فى ليلة باردة عشية الثلاثاء تتعالي الصحيات من بعض البلكونات المتجاورة فى ووهان معقل فيروس كورونا والكلمة الأكثر ترديدا هى "جايو إيكود" بمعنى أضيفوا الزيت في دلالة على طلب لبعض الجيران بالاستمرار في المشاجرة لتسلية بقية المتفرجين عبر بلكوناتهم كنوع من إشغال الفراغ داخل الحظر.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، تدخل مدينة ووهان وعموم ولاية هوباى اليوم السادس من الحظر بسبب فيروس كورونا ولكن ملايين السكان لم يعدموا حيلة لقتل الفراغ وخلق سبل جديدة للتسلية داخل المنازل.
ومن أكثر الفيديوهات تداولا على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية هو رقصة الأسد تحت عنوان "نصيحة لا تمضي وقتك وحيدا".
وفى مقطع الفيديو يظهر شخصان يرتدي كل منهما جردل بلاستك على رأسه وبطانية على عموم جسده والرقص على أربع أقدام في محاكاة لحيوان الأسد.
وبفيديو آخر توجد طريقة تسلية أكثر غرابة إذ يقوم أحدهم بتجهيز سنارة الصيد ولكن ليس للخروج للبحر بل لرميها فى حوض السمك للاستمتاع بوجبة شهية من سمك الزينة.
وفي فيديوهات أخرى، تظهر لعبة تنس الطاولة التي يسهل لعبها بالبيت كما يمضى آخرون الوقت بلعبة رمي الأطواق على المكانس.
ولفتت الصحيفة إلى أن ما يؤرق المسؤولين أن مكوث الناس في منازلهم طويلا من المتوقع أن يرفع معدلات الإنجاب بشكل دراماتيكي وهو ما لا يتناسب مع سياسة الحكومة الصينية الرامية لتحديد النسل.
وفى درجات حرارة تتراوح بين 10 و0 مئوية تظهر مشكلة التدفئة لدي العالقين بمنازلهم إذ يحرص السكان بالوقت الحالى علي وضع الدفايات تحت الطاولات وتغطية الطاولة ببطانية سميكة والجلوس من حولها للتحدث والطعام ولعب الورق وإلا فالجميع يحب الخلود للفراش واستخدام ما يعرف باللحاف الإلكتروني.
ويقول وان جيانبينج المقيم قرب حدود المدينة لـ"الجارديان"، إنه وأسرته امضوا رأس السنة القمرية نائمين لا مكان يذهبون إليه، مضيفا أن الشيئ الوحيد الذي يفعلوه هو مخاطبة الجيران عبر البلاكونات ولكن الناس لا تحب الاختلاط مباشرة منعا للعدوي.
ورغم التحذيرات من الخروج للشوارع إلا أن البعض يخرجون بمجموعات لممارسة الرياضة فى الشوارع الخاوية.
وما يضايق الآباء هو صعوبة إقناع أطفالهم بالبقاء بالبيت وارتداء الأقنعة وغسل الأيدي ما جعل كاتبا شهيرا يؤلف كتابا للأطفال بعنوان "لماذا يجب أن أجلس بالمنزل؟".