أصدرت النقابة العامة للصيادلة الأسبوع المنصرم بيانًا طالبت فيه بتجنب حقن المرضي خاصة الأطفال بالمضادات الحيوية التي تحتوي على المادة الفعالة "سيفتريكسون" ceftriaxone إلا بعد إجراء اختبار حساسية، وذلك بعد رصد حالات وفاة نتيجة الحساسية من تلك المادة، بحسب البيان.

وقال الدكتور محيي عبيد نقيب الصيادلة إنه تلاحظ في الآونة الأخيرة حدوث حساسية شديدة ودخول بعض المرضى في صدمة Anaphylactic shock نتيجة إعطاء المضادات الحيوية، دون عمل اختبار، وهذا الأمر بهذا الشكل غريب وجديد ولم يحدث من قبل.

كما استنكر نقيب الصيادلة عبر مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية الإفراط في استخدام المضادات الحيوية خاصة للأطفال، موضحًا أن بعض الأطباء يقومون بكتابة مضادات حيوية شديدة المفعول لأطفال دون سن العام ونصف، قائلا "هو بونبوني بنوزعه على الأطفال.. نعاني من العشوائية في صرف المضاد الحيوي".

واستطلعت "الشروق" آراء عدد من الأطباء المتخصصين للتعرف على كيفية الوقاية من الأخطار التي حذرت منها نقابة الصيادلة، حيث أكدت الدكتورة شيرين خميس أخصائي طب الأطفال وحديثى الولادة "أهمية انتباه الوالدين لضرورة إجراء اختبار الحساسية للطفل قبل تناول أي حقنة مضاد حيوي وليس فقط التي تحتوي على مادة سيفتريكسون، ويجب تكرارها في كل مرة يتناول الطفل المضاد وليس لأول مرة فقط".

وأضافت خميس أن "المادة التي تحذر النقابة منها تدخل في صناعة العديد من المستحضرات الدوائية المخصصة للأطفال في حالات البرد أوالسخونية على سبيل المثال لا الحصر حقن سيفاكسون، وينترياكسفون، إيبسفين، وروسيفين، وسيفوتركس، وترياكسديل، وزوراكسون، وزوكسديل ، ميسبورين، اوفرامكس".

وعن طريقة إجراء اختبار الحساسية للطفل أوضحت أخصائي طب الأطفال أنه "يكون بجزء من حقنة المضاد الحيوي بحل "الفيال"على 5 ملي من ماء الحقن في سرنجة 5 سم، ثم يؤخذ مقدرًا 10وحدات بسرنجة أنسولين وتخفف حتى 100 وحدة بماء الحقن، ويتم تنظيف منطقة ظاهرة من ذراع الطفل ثم عمل دائرة حول مكان الحقن قطرها 4 سم ويتم حقن المنطقة بـ10 وحدات من الدواء ويجب أن يكون الحقن في طبقات الجلد العليا وليس تحت الجلد حتى يستدل على علامات التحسس بإنتفاخ في الجلد على سبيل المثال، ثم يترك الطفل لمدة من 15- 35 دقيقة لملاحظة أعراض الحساسية "احمرار، تورم، حكة" وإذا ظهرت أعراض الحساسية نمتنع عن إعطاء الطفل حقنة المضاد الحيوي، لأن الحساسية تتدرج من مجرد طفح جلدي وهرش وتورم إلى الموت".

بينما قال الدكتور أحمد الخطيب أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، إن "إجراء اختبار الحساسية لجميع حقن المضادات الحيوية فيما عدا "البنسيلين" ليس ضمانًا لعدم حدوث صدمة تحسسية للطفل طبقًا لجميع الهيئات العلمية كالأكاديمية الأمريكية للحساسية والمناعة، فقد يثبت الاختبار عدم تحسس الطفل من مكونات حقنة المضاد ثم يصاب الطفل بأعراض الحساسية، لذلك يجب إعطاء الطفل الحقنة في مكان مجهز لإسعاف الطفل سريعًا "المستشفي" من الفريق الطبي فى حالة حدوث الصدمات التحسسية".

وأضاف: "ليس معنى حدوث حالة حساسية لعدد محدود من الأطفال من حقنة "سيفتريكسون" أن ينتاب الأهالي الخوف بشكل مبالغ فيه، فهناك أطفال عانوا من الحساسية قبل ذلك ولم يتم تسليط الضوء عليهم، فهذه الحالات تمثل حساسية نادرة جدًا وتحدث بشكل كبير مع "البنسلين" ومضادات التشنجات بالأساس، ولكن الفائدة الحقيقة من تسليط الضوء على حساسية حقن المضادات الحيوية الآن هو كيفية التعامل السريع مع الصدمات التحسسية، والاستخدام المبالغ لحقن المضادات بدون داعى".

وعن أعراض الصدمة التحسسية التي قد تحدث للطفل من حقن المضادات الحيوية؛ أوضح الخطيب أنها تكون على شكل انتفاخ وتورم وإكزيما عنيفة في الجلد، أو في الجهاز التنفسي "كحة شديدة، احمرار عين وتورم، ضيق نفس، تورم حنجرى واختناق"، أو انخفاض الضغط وتسارع نبضات القلب مع إغماء وفقدان وعى، أو تصيب الجهاز الهضمى في شكل قيء مستمر مع إسهال وجفاف.

وأكد أخصائي طب الأطفال أهمية أن يتم إسعاف الطفل سريعًا باستلقائه على الأرض مع رفع قدميه على كرسى ليصل الدم إلى المخ، ثم على الفور إعطاء الطفل أمبول "أدينالين" تركيز ١ملجم /١ مل يعطى في عضل الفخذ الأمامى بشكل عميق حسب الوزن والجرعة بمعرفة الطبيب، وفي حالات ضيق الصدر والاختناق يوضع الطفل على الأكسجين فورًا.