وطنيات ثورة 1919 (22): أمير الشعراء يعايش الأمة أيامها ويوصف انتصاراتها وانكسارتها بشعره - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:58 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطنيات ثورة 1919 (22): أمير الشعراء يعايش الأمة أيامها ويوصف انتصاراتها وانكسارتها بشعره

حسام شورى:
نشر في: الجمعة 22 مارس 2019 - 5:15 م | آخر تحديث: الجمعة 22 مارس 2019 - 5:15 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.
••••••••••••
كتب الشاعر أحمد شوقي في حوادث ومواقف وطنية كثيرة، مثل حادثة دنشواي، ورثاءه لمصطفى كامل ولمحمد فريد، وكتب قصائد كانت تفيض وطنية وحنينا للوطن وهو في منفاه.
يمتاز شعر شوقي بقوة البيان وروعة الموسيقى الشعرية، وسعة الأفق، والتعمق في استيعاب الحوادث التاريخية، قديمها وحديثها، وهو أغزر الشعراء مادة وأوسعهم انتاجا في القصائد الوطنية، ولقد ظل يستلهم هذه الروح طوال حياته، بل إن حسه الوطني كان أعلى في شيخوخته، وقد يكون السبب في ذلك تجرده من الاتصال بالقصر بعد نفيه وعودته لمصر.
ولكن بلغت ذروة هذه القصائد مع عودته لمصر عقب اندلاع أحداث ثورة 1919، فتجده يحث الشعب على الحرية ويدعوهم للثورة على الاحتلال، ويمتدح السجناء السياسيين الذي لفقت لهم التهم ظلما، ويحاول أن يخلق نشيدا وطنيا لمصر، ويشيد بالصحافة الوطنية، ويحتفل بنجاح الثورة في إقرار الدستور والانتخابات، ويحتفل بنجاة زعيمها بعد محاوة اغتياله.

فتجد أن أمير الشعراء قد أرخ لفترة أوائل العشيرينيات من القرن الماضي بكل حوادثها، وانتصارات وانكسارات الأمة المصرية.

فكتب قصيدة بعنوان «الحرية الحمراء» يمجد فيها الثورة ويشير إلى أن منفاه منعه من المشاركة فيها:

يوم البطولة لو شهدت نهاره.. لنظمت للأجيال ما لم ينظم
غبنت حقيقته وفات جمالها... باع الخيال العبقري الملهم
لولا عوادي النفي أو عقبانه.. والنفي حال من عذاب جهنم
لجمعت ألوان الحوادث صورة... مثلت فيها صورة المستسلم
وحكيت فيها النيل كاظم غيظه... وحكيته متغيظا لم يكظم
دعت البلاد إلى الغمار فغامرت... وطنية بمثقف ومعلم
ثارت على الحامي العتيد وأقسمت...بسواه جل جلاله لا تحتمي

كما أنه دعى إلى التضحية وهاجم الاستعمار:

والمرء ليس بصادق في قوله... حتى يؤيد قوله بفعاله
والشعب إن رام الحياة كبيرة... خاض الغمار دما إلى آماله

وكتب عن مشروع ملنر، والذي كان ممن عارضوه الدكتور عبد الحميد أبو هيف، فلما توفي سنة 1926 رثاه شوقي في قصيدة أشار فيها إلى هذه المعارضة وأيدها، قال:

بالأمس كانت لابن هيف غضبة... للحق نذكرها يدا بيضاء
مشت البلاد إلى رسالة ملنر... وتحفزت أرضا لها وسماء
فلمحت أعرج في زوايا الحق... لم أعلم عليه ذمة عرجاء
ارتدت العاهات عن أخلاقه... لسموهن وحلت الاعضاء
لما رأى التقرير ينفث سمه... سبق الحواء فأخرج الرقطاء
هتل الحماية والرجال وراءها... يتلمون لها الستور رياء

واثناء انعقاد مؤتمر لوزان في 1923 قال مشيرًا إلى صلف الإنجليز مع مصر لأنها لم يكن لها القوة التي تساعدها على استرداد حقها:

أتعلم أنهم صلفوا وتاهوا.. وصدوا الباب عنا مودينا؟
ولو كنا نجر هناك سيفا.. وجدنا عندهم عطفا ولينا
سيقضي (كرزون) بالامر عنا.. وحاجات الكنانة ما قضينا

وقال في هذا المعنى أيضا:

يا طير والأمثال تضـ.. رب لليب الأمثل
دنيا من عادتها ... ألا تكون لأعزل

وقال في 1923 عن خلود العمل الصالح:

من سره أن لا يموت فبالعلى... خلد الرجال وبالفعل النابه
ما مات من حاز الثرى آثاره... واستولت الدنيا على آدابه
قل للمدل بما له وبجاهه.. وبما يحل الناس من أنسابه
هذا الأديم يصد عن حضاره... وينام ملء الجفن على غيابه
إلا فتى يمشي عليه مجددا... ديباجته معمرا لخرابه

وقال في العدل:

والعدل في الدولاب أس ثابت... يفنى الزمان وينقذ الأجيالا

وقال في سنة 1922 يبشر بحكم الشعوب وزوال حكم الفرد:
زمان الفرد يا فرعون ولي.. ودالت دولة المتجبرينا
وأصبحت الرعاة بكل أرض... عل حكم الرعية نازلينا

وقال في سنة 1923 يندد بالمستبدين:

المستبد يطاق في ناووسه... لاتحت تاجيه وفوق وثابه
والفرد يؤمن شره في قبره.. كالسيف نام الشرف خلف قرابه

وقال في هذا المعنى يخاطب توت عنخ آمون سنة 1925:

قسما بمن يحيى العظام... ولا أزيدك من يمين
لو كان من سفر أيابك... أمس أو فتح مبين
لرأيت جيلا غير جيلك.... بالجبابر لا يدين
ورأيت محكومين قد.. نصبوا وردوا الحاكمين
روح الزمان ونظمه.. وسبيله في الآخرين
أن الزمان وأهله... فرغا من الفرد اللعين
فإذا رأيت مشايخا... أو فتية لك ساجدين
لاقِ الزمان تجدهمو.. عن ركبه متخلفين
هم في الأواخر مولدا.. وعقولهم في الأولين

وقال مخاطبا الشباب في قصيدة قالها في 1924 يدعو فيها إلى إنكار الذات:

قالوا أتنظم للشباب تحية... تبقى على جيد الزمال قصيدا
قلت الشباب أتم عقد مآثر...من أن أزيدهمو الثناء عقودا
قبلت جهودهم البلاد وقبلت... تاجا على هاماتهم معقودا
خرجوا فما مدوا خناجرهم ولا.. منوا على أوطانهم مجهودا
خفي الأساس عن العيون تواضعا... من بعد رفع البناء مشيدا

وفي 1922 وكانت البلاد مقبلة على الانتخابات البرلمانية، دعى شوقي انتخاب الأكفاء الشرفاء، قال:


أعدت الراحة الكبرى لمن تعبا.. وفاز بالحق من لم يأله طلبا
إلى أن قال مشيرًا إلى الانتخابات البرلمانية:
دار النيابة قد صفت أرائكها..لا تجلسوا فوقها الأحجار والخشبا
اليوم يا قوم إذ تبنون مجلسكم.. تبنون للعقب الأيام والحقبا

وقال في 1924:

دار النيابة هيئت درجاتها.. فليرق في الدرج الذوائب والذرا
الصارخون إذا أسيء إلى الحمى.. والذائدون إذا أغير على الثرى
لا الجاهلون العاجزون ولا الألى.. يمشون في ذهب القيود تبخترا

وبعد إقرار الدستور المصري في 1923 كنتاج صريح لمطالب ثورة 1919 قال شوقي:

شر الحكومة أن يساس بواحد... في الملك أقوام عداد رماله

وقال في 1924 من قصيدة له عن الأزهر:
وتفيأوا الدستور تحت ظلاله... كنفا أهنس من الراض وأنضرا
لا تجعلوه تهوى وخلفا بينكم.. ومجر دنيا للنفوس ومتجرا
اليوم صرحت الأمور فأظهرت.. ما كان من خدع السياسة مضمرا
قد كان وجه الرأي أن نبقى يدًا.. ونرى وراء جنودها إنجلترا
فإذا أتتنا بالصفوف كثيرة.. جئنا بصف واحد لن يكسروا

وقال سنة 1926 من قصيدة له في عيد الجهاد:

وبالدستور وهو لنا حياة... نرى فيه السلامة والفلاحا
أخذناه على المنهج الغوالي.. ولم نأخذه نيلا مستماحا
بنينا فيه من دمع رواقا.. ومن دم كل نابتة جناحا

وقال في عام 1926 حينما اجتمع المؤتمر الوطني يوم 19 فبراير وائتلفت فيه الأحزاب يحيي الدستور لمناسبة عودته بعد توحيد الصفوف:

صرح على الواد المبارك ضاحي.. متظاهر الأعلام والأوضاح
ضافي الجلالة كالعتيق مفصل... ساحات فضل في رحاب سماح
وكأن رفرفة رواق من ضحى.. وكأن حائطه عمود صباح
الحق خلف جناح استذري به.. ومارشد السلطان خلف جناح
هو هيكل الحرية القاني له.. ما للهياكل من فدى واضاح
يبنى كما تبنى الخنادق في الوغى... تحت النبال وصوبها السحاح
ينهار الاستبداد حول عراصه... مثل انهيار الشرك حول صلاح
ويكتب طاغوت الأمور لوجهه.. متحطم الأصنام والأشباح
هو ما بني الأعزال بالراحات أو.. هو ما بني الشهداء بالأرواح
أخذته مصر بكب يوم قاتم... ورد الكواكب أحمر الإصباح
هبت سماحا بالحياة شبابها.. والشيب بالأرماق غير شحاح
ومشت إلى الخيل الدوارع وانبرت.. للظاهفر الشاكي بغير سلاح
وقفات حق لم تقفها أمة.... إلا اثنت آمالها بنجاح
وإذا الشعوب بنوا حقيقة ملكهم.. جعلوا المآتم حائط الأفراح

ووصف تعطيل الدستور في تلك القصيدة قائلا:

احتل حصن الحق غير جنوده.. وتكالبت أيد على المفتاح
ضجت عل أبطالها تكناته.. واستوحشت لكماتها النزاح
هجرت آرائكه وعطل عوده.. وخلا من الغادين والرواح
وعلاه نسج العنكبوت فزاده.. كالغار من شرف وسمت صلاح
ومن قصيدته حين اجتمع برلمان الائتلاف في 1926:
الحق أبلج والكنانة حرة.. والعز للدستور والإكبار
الأمر شورى ولا يعيت مسلط.. فيه ولا يطغى به جبار
عهد من الشورى الظليلة نضرت.. صاله واخضلت الأسحار
تجني البلاد بها ثمار جهودها.. ولكل جهد في الحياة ثمار
بنيان آباء مشوا بسلاحهم.. وبنين لم يجدوا السلاح فثاروا
فيه من التل المدرج حائط.. ومن المشانق والسجون جدار
أبت التقيد بالهوى وتقيدت.. بالحق أو بالواجب الأحرار
في مجلس لا مال مصر غنيمة.. فيه ولا سلطان مصر صغار
ما للرجال سوى المراشد منهج.. فيه ولا غير الصلاح شعار
يتعاونو كأهل دار زلزلت.. حتى تقهر وتطمئن الدار
يجرون بالرفق الأمور وفلكها.. والريح دون الفلك والإعصار
يجرون بالرفق الأمور وفلكها.. والريح دون الفلك والإعصار
ومع المجدد بالإناة سلامة... ومع المجدد بالجماح عتار

وقال في عام 1927 عن الحياة الدستورية السليمة:

إذا سلم الدستور هان الذي مضى.. وهان من الأحداث ما كان آتيا
الأكل ذنب لليالي لأجله... سدلنا عليه صفحنا والتنسيا

وفي عام 1920 دعى في قصيدته، التي ألقاها خلال الاحتفال بإنشاء بنك مصر، إلى الاكتتاب في رأس مال البنك ونوه إلى فضل المال في نهضة الأمم:

قل بالممالك وأنظر دولة المال.. وأذكر رجالا أدلوها بإجمال
يا طالبا لمعالي الملك مجتهدا.. خذها من العلم أو خذها من المال
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم.. لم يبن ملك على جهل وإقلال
سراة مصر عهدناكم إذا بسطت.. يد الدعاء سراعا غير بخال
تبين الصدق من بين الأمور لكم.. فامضوا إلى الماء لا تلووا على الآل
لا يذهب الدهر بين الترهات بكم.. وبين زهر من الأحلام قتال
هاتو الرجال وهاتوا المال واحتشدوا.. رأيا لرأي ومثقالا بمثقال
هذا هو الحجر الدرى بينكمو.. فابنوا بناء قريش بيتها العالي
آمال مصر إليها عالما طمحت..هل تبخلون على مصر بآمال
فابنو على بركات الله واغتنموا.. ما هيأ الله من حظ وإقبال

وقال في قصيدة أخرة:

الملك بالمال والرجال.. لم يبن ملك بغير مال

وقال في عام 1920 قصيدة في خلال الاحتفال بإقامة نقابة الصحفيين:
لِكُلِّ زَمانٍ مَضى آيَةٌ... وَآيَةُ هَذا الزَمانِ الصُحُف
لِسانُ البِلادِ وَنَبضُ العِبادِ.. وَكَهفُ الحُقوقِ وَحَربُ الجَنَف
تَسيرُ مَسيرَ الضُحى في البِلادِ.. إِذا العِلمُ مَزَّقَ فيها السَدَف
وَتَمشي تُعَلِّمُ في أُمَّةٍ... كَثيرَةِ مَن لا يَخُطُّ الأَلِف
فَيا فِتيَةَ الصُحفُ صَبراً إِذا... نَبا الرِزقُ فيها بِكُم وَاِختَلَف
فَإِنَّ السَعادَةَ غَيرُ الظُهور.. وَغَيرُ الثَراءِ وَغَيرُ التَرَف
وَلَكِنَّها في نَواحي الضَميرِ... إِذا هُوَ بِاللَومِ لَم يُكتَنَف
خُذوا القَصدَ وَاِقتَنِعوا بِالكَفافِ.. وَخَلّوا الفُضولَ يَغِلها السَرَف
وَروموا النُبوغَ فَمَن نالَهُ.. تَلَقّى مِنَ الحَظِّ أَسنى التُحَف
وَما الرِزقُ مُجتَنِبٌ حِرفَةً.. إِذا الحَظُّ لَم يَهجُرِ المُحتَرِف
إِذا آخَتِ الجَوهَرِيَّ الحُظوظُ.. كَفَلنَ اليَتيمَ لَهُ في الصَدَف
وَإِن أَعرَضَت عَنهُ لَم يَحلُ في.. عُيونِ الخَرائِدِ غَيرُ الخَزَف
رَعى اللَهُ لَيلَتَكُم إِنَّها.. تَلَت عِندَهُ لَيلَةَ المُنتَصَف
لَقَد طَلَعَ البَدرُ مِن جُنحِها.. وَأَوما إِلى صُبحِها أَن يَقِف
جَلَوتُم حَواشِيَها بِالفُنونِ.. فَمِن كُلِّ فَنٍّ جَميلٍ طَرَف
فَإِن تَسأَلوا ما مَكانُ الفُنونِ.. فَكَم شَرَفٍ فَوقَ هَذا الشَرَف
أَريكَةُ مولِييرَ فيما مَضى.. وَعَرشُ شِكِسبيرَ فيما سَلَف
وَعودُ اِبنِ ساعِدَةٍ في عُكاظَ.. إِذا سالَ خاطِرُهُ بِالطُرَف
فَلا يَرقَيَن فيهِ إِلّا فَتىً.. إِلى دَرَجاتِ النُبوغِ اِنصَرَف
تُعَلِّمُ حِكمَتُهُ الحاضِرينَ.. وَتُسمِعُ في الغابِرينَ النُطَف
حَمَدنا بَلاءَكُمُ في النِضالِ.. وَأَمسُ حَمَدنا بَلاءَ السَلَف
وَمَن نَسِيَ الفَضلَ لِلسابِقينَ.. فَما عَرَفَ الفَضلَ فيما عَرَف
أَلَيسَ إِلَيهِم صَلاحُ البِناءِ.. إِذا ما الأَساسُ سَما بِالغُرَف
فَهَل تَأذَنونَ لِذي خِلَّةٍ.. يَفُضُّ الرَياحينَ فَوقَ الجِيَف
فَأَينَ اللِواءُ وَرَبُّ اللِواءِ.. إِمامُ الشَبابِ مِثالُ الشَرَف
وَأَينَ الَّذي بَينَكُم شِبلُهُ.. عَلى غايَةِ الحَقِّ نِعمَ الخَلَف
وَلا بُدَّ لِلغَرسِ مِن نَقلِهِ.. إِلى مَن تَعَهَّدَ أَو مَن قَطَف
فَلا تَجحَدَنَّ يَدَ الغارِسينَ.. وَهَذا الجَنى في يَدَيكَ اِعتَرَف
أُولَئِكَ مَرّوا كَدودِ الحَريرِ.. شَجاها النَفاعُ وَفيهِ التَلَف

وكان شوقي مؤيدا ونصيرا لنهضة المرأة، فألقى قصيدة عام 1924 في جمع حافل من السيدات المصريات بمسرح حديقة الأزبكية، وبجعل عنوانها في ديوانه «مصر تجدد مجدها بنسائها المتجددات» فقال:

قم حي هذي النيرات.. حي الحسان الخيرات
واخفض جبينك هيبة.. للخرد المتحفزات
زين المقاصر والجحال.. وزين محراب الصلاة
هذا مقام الأمهات.. فهل قدرت الأمهات
لا تلغ فيه ولا تقل.. غير الفواصل محكمات
وإذا خطبت فلا تكن.. خطبا على مصر الفتاة
اذكر لها اليابان لا.. أمم الهوى المتهتكات
لم تلق غير الرق من.. عسر على الشرقي عاضت

خذ بالكتاب وبالحديـ...ـث وسيرة السلف الثقاة

وارجع إلي سنن الخليـ ..ـ قة واتبع نظم الحياة

هذا رسول الله لم .. ينقص حقوق المؤمنات

العلم كان شريعة .. لنسائه المتفقهات

رضن التجارة والسيا ..سة والشؤون الأخريات

ولقد علت ببناته ..لجج العلوم الزاخرات

كانت سكينة تملأ الدنـ .. ـيا وتهزأ بالرواة

روت الحديث وفسرت .. آي الكتاب البينات

وحضارة الإسلام تنـ .. ـطق عن مكان المسلمات

بغداد دار العالما .. ت ومنزل المتأدبات

ودمشق تحت أمية .. أم الجواري النابغات

ورياض أندلس نميـ .. ـن الهاتفات الشاعرات

ادع الرجال لينظروا .. كيف اتحاد الغانيات

والنفع كيف أخذن في .. أسبابه متعاونات

لما رأين ندي الرجا .. ل تفاخرا أو حب ذات

ورأين عندهم الصنا .. ئع والفنون مضيعات

والبر عند الأغنيا .. ء من الشؤون المهملات

أقبلن يبنين المنا .. ئر للنجاح موفقات

للصالحات عقائل الـ .. ـوادي هوي في الصالحات

الله أنبتهن في .. طاعاته خير النبات

فأتين أطيب ما أتي .. زهر المناقب والصفات

لم يكف أن أحسن حتـ .. ـتي زدن حض المحصنات

يمشين في سوق الثوا .. ب مساومات رابحات

يلبسن ذل السائلا .. ت وما ذكرن البائسات

فوجوههن وماؤها.. ستر علي المتجملات

مصر تجدد مجدها .. بنسائها المتجددات

النافرات من الجمو .. د كأنه شبح الممات

هل بينهن جوامدا .. فرق وبين الموميات

لما حضن لنا القضيـ .. ـية كن خير الحاضنات

غذينها في مهدها .. بلبانهن الطاهرات

وسبقن فيها المعلميـ .. ـن إلي الكريهة معلمات

ينفثن في الفتيان من .. روح الشجاعة والثبات

يهوين تقبيل المهنـ .. ـند أو معانقة القناة

ويرين حتي في الكري .. قبل الرجال محرمات

وظل شوقي يتغنى بالوطنية ويغرد للمواطنين ألحان الحرية ويسمعهم أسمى معاني الإنسانية حتى أدركته الوفاة عام 1932، وظل شعره بعد وفاته وسيظل على الدوام رمزا للحكمة والحرية والخلود.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك