«السيرة الهلامية» عرض يمزج بين كلاسيكية شكسبير وشعبية بنى هلال فى بيئة صعيدية - بوابة الشروق
الأربعاء 9 أكتوبر 2024 1:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تحت شعار «كامل العدد» بمسرح الطليعة..

«السيرة الهلامية» عرض يمزج بين كلاسيكية شكسبير وشعبية بنى هلال فى بيئة صعيدية

كتب ــ محمود مصطفى:
نشر في: الأحد 18 فبراير 2018 - 11:20 ص | آخر تحديث: الأحد 18 فبراير 2018 - 11:20 ص

• شادى سرور: هدفنا تقديم أعمال معاصرة تفرز جيلًا من الموهوبين
• بطل المسرحية: العرض نجح فى جذب الأسرة المصرية للمسرح مرة أخرى
تحت شعار «كامل العدد» استطاع العرض المسرحى «السيرة الهلامية»، الذى يتم عرضه على مسرح الطليعة بالعتبة، أن يجذب اليه الأنظار فى فترة وجيزة.
فمن خلال نص لشكسبير تم نقله إلى بيئة أخرى وهى البيئة الصعيدية، حيث قام مؤلف العمل الحسن محمد بتناول الأحداث فى جنوب الصعيد. وهى قريبة للنص من حيث فكرة الثأر.
وقد تم تحويل القصة الأصلية من خلال فكرة الثأر والعار، من خلال المرأة التى تجلب لأسرتها هذا العار عندما تخون زوجها وتتزوج قاتله، وظهور فكرة شبح الأب لابنه طالبا منه الثأر من عمه الذى قتله وتزوج أرملته. فهذه الأفكار ما زالت شائعة فى جنوب مصر، ومن هنا جاء التشابه بين النص الأصلى لهاملت وبين الموروث الثقافى فى الصعيد تم تقديمها من خلال كوميديا ساخرة.
نجاح العرض كان له عدة عوامل، أيضا ساهم فى ذلك أبطال العرض من الوجوه الشابة الجيدة والتى أبدعت فى توصيل الرسالة بشكل مبهر، وهو ما كان واضحا على وجوه وملامح الجمهور الذى بدا عليه الاستمتاع بالنص المسرحى وبمفردات العمل حيث نجحت مصممة الأزياء هبة مجدى فى تصميم ملابس الممثلين، ومهندس الديكور مصطفى حامد فى إظهار البيئة الصعيدية بشكل طبيعى، بالإضافة تأليف للموسيقى لمحمود وحيد.
وقال مخرج العرض محمد الصغير لـ«الشروق» «السيرة الهلامية» يقدم تجربة متكاملة من خلال الضحك وكوميديا الشخصيات وليس عرضا يعتمد على الافيهات الخارجة المألوفة.
واستطعت من خلاله أن أقدم كوميديا النمط على قدر صعوبتها وابتعدت عن الكوميديا اللفظية، وقدمت فن الأراجوز الشعبى فى مشهد سرد حكاية خيانة شبيهة انتهت بقتل الخائن، يصاب العم بالفزع الشديد، وكأنما يخشى مصيره المحتوم إذا اتخذ هرّاس قرار الانتقام، وهنا يتأكد هراس من خيانة عمه وتواطؤ أمه، وتبدأ رحلته مع الصراع النفسى، هل أنتقم فعلا من عمى وأمى؟.
وواصل الصغير حديثه: حاولت أيضا أن أوظف مؤثرات سمعية عديدة بالنص المسرحى عن طريق الاستعانة بفرقة موسيقية بقيادة محمود وحيد، بالغناء والموسيقى والأشعار العامية والاستعراض والتعبير الجسدى، فضلًا عن استعمال منهجية الاكسسوارات والديكور بأن الممثل أهم شيء على المسرح.
أما بطل العرض حسين عبدالله تحدث عن مشاركته وقال: لم أتوقع ذلك النجاح، والإقبال الجماهيرى، فالمصريون عموما بيحبوا الضحك، وهو ما نقدمه من خلال المسرحية وبدون تجاوز، وهوما جذب الناس لمشاهدته، فهذا أمر مهم وجيد ونجاح لنا جميعا، حيث استطاع أن يجذب الأسرة المصرية للمسرح مرة أخرى، وبالنسبة لى لم أتوقع نجاحى بهذا الشكل فهى تعد التجربة الأولى بالنسبة لى فى الكوميديا.
فالشخصية التى اقدمها «هراس» يمثل الجانب المنتقم يبحث طول العرض عن كيفية أخذه بالثأر لأبيه، فهى شخصية عنيفة وبها بعض الكوميديا من خلال الموقف وقد دعمنى المخرج فى كيفية أداء الشخصية.
وأشار عبدالله: أطرف تعليق من الجمهور والمقربين لى هو عدم معرفتهم بى طوال العرض ومن خلال الدور حتى النهاية بسبب الماكياج وأدائى للشخصية وهوما أسعدنى كثيرا ويدل على نجاحى فى تقديم تلك الشخصية.
من جانبه قال شادى سرور مدير فرقة مسرح الطليعة: «السيرة الهلامية» عرض كوميدى بشكل خفيف، ونحن نحاول تقديم تنوع من خلال نصوص مسرحية جديدة، فجميعنا نحفظ السيرة الهلالية وأعمال شكسبير وموليير وغيرها، ولكن كيف يتم تقديمها بما يواكب ويتناسب مع مجتمعنا، فعرض «السيرة الهلامية» خطوة تجريبية فى المقام الأول، ولكن من خلال معطيات مدروسة ومشروطة، حيث تمتزج كلاسيكية النص الشكسبيرى وشعبية تغريبة بنى هلال والحدوتة المعاصرة فى بيئة صعيدية مصرية، ونناقش من خلال الكوميديا الساخرة المأساة الانتقامية، فالرغبة فى الانتقام، وازدواج الشخصية، وجوهر الحكاية، هى أبرز الخطوط التى استدعاها العرض من «هاملت» شكسبير، مع إعادة طرح السؤال الهاملتى الأشهر «أكون أو لا أكون» باللهجة الصعيدية على لسان هاملت العصرى «هراس»، الذى يقول مستحضرا رغبته فى الانتقام من عمه «أكون ولا ما أكونش.. آخد بالتار ولا ما أخدش؟».
وواصل سرور: نهتم فى المقام الأول بتقديم أعمال معاصرة، وفى نفس الوقت تحمل شق تجريبى وفنى لتجربة يقدمها الشباب الموهوبون، ليكون لهم تاريخ ويقدمون عددا أكبر من الأعمال المتميزة مثلما حدث خلال الفترة الماضية، ساهم المسرح فى ظهور نجوم الآن على الساحة أمثال مصطفى خاطر، ومحمد أنور، ومحمد الميرغنى.
وعن أسباب رجوع الجمهور مرة أخرى للمسرح قال سرور: ما أوجد الانفصال والفجوة بين الجمهور والمسرح فى الفترة الماضية هو اللجوء إلى الأعمال التى ليس لنا علاقة بها، مما جعلنا نقدم أعمالا معاصرة خلال الفترة الماضية تهتم بمشاكل الناس وترتقى بفكرهم وتخاطب عقولهم وهو ما جعل الجمهور يعود للمسرح بقوة مرة أخرى. وهو يميز عروض فرقة الطليعة تحديدا، لذلك نحاول ان نقدم أفضل ما لدينا من خلال الأدوات التى نملكها من مخرجين ومؤلفين على المستويين الفنى والتجارى، وهذه هى المعادلة التى نسعى لتحقيقها.
«السيرة الهلامية» يشارك فى بطولتها بطولة محمد ابراهيم، رأفت سعيد، محمود المصرى، حسن عبدالله، رامى عبدالمقصود، بلال على، مصطفى السعيد، مها حمدى، محمود سليمان، تأليف موسيقى محمود وحيد، ديكور مصطفى حامد، أزياء هبة مجدى، تعبير حركى سمير وجوليا، تأليف الحسن محمد، إخراج محمد الصغير.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك