الراهب: هناك خطورة على فن الأيقونة المصرية بطبعها على «بنرات» جاهزة بدلا من الرسم - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:52 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الراهب: هناك خطورة على فن الأيقونة المصرية بطبعها على «بنرات» جاهزة بدلا من الرسم

محمد بلال
نشر في: السبت 21 سبتمبر 2019 - 12:05 م | آخر تحديث: الأحد 22 سبتمبر 2019 - 9:48 م

تحدث الاستشارى المعمارى المهندس ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة على التراث المصرى عن الفن القبطى بشكل عام سواء عمارة أو جداريات هو فن شعبى، ولذلك مع دخول المسيحية مصر دخلت المسيحية على استحياء بسبب الحكم الرومانى وأيضا كانت العمارة القبطية أيضا على استحياء، لذلك نجد أن الأربعة قرون الأولى كانت العمارة تحت الأرض «بيصلوا» فى الخفاء، ولم تكن الأيقونات موجودة بالشكل المعروف الآن وكانت الرمزية هى الغالبة، وكانوا يرسمون السمكة؛ لأنها تشير للسيد المسيح، ومن هنا ظهرت الرمزية فى المسيحية بشكل قوى جدا فى العمارة والفن والجداريات والموسيقى. وبعد اعتراف الدولة الرومانية بالمسيحية فى القرن الرابع بدأ الأقباط ببناء الكنائس وكانوا هم الوريث الشرعى للعمارة المصرية القديمة (المعابد)، وكان نفس التراث ونفس التقسيم، والتخطيط البازلكى الذى هو فى الأصل مصرى، وتصميم الكنيسة نفس شكل المعبد مثل الدير الأبيض والدير الأحمر الذى تتضح فيه هذه الفكرة، وهناك رموز كثيرة أخذت من مصر القديمة مثلا مفتاح عنخ تحول إلى الصليب، وبتوع التراث بيقولوا «المصرى لما بقى مسيحى عمد التراث المصرى القديم»، مثل عادات الوفاة والأعياد. ولم يكن هناك تمويل لبناء كنائس كبيرة وضخمة واستعاض عنها بالجداريات.


الفن المصرى فن متصل فبعد بناء الكنائس تأثرا بالمعابد بنى أيضا فنانون مصريون قبطيون المساجد، ومثلا من بنى مسجد بن طولون هو مسيحى اسمه سعيد الفرجانى، وبنى بروعة وفن واقتنع ابن طولون بأن مسيحيا يبنى له المسجد، ومن هنا نجد أن العمارة الإسلامية جذورها الأصلية قبطية.
هناك تشويه وتقليد لكنائس أوروبا

وبالتدريج اختفى ــ حسب كلام الراهب ــ الصناع المهرة والفنانون المتميزيون أصبحوا نادرين ولذلك قل المستوى حتى وصلنا للعصور الحديثة فنرى كاتدرائية ضخمة ولكنها تفتقد للروحانية الموجودة بالدير الأبيض والدير الأحمر ومفتقدة للرمزية وقد يكون شكل الكنيسة على شكل سفينة ولكن الموضوع أكبر من ذلك، والأزمة تبدأ من الدراسة وعدم الاهتمام الآن بتاريخ العمارة على عكس السابق، وقد نشعر أحيانا أن ذلك بفعل فاعل وفعلا كان هناك مخطط لأن تفقد مصر هويتها وتذوب فى العالم العربى أو الإسلامى وتتحول لفكر غير مصرى و لذلك ظهر المسخ وأصبحنا نلجأ للتقليد فنقلد كنائس أوروبا و نعمل شبابيك كلها زجاج وبدون قبة وتكون الكنيسة دورين بخرسانة وفقدت الكنيسة شيئا مهما وهو الروحانية والطاقة الإيجابية التى يمنحها المكان وأيضا ظهر التغريب فى الإضاءة فالكنيسة والمسجد المفروض أن يكون لهما إضاءة خاصة، وهذا اختفى تماما الآن وأصبحت مزعجة جدا.
وعند السؤال هل تم رصد هذه الإشكالية وإمكانية الحل تحدث أن المهندس المعمارى له رؤيا حسب المنطقة وحسب الظروف البيئية ويقدم تصور يأتى المسئول عن الكنيسة سواء الراهب أو المسئول عن الجوانب المالية هو من يتحكم فى المهندس ويعدل عليه بدون وعى مما يدمر الرمزية مثلا عند عمل اثنا عشر عمود، وهو عدد تلاميذ السيد المسيح يأتى المسئول ويغير فى العدد أو يكلف غيره بالعمل وذلك لتنفيذ رغباته أو تقنين النفقات.
ومن خلال الجمعية أرسلنا أكثر من مرة بابا الكنيسة الأرثوذكسية لإخباره عن وجود أخطاء أثناء بناء بعض الكنائس، وفعلا يستجيب والبابا تواضروس الثانى يدعم الفكر المستنير ونعمل فى الجمعية كجهة للرصد (وأيضا اتصل بى أحد الأساقفة أنهم سوف يشكلون لجنة للفنون القبطية وسوف أكون أحد أعضائها، وفعلا هناك صحوة بعد حوالى 40 سنة كبوة)، أصبحت العمارة عبارة عن تقليد بدون وعى، وفخامة زائدة عن الحد أو فى الأحياء الشعبية «أى حاجه وخلاص» علشان الناس تصلى وهذا أراه سواء مسجد أو كنيسة، والمشكلة هنا أصبحت أكبر من عمارة قبطية أو بناء المساجد المشكلة أصبحت فكرية وثقافية، فمثلا الأيقونات أصبحت تطبع على بنرات بدلا من الرسم وذلك يقضى على فن الأيقونة، وقد أرسلنا للبابا لتوضيح ذلك والتنبيه؛ لأنه للأسف حدث فى اماكن مهمة. ودخل على الفن القبطى مدارس جديدة تدعى أنها فن قبطى وهى ليس لها أى علاقة بالفن القبطى، وهى تعتمد على الانتاج المتكرر ولا تهتم بالتشريح ولا النسب والملامح المنفرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك