المبيت داخل المقابر.. أشهر عادات علاج تأخر الإنجاب.. والأوقاف: مخالفة للشرع - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:04 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المبيت داخل المقابر.. أشهر عادات علاج تأخر الإنجاب.. والأوقاف: مخالفة للشرع

فاطمة علي
نشر في: الخميس 24 سبتمبر 2020 - 2:23 م | آخر تحديث: الخميس 24 سبتمبر 2020 - 2:23 م

ما زالت العادات والتقاليد الشعبية القديمة تُمارس في الريف المصري بشكل عام، ومحافظة الشرقية بشكل خاص؛ حيث تلجأ بعض النسوة للجوء إلى تلك العادات الموروثة عن الأجداد لعلاج تأخر الحمل، وبينها عادات تتعلق بإعادة استعمال "ليفة الميت" والاستحمام بها، أو الدخول إلى أحد القبور والمبيت داخله، بالإضافة إلى جلوس المرأة التي ترغب في الإنجاب على خلاص طفل في يومه الأول بعد ولادته.

وتعتقد بعض السيدات أن السبب الرئيسي لتأخر الحمل هو "الكبسة"، التي تنتج عن زيارة عاقر لعروس بعد أول يوم من زواجها، أو زيارة مماثلة من امرأة تعاني آلام الطمث والدورة الشهرية؛ ما يجعل العروس مكبوسة ولا تستطيع أن تحمل قبل أن تنفك تلك الكبسة؛ بحسب الأعراف والتقاليد هناك، قبل أن تلجأ العروس فيما بعد إلى عادات وتقاليد قديمة بزعم أنها لو اتبعتها ستنجب لا محالة.

تقول "ع. ر."، أم لـ3 أبناء من إحدى قرى محافظة الشرقية، إنها عانت من تأخر الإنجاب لمدة تجاوزت الـ6 سنوات، لجأت خلالها للعادات والتقاليد القديمة رغم أن بعضها مخيف، لكن شغفها وحلم الأمومة اضطرها لأن تخضع لتجارب عدة.

وتابعت: "ما كنتش باعتقد في الحاجات دي، بس بعد أول سنة من جوازي، وإن ربنا مارزقنيش بطفل، أمي نصحتني ألجأ للعادات والتقاليد القديمة اللي كلنا عارفينها، وإنها بتجيب نتيجة سريعة، وعرضت عليا استحمى بليفة ميت علشان أتخض وبكده أحمل، وفعلًا جابت لي ليفة واحدة جارتي كانت لسة ميتة، لكني ماقدرتش أستحمى بالليفة أو أمشيها على جسمي، ولما ماقدرتش أعمل كده من الخوف، حطيت الليفة في مياه الاستحمام واستحميت بالمياه، وبعد فترة حملت فعلًا بس حملي ماكملش".

واستكملت: "6 سنين مرت عليا حملت فيهم 4 مرات، وحملي كل مرة مابيكملش، وخضعت لتجارب كتير غير الليفة، زي إني حطيت كوبايات على ظهري علشان أفرغ الهوا زي الحجامة كده، واستحميت بمياه غسيل أدوات الحلاقة اللي عند الحلاق، وكمان قعدت على خلاص طفل مولود لسه، وفي الآخر عرضوا عليا أدخل القبر ورفضت وشيلت كل حاجة من دماغي، لكن فرج ربنا أفضل من أي حاجة وحملت بعد كده وحملي ثبت".

وفي إحدى القرى المجاورة، أضافت "و. م."، حاصلة على بكالوريوس تجارة، أنها متزوجة منذ عامين ولم تنجب ولجأت لطبيب نساء وتوليد لمعرفة سبب تأخر الإنجاب، إلا أن الطبيب أكد أنها لا يوجد لديها أي سبب يمنعها من الإنجاب والزوج كذلك، وأنها مسألة وقت لا أكثر.

وتابعت: "فضلت فترة متابعة معاه، ولكن حماتي بعدها نصحتني أعمل زي الستات ما كانت بتعمل زمان لما بتبقى في مشكلة في الخلفة، وبعدها استنيت واحدة جارتنا ربنا كرمها وولدت، وفي نفس اليوم خدت الخلاص بتاع المولود وقعدت عليه، لكن لسه مفيش حاجة".

فيما ترى "ن. إ."، ربة منزل في الخمسين من عمرها، أن تلك العادات عاشت وتربت عليها أجيال منذ سنوات عديدة، مشيرة إلى أنها لم تجرب اتباع أيًا من تلك العادات، لكنها تعرفها جميعا عن ظهر قلب.

وأضافت: "عندنا في البلد ستات كتير عملت كده بعد ما اتأخر الحمل، وبصراحة فيه منهن اللي كانت بتحمل بعد ما تستحمى بليفة الميت أو تتخض من البيات في المقابر، واللي كان بيتم في الطريق اللي بين المقابر عندنا والدنيا ضلمة علشان الخضة بس.. يا دوب ساعتين ولا حاجة تتخض وبعدها تحمل على طول".

من جانبه، يقول الدكتور محمد حامد، وكيل مديرية الأوقاف بمحافظة الشرقية، إن العادات سلوك اجتماعي يسير عليه الناس ويبنون عليه تصرفاتهم في الأحداث والمواقف والمناسبات، وأن التشريع الإسلامي جاء في أحكامه مراعيًا لأحوال الناس وعاداتهم وأعرافهم السائدة بما يلبي مطالبَهم ومصالحَهم، بل إن هذا ما تركه النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس، يسيرون فيه على ما يصلحهم طالما أنه لا يعارض شرعًا ولا يقر ظلمًا، فهو داخل في عموم قول الرسول: "أنتم أعلم بأمور دنياكم".

وأوضح حامد، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن عادات الناس وتقاليدهم ليست سواء في المنظور الشرعي، فمنها ما هو مخالف للشرع، ومنها ما لا يخالفه، ومنها ما سكت الشرع عنه وحكمه الإباحة، والقاعدة في ذلك أن كل ما تعارَف عليه الناسُ واعتادوه وساروا عليه ولم يكن فيه حكمًا شرعيًا مقرَّر، فإنه يوزن بميزان المصلحة الشرعية بعيدًا عن الأغراض، فإذا كانت العادة تحقق للناس مصلحةً راجحةً أو تدفع عنهم مفسدة ظاهرة ولا تُخِلُّ بالمجتمع فهي مقبولة.

وشدد على أن هناك بعض العادات والمفاهيم المتوارثة منذ القدم في المجتمع، منها عادة كانت تحدث خاصة في الأرياف والصعيد، واعتمدت على أساس واحد، هو أن "الخضة تجعل المرأة تحمل"، منوهًا بأن هذه العادة مخالفة للشرع لما فيها من الاستعانة بغير الله تعالى، ولما قد يترتب عليها من أضرار نفسية، والإسلام نهى عن الضرر والضرار، فالأطفال نعمة إلهية وهبة ربانية يختص الله بها من يشاء من عباده.

وأشار إلى أنه ينبغي أن تُطلب النعم بطاعة الله لا بمعصيته، وأن كل هذه الأمور والأفعال هي أباطيل وخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان، وإذا تأخر الإنجاب عند الزوجين يجب عليهم أن يسألوا أهل الذكر، وأهل الذكر هنا هم الأطباء، لا أن يلجأوا إلى الدجالين والمشعوذين وتجار الدين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك