آية عبدالرحمن لـ«الشروق»: جيلنا محظوظ.. والحجاب لم يحرمني من شىء على الشاشة - بوابة الشروق
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 2:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

آية عبدالرحمن لـ«الشروق»: جيلنا محظوظ.. والحجاب لم يحرمني من شىء على الشاشة

المذيعة آية عبدالرحمن
المذيعة آية عبدالرحمن
حوار ــ أحمد فاروق:
نشر في: الجمعة 27 أغسطس 2021 - 7:19 م | آخر تحديث: الجمعة 27 أغسطس 2021 - 7:21 م
* مقابلة مذيع شاب للرئيس كانت تحتاج لمعجزة في الماضى.. ومؤتمرات الشباب منحتنا الفرصة والثقة
* علاقتى بالفن حتى الآن أكاديمية.. ومؤمنة أن المشاركة فى تعليم إنسان صدقة جارية
* ألتزم بالفصحى على الشاشة اعتزازا بلغتى وهويتى.. والمسرح علمنى الإلقاء ومخاطبة الجمهور
* أعتبر نفسى جنديا مقاتلا لبلدى من موقعى فى الإعلام.. ومحتوى «الحقيقة» يتغير حسب متطلبات المرحلة


اختارت المذيعة آية عبدالرحمن أن تسبح ضد التيار، وتخوض تجربتها التلفزيونية بعيدا عن البرامج الدينية والاجتماعية، التى عادة ما تُحصر المحجبات فى تقديمها، رافضة الاستسلام لسياسة الأمر الواقع، وأن يكون العامل الشكلى سببا فى تقليص فرصها، أو يفرض عليها تقديم نوع واحد من المحتوى.

آية عبدالرحمن التى لمع نجمها فى النشرات الإخبارية، قبل أن يسند إليها برنامج «الحقيقة» على شاشة إكسترا نيوز، حصلت بالتوازى على فرصة تقديم جلسات مؤتمرات الشباب بحضور رئيس الجمهورية، والتى كانت سببا فى اكتسابها، هى وجيل جديد من المذيعين مزيدا من الحضور والثقة على الشاشة بالإضافة إلى الشهرة المبكرة عند المشاهدين.

فى هذا الحوار تتحدث آية عبدالرحمن لـ«الشروق»، عن رحلتها المهنية فى عالم الأخبار والتغطيات السياسية، وإلى أى مدى واجهت تحديات مختلفة على الشاشة بسبب تمسكها بارتداء الحجاب، كما تكشف تفاصيل وظيفتها الأكاديمية فى جامعة القاهرة، وهل استفادت من تخصصها «دراما ونقد» فى العمل الإعلامى؟.

تقول آية عبدالرحمن: المشاركة فى تقديم نشرات إخبارية، والبرامج السياسية، كان تحديا كبيرا بالنسبة لى، وربما هذه هى البصمة التى استطعت أن أحققها فى مجال الإعلام حتى الآن، وأفرح جدا عندما أجد مذيعات محجبات غيرى يلتحقن بتقديم نشرات الأخبار.

والتحدى بالنسبة لى، من البداية لم يكن مرتبطا بقناعتى بفكرة الحجاب من منظور دينى، ولكنه مرتبط بفكرة الدفاع عن اختياراتى فى الحياة، والحمد لله إننى وجدت شخصيات محترمة تفهمت ذلك، ومنحتنى الفرصة، ومن الطبيعى أن يكون للمحجبة فرصة مثل غيرها طالما تستحق وتملك المهارات، وانتصارى فى هذا التحدى، هو من أكثر الأشياء التى تمنحنى ثقة فى نفسى، بعد ثقتى فى الله.

> كثير من المذيعات المحجبات تخلين عنه فى السنوات الأخيرة لتحصلن على فرص أفضل.. هل فكرت فى الأمر؟
ــ الشكل له انعكاس على الشخصية، ولكنه ليس المعيار الوحيد، فأى إنسان يحصر تقييمه فى الجانب الشكلى، هو من وجهة نظرى إنسان سطحى، فالإنسان يتم الحكم عليه إجمالا.
كما أن الأمر فى نظرى مرتبط بالقناعة والثقة بالنفس، فإذا كنت مقتنعة أن شكلى بالحجاب أفضل، سأستطيع إقناع غيرى أن هذا هو أفضل شكل يمكن أن أظهر به على الشاشة، أما إذا لم تكن المذيعة مؤمنة أنها أفضل بالحجاب، مؤكد ثقتها بنفسها ستهتز، وبالتالى لن تستطيع إقناع غيرها بشىء، وبالتالى لن تحصل على فرص جيدة إلا إذا ظهرت بدون الحجاب.
وبعيدا عن الشاشة، أنا شخصيا أعتبر الحجاب «ستايل»، وأحب شكلى عندما ارتديه، قبل أن يحبه الآخرون أو يرفضونه، ولذلك متمسكة به.

> هذا يعنى أن الحجاب لم يحرمك من أى فرصة حتى الآن؟
ــ بشكل عام، لا أحسبها بهذه الطريقة، ودائما أرى أن كل فرصة الإنسان يحصل عليها تكون رزق من الله، وقناعتى الشخصية أن القبول هو أهم عنصر للمذيع، سواء للمحجبة أو لغير المحجبة، وأدعو الله دائما أن يديم هذه النعمة، فالقبول أساس كل شىء، ولو انتقص لن ينفع المذيع شيئا آخر.
لكن فى كل الأحوال، يمكننى القول بأن، الحجاب لم يحرمنى من شىء على الإطلاق، فأنا مذيعة أخبار وبرامج سياسة، وأقدم مؤتمرات رئاسية بحضور رئيس الجمهورية.

> ولكن ماذا إذا خيرت فى لحظة بين الحجاب وبين استمرارك فى العمل كمذيعة؟
ــ سأنتصر لقناعاتى بالتأكيد، لأننى لن أستطيع أن أمنح عملى ما يستحق، إذا كان يحرمنى من أبسط حقوقى واختياراتى فى الحياة.

> فى 2019 حصلت على فرصة محاورة الرئيس فور عودته من نيويورك كما قدمت جلسات فى عدد من المؤتمرات بحضوره.. إلى أى مدى انعكس ذلك عليك؟
ــ فكرة مقابلة مذيع شاب لرئيس الجمهورية فى الماضى كانت تحتاج لمعجزة، لكننا جيل محظوظ. حصلنا على الفرصة واكتسبنا ثقة كبيرة من مؤتمرات الشباب بلقاء الرئيس السيسى ومحاورة وزراء ومسئولين. ومن المؤكد أن هذا سيفرق كثيرا جدا فى مستقبلنا المهنى.
وفى السابق أيضا، لم يكن أحد يحلم أو يتوقع أن جيلا من المذيعين فى العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم سيمنحون الفرصة لتقديم برامج كبيرة، وأنا شخصيا قبل أن أبدأ العمل فى الإعلام، كنت أشعر أننى سأواجه صعوبة فى مجرد تحقيق حلمى كمذيعة، لأن الفرص كانت تتاح فقط لمن هم أكبر منى عمرا وخبرة، لكن هذا العصر مختلف جذريا، والفرصة أتيحت للمذيعين الشباب. كان علينا فقط إثبات أننا نستحقها، لأن المشاهد فى النهاية هو الذى يحكم، إذا كان المذيع يستحق الاستمرار على الشاشة أم لا.

> هل يكون هناك استعدادات خاصة لتقديم جلسة بحضور الرئيس؟
ــ أتذكر أننى فى أول مرة قدمت جلسة بحضور الرئيس، كنت خائفة ومتوترة رغم التحضير والمذاكرة، لكن بمجرد دخوله القاعة شعرت بارتياح وطمأنينة، لأنه يسمح لى ولغيرى أن نوجه إليه الأسئلة بمنتهى الأريحية، وهذا يمنحنى مزيدا من الثقة والسعادة.
وبشكل شخصى أحب العمل فى المؤتمرات الرئاسية، لأنها تمنحنى إحساس أننى جزء من حدث وطنى، وهذا يزيدنى فخرا وسعادة.

> ما تقييمك لتجربتك فى برنامج «الحقيقة».. ولماذا لم يكن هناك التزام بالفورمات الذى أعلنتم عنه عند إطلاقه؟
ــ برنامج «الحقيقة» تجربة جميلة جدا، ولدى أمل أن تتطور أكثر خلال الفترة المقبلة، لتصل إلى مشاهدين أكثر، فأنا أحب دائما أن أكون أكثر قربا من الناس.
وفيما يتعلق بالفورمات فنحن التزمنا به لفترة، ولكن دائما يكون هناك استثناءات، لأن بلدنا فى حالة حرب، وأنا شخصيا أعتبر نفسى جنديا مقاتلا لبلدى من موقعى فى الإعلام، وبالتالى لم يكن واردا على شاشة إخبارية، أن نتجاهل ما تتعرض له البلد، ونتمسك بالشكل، فمتطلبات المرحلة كانت تفرض علينا دائما تغييرات فى طبيعة المحتوى، ليتواكب مع كل حدث. لكن عندما يكون هناك فرصة نعود لفورمات البرنامج.

> هل تتعمدين التحدث بالفصحى فى برنامجك أم وجودك فى قناة أخبار هو من يفرض عليك ذلك؟
ــ اخترت لنفسى من البداية أسلوب خاص، يجمع بين العربية السليمة والإلقاء المميز، وهذا قد يكون لافتا لمذيعة شابة، ولكنى اخترت لنفسى هذا الأسلوب، لأحافظ على هويتى، فأنا أعتز جدا بلغتى العربية، ولا أتوقف عن التبحر فيها، كما أحصل على تدريب مستمر فى كل ما يتعلق بفن الإلقاء.

> لديك وظيفة أكاديمية فى جامعة القاهرة تمارسينها بالتوازى مع عملك كمذيعة.. فأى المجالين يطغى على الآخر؟
ــ أحب التدريس جدا، ومؤمنة أن المشاركة فى تعليم إنسان، صدقة جارية فى حياتى، وبالتالى أخلص فى عملى الأكاديمى كما أخلص فى عملى الإعلامى.
ورغم أن حلمى الأساسى وهدفى منذ الطفولة أن أكون مذيعة، إلا أن الطموح الأكاديمى تحقق بالتوازى، فقد تخرجت من كلية تربية نوعية جامعة القاهرة، قسم إعلام تربوى، وكنت الأولى على دفعتى بتقدير امتياز، وأبلغت بتعيينى معيدة عام 2013، فاخترت التخصص فى «الدراما والنقد»، وحصلت على دبلومة نقد فنى، من أكاديمية الفنون بتقدير جيد جدا، وكنت أيضا الأولى على الدفعة، قبل أن أعود مرة أخرى إلى جامعة القاهرة لأحصل على تمهيدى ماجستير فى الإعلام التربوى، وحاليا أحضر رسالة الماجستير فى مسرح الطفل، وأتناول فيها التغير الذى حدث للطفل المصرى بعد 2011.

> هل تستفيدى من دراستك للفن فى عملك كمذيعة أخبار وبرامج سياسية؟
ــ قناعتى الشخصية أن من يستطيع نقد مسرحية، لديه من المهارات والثقافة التى تؤهله للحديث فى كل شىء، فالفن الحقيقى فى نظرى هو المسرح، لأنك عندما تقرأ لصلاح عبدالصبور ونجيب سرور، ستجد أبعادا سياسية واجتماعية كبيرة جدا للمرحلة التى يتناولها النص الذى يكتبونه، وبالتالى لكى تفهمه، أنت مضطرا للقراءة عن هذه المرحلة تاريخيا، وإلا لن تستطيع تحليل المسرحية.
لذلك أرى أن كلمة أبو الفنون لم تطلق على المسرح من فراغ، فهو أساس الفنون والثقافة، وهو من يدفع الإنسان للقراءة فى السياسة والاقتصاد وكل مناحى الحياة، وبالتالى ليست صدفة أن كل من يعمل بالمسرح تجده على قدر كبير من الثقافة، سواء كان ممثلا أو مخرجا أو كاتبا أو عاملا.

> وهل ستقتصر علاقتك بالفن على الوظيفة الأكاديمية أم يمكن أن تمارسينه يوما ما؟
ــ حتى الآن كل علاقتى بالفن أكاديمية فقط، ولكن لا يوجد شىء مستبعد فى المستقبل، فربما تأتينى شخصية تناسبنى وتكون سببا فى الوقوف على خشبة المسرح كممثلة، وحينها بالمناسبة لن تكون المرة الأولى، لأننى وقفت بالفعل على خشبة المسرح فى فترة الجامعة، وأديت شخصيات خلال التدريب الميدانى والعملى، وكذلك فى المحاضرات، وربما كان ذلك السبب الرئيسى فى إجادتى للإلقاء، إلى جانب تأسيسى فى الإذاعة المصرية. المسرح أيضا منحنى الثقة، وعلمنى كيف أخاطب الجمهور.

> تشاركين أيضا فى أكاديمية لتدريب شباب المذيعين.. هل ترين أنك وصلت للخبرة الكافية التى تسمح بأن تنقلى تجربتك لغيرك؟
ــ أعتبر التدريب الذى أشارك فيه، مساعدة لمن يريد أن يكون مذيعا، وليس نقل للخبرة، لأننى عندما كنت فى بداية الطريق، كنت أحتاج إلى شخص يكون حلمه قريب من حلمى وعمره قريب من عمرى، لأشعر أن هناك أملا. فما قد نراه نحن أبجديات للمهنة، الجيل الجديد الذى لم يمارس المهنة يراها أمور صعبة ويحتاج إلى من يشرحها له ببساطة.

> أخيرا.. كانت وفاة ضيف أثناء تسجيل لقاء معه من أصعب المواقف التى تعرضت لها فى عملك الإعلامى.. كيف مرت عليك هذه اللحظة إنسانيا ومهنيا؟
ــ عندما تعرض هذا الضيف الكريم رحمه الله، لأزمة، كان عندى أمل كبير أنه سيعود مرة أخرى لحالته الطبيعية، ونكمل الحوار، ولكن كانت المفاجأة أن الله توفاه.
حينها لم نفكر على الإطلاق فى استثمار هذا الموقف أو استغلاله إعلاميا، بل كان أول قرار هو وقف التصوير، وعدم إذاعة أى لقطة احتراما لحرمة الموت، حتى إننى لم أصرح باسمه إلا عندما حصلت على إذن أسرته وجهة عمله.
والحقيقة أن هذا الموقف كان الأصعب فى حياتى، لأننى لم أحضر من قبل لحظة وفاة أحد، وهذه اللحظة مهيبة لدرجة عدم التصديق، فنحن كنا داخل طائرة، والمكان ضيق جدا، لا أعرف كيف يمكن أن نتصرف، فلم أكن أملك حينها غير أن أتوجه لله بالدعاء وأقول «يا رب»، أما حديثى عن هذا الرجل المحترم فى البرنامج، فأعتبرته فرصة ليدعو له أكبر عدد من المشاهدين بالرحمة والمغفرة.
أما الرسالة التى خرجت بها من هذا الموقف، فهى أن الدنيا لا تستحق هذا الكم من التكالب والتحارب، لأن فى أى لحظة تخرج الروح ويموت الإنسان.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك