طالب الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، دول العالم الجنوبية، بإنشاء جيش دولي لتحرير فلسطين، والدفاع عنها ضد الاستبداد والشمولية اللتين تروج لهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا استعداده للانضمام إلى هذه القوات والنزول لساحة المعركة بنفسه للدفاع عن فلسطين.
يأتي ذلك خلال كلمة ألقاها أمام تجمعٍ لمناصري فلسطين في ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويورك، أثناء مشاركته في مظاهرة حاشدة في نيويورك نظمت ضد إسرائيل، خلال إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لترد وزارة الخارجية الأمريكية بأنها ستلغي تأشيرة بيترو داخل الولايات المتحدة بسبب "تصرفاته المتهورة والمثيرة للجدل"، وذلك وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.
يشار إلى أن مبادرة الرئيس الكولومبي ليست الأولى، فقد كانت كولومبيا من أولى الدول الداعمة للفلسطينيين خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، فما هي أبرز المواقف التي ساندت فيها بوابة أمريكا الجنوبية القضية الفلسطينية خلال العامين الماضيين؟، وفقًا لوكالات أنباء عالمية.
يجيب التقرير التالي على هذا السؤال، وفقًا لوكالات أنباء دولية.
-رفض مبكر للإبادة الجماعية
كانت كولومبيا في طليعة الدول التي رفضت الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي على سكان غزة منذ 7 أكتوبر2023، وبعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت "حصارا كاملا" على غزة في المعركة ضد من وصفهم بـ"الحيوانات"، قال بيترو: "هذا ما قاله النازيون عن اليهود".، مشددًا على أن "الشعوب الديمقراطية لا يمكنها السماح للنازية بإعادة ترسيخ نفسها في السياسة الدولية".
كما دخل الرئيس الكولومبي بيترو والسفير الإسرائيلي لدى كولومبيا، جالي داجان، في جدال حاد على موقع إكس، إذ كتب بترو: "كنت في معسكر اعتقال أوشفيتز، والآن أرى ذلك في غزة"، ليدين ليور حيات، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية تصريحات جوستافو والتي وصفها بأنها "تعكس الدعم للأعمال الوحشية التي ترتكبها حماس، وتؤجج معاداة السامية، وتؤثر على ممثلي دولة إسرائيل وتهدد سلام الجالية اليهودية في كولومبيا"، قائلًا "إن إسرائيل أوقفت، ردا على ذلك، الصادرات الأمنية إلى كولومبيا".
ورد الرئيس بترو قائلا: "إذا كان علينا تعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، فهذا ما سنفعله. لا يمكنك إهانة رئيس كولومبيا".
-تشبيه الإبادة الجماعية في غزة بـ "النازية" خلال قمة المناخ cop 28
هاجم بيترو، خلال كلمته في مؤتمر قمة المناخ التابع للأمم المتحدة والمنعقد في دبي Cop28، الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة قائلًا إنها شبيهة بـ"ممارسات النازية".
كما انتقد بشدة في تدوينة له، عبر منصة إكس، قصف الاحتلال لمدينة دير البلح بقطاع غزة، كما أرفقها بمشاهد المنطقة التي تعرّضت لقصف الاحتلال قائلًا: "يقولون إنّ هذه ليست بنازية، قتل 5300 طفل وطفلة فلسطينية ممارسة نازية رغم إن ضمير الغرب لا يريد الاعتراف بهذه الحقيقة."
-الوساطة لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
في يناير 2024، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس الكولومبي "بذل قصارى جهده للتوسط في الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى"، ليرد بيترو: "أقترح أن نمضي قدما من خلال إنشاء لجنة سلام تتألف من دول مختلفة لتأمين عمليات الإفراج عن الرهائن، وتحقيق الهدف الأوسع المتمثل في إنهاء العنف بين إسرائيل وفلسطين".
-دعم قضية جنوب أفريقيا بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة
لم تكتف كولومبيا بالتصريحات الرافضة لأعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة.
وفي أبريل 2024 انضمت لجنوب أفريقيا في القضية التي قدمتها لمحكمة العدل الدولية والتي اتهمت إسرائيل بنية ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.
-قطع العلاقات مع إسرائيل
في 3 مايو 2024، أعلن الرئيس الكولومبي، جوستافو بيترو، في كلمة ألقاها بمناسبة عيد العمال، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، "بسبب تصرفاتها في غزة".
عقب ذلك، كتب في منصة "X" وقال: "أثناء انتظار الغذاء، لقي أكثر من 100 فلسطيني حتفهم على يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، واعتبر ما حدث بأنه "إبادة جماعية تذكرنا بالهولوكوست برغم أن القوى العالمية لا تريد الاعتراف بذلك، لهذا السبب علقت كولومبيا جميع مشترياتها من الأسلحة من إسرائيل"، ثم أنهى بأن "العالم بكل أشكاله وألوانه تختصره كلمة غزة، وهجمات إسرائيل مذبحة للشعب الفلسطيني".
-افتتاح سفارة كولومبية في رام الله
في نهاية مايو 2024، وعقب قطع العلاقات مع إسرائيل، وفي خطوة تؤكد انحيازها للقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، ورفضًا لممارسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر2023، أعلن بيترو عن افتتاح سفارة كولومبية في رام الله بالضفة الغربية، قائلًا، إنه "سيطلب من الأمم المتحدة قبول فلسطين عضوًا كامل العضوية فيها".
-حظر تصدير الفحم إلى إسرائيل بشكل كامل
في نهاية شهر يوليو الماضي، أعلنت الحكومة الكولومبية، حظرًا شاملًا على جميع صادرات الفحم إلى إسرائيل، كرد على استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، والتى وصفتها بأنها "انتهاك للقانون الدولي الإنسانى وتهديد للسلام العالمي."
-دعم للقضية الفلسطينية قبل 7 أكتوبر 2023
وقبل حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على سكان غزة في 7 أكتوبر 2023، دعمت كولومبيا القضية الفلسطينية مبكرًا، فقد امتنعت عن التصويت في عام 1947، خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أوصى فيها قرار الجمعية العامة بتقسيم فلسطين.
وفي عام 2018، اعترفت كولومبيا رسميا بدولة فلسطين.