قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، إن الواقع في القطاع أصبح كارثيًا للغاية جراء الأمطار الأخيرة، التي كشفت حجم الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي.
وأوضح بصل، خلال مداخلة هاتفية لقناة «القاهرة الإخبارية»، مساء الاثنين، أن آلاف المنازل والخيام تضررت، والمياه تغمر الممتلكات الخاصة وتسبّب مشاكل صحية كبيرة، خاصة أمراض الالتهابات والصدريّة للأطفال والكبار، بسبب انهيار البنية التحتية ونظام الصرف الصحي، مضيفا أن الدفاع المدني يفتقد القدرة الكاملة على التصريف والمساعدة؛ نتيجة تدمير المنظومات الأساسية من قبل الاحتلال.
وأشار إلى أن الجهود الحالية، رغم دعم اللجنة المصرية لإعادة إعمار غزة، غير كافية لتلبية احتياجات المواطنين المتضررين، داعيًا المجتمع الدولي إلى توفير خيام صالحة للإيواء ومراكز دعم إنساني مناسبة.
ولفت إلى أن اللجنة المصرية أعلنت عن إطلاق قافلة جديدة من المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح البري ومعبر كرم أبو سالم، محملة بنحو 9200 طن من المواد الإنسانية العاجلة، بينها أكثر من 5500 طن سلال غذائية ودقيق، إضافة إلى مستلزمات طبية وإغاثية ومواد بترولية.
وأكد «بصل» أن فرق اللجنة المصرية تعمل على مدار الساعة لتوزيع المساعدات على المتضررين في جميع مناطق القطاع، وصولًا إلى شماله وجنوبه، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية الحادة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن أكثر 288 ألف أسرة فلسطينية في القطاع تعيش مأساة قاسية، في ظل الظروف المناخية الصعبة وانعدام الحد الأدنى من مقومات الحياة.
وأوضح المكتب الإعلامي خلال مؤتمر صحفي عقده بغزة يوم الاثنين، أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأشار إلى أن مئات آلاف النازحين الفلسطينيين تعرضوا لظروف لا يمكن لأي مجتمع أن يتحملها، في ظل غياب أبسط مقومات الحياة، وتعمّد الاحتلال الإسرائيلي تعميق المأساة وحرمان المدنيين من الحماية.
وأكد أن قطاع غزة يحتاج 300,000 خيمة وبيت متنقل لتأمين الحد الأساسي للسكن الإنساني، إلا أن العالم لم يتحرك بالشكل المطلوب.
ولفت إلى أن الاحتلال يواصل سياسة التضييق ومنع إدخال خيام وشوادر وأغطية بلاستيكية، ويُبقي المعابر مغلقة، ويتلكأ في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ويتنصل من تنفيذ البروتوكول الإنساني المتعلق بالوضع الإنساني في قطاع غزة، في محاولة لفرض أشكال جديدة من الإبادة الجماعية عبر تعميق الكارثة الإنسانية.
وذكر أن هناك سلسلة كاملة من المتطلبات الإنسانية العاجلة التي يجب توفيرها فورًا وتشمل: شادر وأغطية بلاستيكية عازلة للمياه، وسائل تدفئة آمنة للأطفال والمرضى وكبار السن، أرضيات تمنع تحول الخيام إلى برك من الطين، أغطية، وفرشات، ومواد عزل حراري، مرافق صحية متنقلة مع خدمات مياه وصرف صحي، ومستلزمات إنارة وطاقة بديلة.
وأكد أن الاحتلال يمنع حتى هذه اللحظة، إدخال هذه المواد كافة، في خرق خطير للبروتوكول الإنساني الذي وقع عليه، وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ما يؤدي إلى تفاقم الكارثة التي يدفع المدنيون ثمنها وحدهم.