صارت الضوابط الحدودية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقب خروج بريطانيا من التكتل في 31 من يناير الماضي، "أمرا واقعيا"، ولكن ليس في الحقيقة، بل في "أوروبا الصغيرة"، وهي حديقة ترفيهية رمزية في بروكسل.
وتقع "أوروبا الصغيرة" داخل حديقة “بروبارك”، أسفل مبنى "أتوميوم" الشهير، وهو من معالم العاصمة البلجيكية.
وتضم الحديقة العديد من النماذج المصغرة لأشهر المعالم الأوروبية من عشرات المدن في أنحاء القارة، مثل ساعة "بج بن" العملاقة في لندن، ومنحدرات "دوفر" البيضاء في انجلترا، ومسرح "الكولوسيوم" في روما، وبرج "إيفل" في باريس.
ويقول رئيس "أوروبا المصغرة"، تيير مييوس، إنهم قرروا "الإبقاء" على بريطانيا، رغم إتمام انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي، مع وضع علامات حدودية تمثل ما يمكن أن يكون عليه الحال بين لندن والقارة مستقبلا.
وأضاف مييوس في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأربعاء، إنه بعد الانسحاب: "علينا أن نتأقلم بقدر الإمكان قبل الافتتاح المقرر في 14 مارس المقبل".
يشار إلى أن بريطانيا كانت لا تزال عضوا في الاتحاد الأوروبي عندما جرى إغلاق الحديقة في عطلة سنوية مطلع العام الجاري.
وأوضح مييوس، ساهمت بريطانيا، على أي حال، بالكثير في تاريخ الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن نماذج مثل "قصر ويستمنتسر بالاس" الذي يبلغ ارتفاعه 12 مترا، وبرجه الذي يبلغ ارتفاعه 5ر4 مترا، من الأشياء التي يفضلها الزائرون.
ورغم ذلك، قال مييوس إنه في المستقبل، سيتعين على الزائرين العبور عبر نقطة حدودية جمركية فوق نموذج يمثل القنال الانجليزي، لدى مرورهم بين "بلجيكا الصغيرة" و"بريطانيا الصغيرة". وسيتم وضع علامات بارزة على نقاط العبور بين بريطانيا وفرنسا، وبين ايرلندا لتعكس الواقع الجديد.
وستختفي الأعلام البريطانية من "أوروبا الصغيرة"، ولن تتضمن منشوراتها أي إحصاءات خاصة بالمملكة المتحدة. كما سيتم نصب نماذج لأشخاص يتظاهرون ضد "بريكست"، أمام نموذج ساعة "بج بن" في الحديقة.
وتهدف الحديقة، التى تم افتتاحها لأول مرة في عام 1989 ، إلى إعطاء لمحة عن تاريخ أوروبا، وستركز هذا العام على "عصر التنوير".