في ذكرى ميلاده.. عاطف الطيب «15 عامًا من النضال الهادئ» - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 5:01 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى ميلاده.. عاطف الطيب «15 عامًا من النضال الهادئ»

أسماء مصطفى
نشر في: الجمعة 26 ديسمبر 2014 - 5:00 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 28 يوليه 2015 - 4:24 م

21 فيلمًا في 15 عامًا، ربما ليس تاريخًا طويلًا في العمل السينمائي لكن على عكس أقرانه من المخرجين، ظلت أعمال المخرج عاطف الطيب عالقة في ذاكرة عوام جماهير السينما ومتخصصيها، الذي تحل اليوم «26 ديسمبر» ذكرى ميلاده.

و«الطيب» مولود في جزيرة الشورانية مركز المراغة بمحافظة سوهاج، وبعد حصوله على دبلومة المعهد العالي للسينما (قسم الإخراج عام 1970)، بدأ حياته الفنية بإخراج الأفلام التسجيلية، ثم عمل مساعدًا للمخرج شادي عبد السلام في فيلم «جيوش الشمس»، ثم مع المخرج مدحت بكير في فيلمه «ابتسامة واحدة لا تكفي»، بعدها انتقل للعمل مع يوسف شاهين في عدة أفلام، كما عمل كمساعدٍ للإخراج في عدة أفلام أجنبية كانت تصور في مصر آنذاك.

«الغييرة القاتلة» أول عمل روائي طويل أخرجه عاطف الطيب، من إنتاج عام 1982 لكن الفيلم لم يحظ بجماهيرية كبيرة رغم طاقم العمل المتميز، فالفيلم من بطولة نور الشريف ويحيي الفخراني، نجوم الشاشة آنذاك، وكذلك الفنانة المعتزلة «نورا» نجمة الثمانينيات.

البداية الحقيقية

نجم عاطف الطيب بدأ في البزوغ مع فيلمه الشهير «سواق الأتوبيس»، الذي عرض بالسينمات في النصف الثاني من العام 1982، ورجح النقاد أن سبب نجاح الفيلم انتمائه للمدرسة شديدة الواقعية، فالفيلم يحكي أشياءً عادية، كالتفكك الأسري في ظل الانفتاح المفاجيء وتأثيره على المجتمع المصري.

ببساطة شديدة نسج محمد خان القصة، وأكمل جوانبها بشير الديك بسيناريو وحوار بسيط، وتوج كل هذا إخراج عاطف الطيب.

«سواق الأتوبيس» تم اختياره ضمن أفضل 10 أفلام مصرية، وحصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة التمثيل الذهبية لنور الشريف في مهرجان نيودلهي السينمائي الدولي.

عام 1984، أخرج الطيب فيلم «التخشيبة» لأحمد زكي ونبيلة عبيد، استكمل به رصد التغيرات الاجتماعية العنيفة (وقت الانفتاح والفساد الأخلاقي) اللذان طفيا على السطح بشكل واضح، ثم تبعه في نهاية العام نفسه بفيلم «الزمار» لنور الشريف وصلاح السعدني، سار على نفس الخط الذي بدأه ولكن بشكل جديد حيث لخص مشاكل المجتمع مع السلطة في قصة الشاب حسن الزمار، الذي جسد دوره الفنان نور الشريف.

قضايا شائكة

عن إحدى روايات الأديب نجيب محفوظ، قرر الطيب تسجيل علامة جديدة في تاريخ السينما المصرية، ليخرج فيلم «الحب فوق هضبة الهرم» للفنانين أحمد زكي وآثار الحكيم، ويروي الفيلم قصة موظف شاب لا يستطيع توفير نفقات زواجه، فيقرر وخطيبته الزواج سرًا، وبعدما يفشلان في الحصول على مكان مناسب للقائهما، لا يجدان سوى هضبة الهرمقبل أن تفضح شرطة الآداب زواجهما، وتقبض عليهما بتهمة فعل فاضح في الطريق العام، الفيلم تم تصنيفه ضمن أفضل 100 فيلم مصري (المركز 28).

في 1986 أيضًا، وبعد الحب فوق هضبة الهرم، قدم الطيب فيلم «ملف في الآداب» لصلاح السعدني ومديحة كامل وفريد شوقي، وأبرز فيه جرأة غير مسبوقة بسبب تناوله قضية كان يصعب على المخرجين الخوض فيها في السينما المصرية آنذاك، عن إتهام ثلاث فتيات ورجل بإدارة شبكة للدعارة ثم براءتهم من هذه التهمة.

تبدو القصة بسيطة لكن الطيب هنا لا يخوض في الاتهامات القانونية والبراءة منها، لكن يتحدث عن السمعة الاجتماعية التي التصقت بهم رغم براءتهم قانونيا، واستمرار المجتمع سيفًا على رقاب الأبرياء إلى ما لا نهاية.

أما «البريء»، المعروض في أغسطس 1986، فأخرجه عاطف بعد ما عُرف بـ«أحداث الأمن المركزي»، حين خرج مجندو الأمن المركزي من معسكرهم في الجيزة إلى شارع الهرم في تظاهرات عنيفة بعد انتشار شائعة عن مد فترة تجنيدهم إلى خمس سنوات بدلًا من ثلاث غير أن تصويره كان قد بدأ قبل هذه الأحداث، مما يعد تنبأ من الكاتب وحيد حامد بنتيجة القمع واستغلال الجهل.

الفيلم أثار ضجة كبيرة حين عرض، ربما لأنه كان صادما بشكل كبير، خصوصًا نهايته التي اعتبرها بعض النقاد كلاسيكية متوقعة، وهي اختذال التخلص من القمع في الحلول الفردية والتصفية الجسدية.

البعض الآخر اعتبر الفيلم دعوة للثورة غير السلمية، لذلك تم حذف مشهد النهاية، وظل الفيلم يعرض لمدة 19 عامًا دون نهايته الحقيقة، إلى أن أجازت الحكومة المصرية عام 2005 عرض الفيلم بنهايته الحقيقة.

نهاية فيلم البريء المحذوفة:

15 فيلمًا عن الإنسان وثوراته

عام 1987 أخرج الطيب فيلم «أبناء وقتلة» لمحمود عبد العزيز ونبيلة عبيد، و«البدرون» لممدوح عبد العليم وليلى علوي، ثم «ضربة معلم» لنور الشريف وليلى علوى وكمال الشناوي، وفي 1989 لاقى فيلمه «الدنيا على جناح يمامة» لمحمود عبد العزيز وميرفت أمين، نجاحًا جماهيريًا كبيرًا يقترب من نجاح «سواق الأتوبيس»، ثم «كتيبة الإعدام» لنور الشريف ومعالي زايد، الذي يتحدث عن انتقام المظلومين.

في 1991 قدم الطيب فيلم «الهروب» لأحمد زكي وهالة صدقي وعبد العزيز مخيون، ونال عنه جوائز بمهرجاني فالنسيا والقاهرة السينمائي.

بعد ذلك بعام، قدم قصة حياة الرسام المناضل الفلسطيني ناجي العلي، الذي قام بدوره نور الشريف وشاركه البطولة محمود الجندي، ثم قدم «ضد الحكومة» لأحمد زكي ولبلبة، الذي هاجم فيه النظام بشكل واضح ومباشر، وما زال مشهد المرافعة الختامية لأحمد زكي من أهم وأجرأ المشاهد الثورية في السينما المصرية.

شاهد مشهد المرافعة:

«دماء على الإسفلت» كان واحدًا من أبرز الأفلام التي قدمها المخرج عاطف الطيب لبطله نور الشريف وإيمان الطوخي وحسن حسنى، ثم عام 1993 قدم قصة الحب الأغرب في السينما المصرية من خلال فيلم «إنذار بالطاعة» لمحمود حميدة وليلى علوي.

عقب ذلك بعام، أخرج فيلم «كشف المستور»، بطولة نبيلة عبيد وفاروق الفيشاوي ويوسف شعبان، ويحكي عن سيدات كن يعملن بالداعارة في فترة شبابهن وتم استخدامهن من جهة المخابرات المصرية، وحينما تقدمن بالسن وأعلنوا توبتهم عن العمل تحتاجهن السلطات وتهددهن بفضحهن بعدما أصبحن سيدات مجتمع.

وفي 1995 قدم «ليلة ساخنة» لنور الشريف ولبلبة، ثم آخر أعماله «جبر الخواطر» لشريهان وطارق لطفي وسناء يونس، ولم يمهل القدر المخرج عاطف الطيب مزيدًا من العمر لتقديم أعمال مميزة وليتوفى عام 1996.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك