإنترنت

كتبت ــ دينا درويش:
نشر في: السبت 11 أغسطس 2012 - 10:50 ص | آخر تحديث: السبت 11 أغسطس 2012 - 10:50 ص

بمجرد الضغط على زر الحاسب الآلى تتحول صفحة «مطبخ بلادى» (cuisine bladi) إلى مطعم حقيقى. هنا يبدو «مبدأ اخدم نفسك» قد فرض نفسه على زوار هذا الموقع الإلكترونى عبر شبكة التواصل الاجتماعى. فأصابع اليد تلعب دور النادل كى تتجول داخل ردهات المطعم الإلكترونى لتحصل على قوائم الطعام بأسعارها، وتحدد الطلب بعد رؤية الألبوم الخاص بالموقع. مع اقتراب شهر رمضان وكثرة الولائم والعزائم بل وأحيانا موائد الرحمن ينشط هذا النوع من المتاجر الإلكترونية التى تتبارى فى تغيير واجهات الصفحات وتحميل عدد كبير من الصور هى حصيلة عمل سنة بالكامل.

 

موقع «مطبخ بلادى» على سبيل المثال ــ الذى يجتذب حوالى ألفى زبون ــ قد اكتسى ببنفسجية وقت الغروب، بينما استخدم التمر كـ«تيمة» سائدة كى يرمز لنوعية الأطباق التى يقدمها الموقع، وهى الأطباق الوطنية.

 

 cuisine bladi، bien cuit (مطهى بعناية)، cakes land Egypt (جزيرة الكعك) إلخ.. مجموعة مطاعم إلكترونية بدأت فى غضون الخمسة أعوام الأخيرة فى اجتذاب عدد لا بأس به من الزبائن، بل واكتساب شهرة داخل السوق الإلكترونية للطعام.

 

سارة كمال فى حالة سباق دائم مع الزمن خلال شهر رمضان، فقد توسع مطعمها الإلكترونى بشكل كبير مما دفعها لاستئجار مطبخ جديد أكثر سعة، حيث تقوم بعمل عرض حى للزبائن كى يشاهدوا نظافة وحرفية العمل. جو العمل شديد الخصوصية، فسارة ترتدى مريولا وغطاء للرأس يشبه الزى الذى ترتديه صغيرتها التى تصحبها كظلها فى كل ركن من أركان المطبخ. تتكاتف أنامل سارة وهشام زوجها كى يضعوا اللمسات الأخيرة على قطع الحلوى المبتكرة التى تميز بها مطعمهم. وتقول سارة «شبكة النت هى العامود الفقرى لمشروعى. فعبر موقع U-tube أستطيع أن أتعلم طرق إعداد الحلوى وفقا للمطبخ الأمريكى الذى تخصصت فيه، كما أتعرف على أحدث الصيحات بالنسبة لمكونات الكيك وكذلك الأوانى وأدوات الطهى المختلفة. من ناحية أخرى يتيح لى البريد الإلكترونى نوع من التواصل مع بعض المتعهدين الذين يجلبون لنا من الخارج العديد من لوازم العمل. أما موقع فيس بوك، فيعد أهم محطة فى عملنا لما لهذا الموقع من قدرة تسويقية جبارة». الزوجان سارة وهشام استطاعا أن يخلقا سوقا كبيرة لترويج منتجاتهما عبر النت. وبعد أن بدأ المشروع بـ20 مشتركا هم أفراد عائلة كل منهما، وصل عدد زوار الموقع حاليا إلى 20 ألف زبون، كما أنهم يتكاتفون من أجل إعداد ما بين 20 و30 كعكة كل يوم مقابل 3 فى بداية المشروع. وهو ما اضطر هشام إلى ترك عمله فى مجال السياحة والفندقة والتفرغ للعمل عبر النت.

 

البيع عن طريق النت بدأ يشهد طفرة على مستوى العالم منذ عام 2005، ولعل قصة دونالد ترامب ــ المرشح الرئاسى ضد بارك أوباما فى انتخابات الرئاسة السابقة ــ خير دليل على ذلك. فقد أضاع الرجل 70 فى المائة من ثروته مع سقوط البورصة الأخير، لكنه استطاع خلال خمس سنوات فقط تعويض كل ثروته من خلال العمل التسويقى عبر الشبكة العنكوبتية.

 

فى مصر، ربما يكون المستثمر الإلكترونى قد أدرك بدوره معطيات السوق. فمشاريع الطعام هى من أنجح المجالات فى جذب رأس المال نظرا لقصر دورة رأس المال وما يتبع ذلك من تحقيق ربح سريع ومضمون. وهو ما انعكس بدوره على مشروعات السوق الإلكترونى. تقول إيمان برهام محللة اقتصادية وخبيرة فى التنمية البشرية: «تكتسب المشروعات الإلكترونية أرضية بعد ثورة 25 يناير. فقد قامت الكثير من الشركات بتقليص عدد العمالة وانخرط كثيرون فى هذه اللعبة. وربما استفاد المشروع من اتجاه عالمى بدأ يتزايد عقب انهيار البورصة فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006، وما تبعها من أضرار اقتصادية. ويؤكد هذا التوجه ضرورة وجود فرص عمل مؤقتة تسير بالتوازى مع العمل الدائم».

 

من هنا انطلقت بعض المبادرات التى تنادى بضرورة تدشين وتشجيع مثل هذه المشروعات الصغيرة كنوع من الاقتصاد الموازى الذى تلجأ له اليوم بعض الدول الأوروبية للخروج من المنعطفات الاقتصادية. فمثلا تحت شعار «شارك فى أكبر تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية» تهدف قناة وجريدة «العمدة» لتشغيل مليون مواطن فى أقل من عام (بحجم أعمال 100 مليار جنيه سنويا) كلها بالجهود الذاتية.

 

فى دوار العمدة

 

مشروع «أكل بيتى» هو واحد من هذه المبادرات. الأكل البيتى ببساطة سوف يقوم بتدشين موقع تسويقى كبير على شبكة الإنترنت باسم (أكل العمدة البيتى) والذى يتيح لكل سيدة تعمل بهذا المشروع وضع الأصناف التى تتقن عملها بأسعارها، كما يتم عمل فيديوهات لها، وهى تقوم بإعداد هذه الأصناف عن طريق مسئولى التصوير بقنوات «العمدة» فى مطبخ «العمدة» أو المطبخ  الخاص بالسيدة مع وضع ألبوم صور لكل الأصناف التى تقوم كل طاهية بإعدادها مع جميع البيانات  الخاصة بها، مما يساعد على التواصل مع العملاء الذين تقدمهم الجريدة لكل مشتركة.

 

وتقوم فكرة الأكل البيتى على اختيار فريق من سيدات المنازل داخل كل حى، على أن تكون كل سيدة متخصصة فى صنف معين. ثم يأتى دور مندوب التوصيل (دليفرى الأكل البيتى) والذى يأخذ الوجبات من سيدة المنزل ليقوم بتوصيلها للعملاء، علما بأن اشتراك سيدة المنزل فى المشروع لا يكلفها شيئا، فهى لا تحتاج يوميا سوى ساعتين أو أربع ساعات على الأكثر لتجهيز الأصناف المطلوبة مسبقا عبر الإنترنت، كما أن جميع الوجبات والأطباق التى تعدها السيدة يتم توزيعها  على أصحاب المحال أو الموظفين أو الشركات وأصحاب العقائق والولائم وأعياد الميلاد والأفراح أو الأشخاص الذين يفضلون ببساطة الأكل البيتى.

 

من «أكل بيتى» فى دوار العمدة إلى موقع «مطابخ وبيوت» قد تختلف القوائم وإن ظلت شبكة الإنترنت هى القاسم المشترك، فعلى الحائط المخصص لصفحة فيس بوك تكتسب هذه المتاجر الإلكترونية ميزة تمكنها من التعرف على لرد فعل الزبون والتواصل معه. تقول السيدة نجلاء التى اشتهرت بولائمها عبر فيس بوك: «كثيرا ما يدون لى الزبائن على الحائط الخاص بالصفحة تعليقات عقب كل وليمة، ما يساعدنى فى التعرف على توجهات السوق، سواء فيما يتعلق بالأصناف الناجحة أو أسعار المأكولات وطرق تقديمها». تتفق السيدة سارة مع نجلاء فى الرأى، وتعلق: «من (الوول) أو الحائط نعرف الزبون عايز إيه». وتروى سارة أن أحد زوار الموقع كان يريد تصميم قطعة حلوى خاصة لخطيبته على شكل مشهد سينمائى (love scene)، قمنا عبر الإنترنت بجمع معلومات عن الثنائى وعندما عرفنا أنه شرطى وأن خطيبته مضيفة جوية، صممنا شطيرة منقسمة إلى نصفين سيدة تهبط من الطائرة بينما على الضفة الأخرى ينزل رجل من سيارة بوليس.

 

تستجيب هذه المطاعم لمعطيات السوق وتواجه المنافسة من أجل التوسع وإثبات الذات، كما تخضع المحال الإلكترونية للتحديث بصفة دائمة. تقول داليا ــ صاحبة إحدى هذه الصفحات على فيس بوك: «عندما افتتحت مطعم كانت معظم الصور المعروضة منتقاة من الإنترنت، لكن مع الوقت صممت ألبومى الخاص، فأنا أقوم أسبوعيا بتحميل كل ما تم طهيه حديثا». أما السيدة سارة فتقول إن هناك خواصا جديدة للفيس بوك تبدو مفيدة جدا لأصحاب المطابخ مثل خاصية permut، وهى خدمة مدفوعة تتيح حجم انتشار أكبر للمنتج بتنزيل صورته بحجم كبير على مواقع وصفحات أخرى، إلا أن سارة تفضل أن تحتكر الصفحات دون منافسة من إعلانات منتج آخر حتى يتمكن الزائر من التركيز على معروضات مطعمها الإلكترونى.

 

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك