خدعوك فقالوا.. «العالمي» أكبر من الدوري المصري - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 3:03 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خدعوك فقالوا.. «العالمي» أكبر من الدوري المصري

زيـاد الميـرغـني
نشر في: الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 - 5:03 م | آخر تحديث: الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 - 5:03 م

كرة القدم مثل الحياة لا توجد بها ثوابت راسخة ودائمة، فليس معنى أن تكون نجماً كبيراً كلاعب تصبح بالتبعية مدرباً قديراً فيما بعد أو محللاً تلفزيونياً رائعاً، وهو مبدأ منطقي بشكل عام إذا ما نظرنا لأكبر نجمين في تاريخ الكرة، بيليه "الجوهرة السمراء" ودييجو مارادونا أعظم من لمست قدماه الكرة، لم يصبحا مدربان كبار بل وفشل الأخير بشكل ذريع مع الأرجنتين بمونديال 2010 وله ما له من نجومية واسم كبير ملئ الأرض والسماء، وغيرهم من النجوم الكبار مثل بلاتيني وفان باستين والظاهرة رونالدو.

تلك القاعدة أو العرف المتداول ليس ثابتاً أو قانوناً يسير على كل النجوم، ولنا في البرتغالي جوزيه مورينيو أكبر دليل الذي أصبح واحد من أفضل المدربين في العالم وهو لم يمارس كرة القدم بشكل محترف بل بدأ مسيرته كمترجم، وهي الحالة المنطبقة لدينا في مصر بشكل قوي فلا يجوز أن يدرب أو يقتحم أحد المجال التدريبي او الفني والتحليلي سوى لاعبي الكرة.

وهو ما أثبت فشله الكبير في العديد من الحالات وفي مقدمتها في الوقت الحالي أحمد حسام ميدو "العالمي" واحد من خيرة النجوم المصرية التي احترفت في الخارج بل ظل لوقت بعيد هو المحترف الأبرز لمصر في القارة العجوز طوال التاريخ قبل أن يتخطاه محمد صلاح نجم ليفربول الحالي في عدد الاهداف التي سجلها في أوروبا بـ 79 هدف مقابل 78 لميدو وفي المستوى الذي يقدمه ببلاد الضباب.

ففي العقد الأخير في أوروبا بالتحديد بدات ظاهرة المدربين الشباب والنجوم السابقين تقتحم الصورة بقوة كبيرة، على عكس ما اعتاد عليه الكل بوجود المدربين الكبار المخضرمين على مقاعد بدلاء الفرق الكبرى، مثل السير أليكس فيرجسون وأرسين فينجر وكارلو أنشيلوتي وديل بوسكي ولويس فان خال، قبل أن يقود المحارب جوارديولا الحرب على هؤلاء ومن قبله مورينيو بشكل نسبي ويكون فريقه المذهل.

ويقود ثورة على "عواجيز" وشيوخ المدربين ويحقق نجاحاً خيالياً مع البارسا ويضرب هؤلاء الكبار بنتائج كبيرة ويحقق سداسية تاريخية لم يسبقه إليها أحد، لتتغيير الخريطة التدريبية في أوروبا والعالم ويبدأ الشباب والنجوم المعتزلين حديثاً في تولي أكبر المناصب وتحقيق نجاحات كثيرة على خطى بيب، أمثال لويس إنريكي وزين الدين زيدان ويورجن كلوب الذي بدأ مبكراً قليلاً وأنطونيو كونتي كذلك مروراً باندريه فيلاش بواش وتوماس توخيل وفينشينزو مونتيلا وماوريسيو بوتيتشينو وغيرهم الكثير.

الأمر الذي ألقى بظلاله بالتأكيد على الدوري المصري وبدأ المدربين الشباب "فوق الـ 40 عاما" يأخذون الدفة للأمام وتولى معظمهم تدريب اندية وحققوا نجاح مثل حسام حسن مع المصري وإيهاب جلال مع المقاصة ومحمد يوسف مع الاهلي وسموحة، عماد النحاس وأحمد حسن برغم فشل تجربته مع بتروجيت وغيرهم ثم ميدو أخيراً.

فبعد ان اعتزل ميدو مبكراً قرر التوجه لمجال التدريب وظن الجميع أن "العالمي" بخبراته الكبيرة وتعامله مع مدربين كبار في أوروبا وتعوده على أساليب حديثة وجديدة في التدريبات والأفكار سيخلق ثورة فنية في الدوري المصري، ويحقق ما لم يسبقه إليه أحد، وكانت البداية مع الزمالك مبشرة إلا حد ما وحصد كأس مصر مع الفريق، قبل أن يرحل ثم يأتي في فترة ولاية ثانية مع فريق مدجج بالنجوم في الزمالك وبجهاز فني كبير ولكن لسبب او لأخر لم يظهر الفريق مختلفاً ودخل في أزمات ومشاكل مع رئيس النادي أدت لرحيله للمرة الثانية عقب الخسارة أمام الاهلي في القمة، ليرحل بخفي حنين ويشك من ظنوا أنه سنقل الكرة المصرية لمكاناً أخر في قدرات "العالمي" تلك.

فكان التبرير وراء ذلك الفشل أن أفكاره أكبر من الدوري المصري ولاعبيه لم يستوعبوا خططه وقدراته العالية، ليذهب في تجربة جديدة مع وادي دجلة وموفر له بها كل أسس النجاح فريق جيد إدارة مستقرة بلا جماهير أو ضغوطات، ليكرر نفس الأمر ولم يترك بصمة مع الفريق في النصف الأخير من الموسم الماضي، وكان الحديث عن جيل شاب يعد لموسم قادم وسيجني الفريق ثماره، وقام بعدد من التدعيمات هذا الصيف، وظل الامر كما هو عليه بل زاد سوءاً واحتل الفريق أحد المراكز في قاع الدوري التي تهبط بفريقها للدرجة الادنى، فهل ايضاً السبب أن أفكار "العالمي" أكبر من الدوري المصري ولاعبيه؟ أم أن التحليل التلفزيوني على الشاشات نظري فقط وليس معناه أن يكون مدرباً جيداً؟، أم أنها مسألة قدرات وتركيبة معينة لم تتواجد في أكبر نجوم العالم مثل مارادونا وربما "العالمي".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك