الوجه الآخر لنجيب محفوظ فى برامج الإذاعة: - بوابة الشروق
الخميس 11 سبتمبر 2025 8:01 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

الوجه الآخر لنجيب محفوظ فى برامج الإذاعة:

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
كتبت ــ شيماء شناوى:
نشر في: السبت 29 أغسطس 2020 - 12:08 ص | آخر تحديث: السبت 29 أغسطس 2020 - 12:09 ص
• ركن خاص للحكيم فى مكتبة الأستاذ.. و«الكرافت» و«حلاقة الذقن».. عادتان تزعجانه..

مكانة فريدة وحضور استثنائى يتمتع بهما رائد الرواية العربية نجيب محفوظ، «1911ــ 2006»، الذى غاب عن عالمنا فى مثل هذه الأيام، قبل أربعة عشرة عام من الآن، وفى السطور التالية نعرض أحاديث وحكايات متفرقة صاحبها والراوى العليم لها هو «محفوظ» نفسه، وقد ذكرها فى لقاءاته المختلفة مع نجوم الإذاعة المصرية وأشهر برامجها، تبين الوجه الآخر لمحفوظ:
ــ كتب الحكيم فى ركن خاص بمكتبه
فى حوار أجرته معه الإعلامية نادية صالح، فى مطلع الثمانينيات ببرنامجها الشهير «زيارة إلى مكتبة فلان»، المذاع عبر إذاعة البرنامج العام منتصف ليل كل ثلاثاء، يوضح كيف استحوذت كتب «الحكيم» دائما على ركن خاص فى مكتبته، وأنه تربى فى مؤلفات الحكيم من مسرحيات وروايات وكتب، وأن المؤلفات الأقرب إلى نفسه والأكثر تأثيرا عليه هما «أهل الكهف» و«عودة الروح»، أما الأولى فمحبتها جاءت من حيث التيمة الزمنية المميزة لها والتى لم تفارق ذهنه مطلقا، وأما الثانية فلأنها كانت الشرارة الأولى فى تكوينه كأديب وكانت منطلقه فى الحياة.
وفى جانب آخر من شخصيته وحول العادات التى كانت تُسبب له إزعاجا كاملا ويحاول جاهدا الابتعاد عنها يروى «محفوظ» فى رده على سؤال طرحه عليه الكاتب الصحفى كمال الملاخ، أن أبرز هذه الأشياء هو ارتداء «الكرافت» أو«حلاقة الذقن»، وأنه نجح بالفعل فى الابتعاد عن ارتداء الكرافت، لكنه اضطر إلى تحمل إزعاج حلاقة الدقن.
ومن أشهر الصور للأستاذ نجيب محفوظ، تلك التى يظهر فيها وهو يعبر الطريق حاملا بين يده نسخة من جريدة «الأهرام»، وهو المشهد الذى يُجسد حرصه على ممارسة رياضة المشى بشكل يومى. إذا يحكى فى اللقاء ذاته مع الإعلامية نادية صالح، أن إصراره على المحافظة على الصحة وتجنب زيادة الوزن، «المشى كان ضرورة لأن واجباتى كموظف وأديب كانت تضطرنى للجلوس يوميا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية عصرا.. ثم الجلوس فى مكتبى من الساعة 4 عصرا وحتى الحادية عشرة مساء. ومن هنا وجب التفكير فى طريقة لتحريك الجسم الساكن أغلب اليوم. وبخاصة مع قرأتى للمتاعب التى يسببها الجلوس لفترة طويلة. ولذا كان المشى بمثابة نوع من الصحة وطريقة لإنقاص الوزن الذى عانيت منه بعد توقفى عن لعب كرة القدم، وزيادة وزنى إلى 90 أو 95 كيلو جراما، فكان المشى خير صديق وأفضل ما أفعله فى اليوم كله بعدما أصبحت أراه فسحة صحية وجميلة ومزاج».
ــ كامل الشناوى لم يقرأ رواياتى لأنه ظن أن الموظف لا يمكن أن يكون أديبا حقيقيا
لعل أكثر ما يثير الدهشة فى شخصية «محفوظ» هو عمله كموظف لسنوات طوال بدأها منذ منتصف 1943، وحتى نهاية 1971، إذ كيف يتحمل هذا المبدع عبء الروتين وملل الوظيفة الذى يقضى على منابع الطاقة والإبداع، وهى النقطة التى تندر منها صاحب نوبل فى الآداب 1988، بخفة ظله المعهودة، خلال اللقاء الذى تم بمنزله فى العجوزة احتفالا بعيد ميلاده وحضره كلا من «الحكيم» و«الملاخ» ونادية صالح، إذ يقص على رفاقه ما حدث بينه وبين الصحفى والشاعر كامل الشناوى، فى أحد الأيام بعدما أهدى الأستاذ أحد مؤلفاته للشناوى، وإذا بالأخير يصارحه أنه لم يقرأ أيا من مؤلفاته الأولى، وأن السبب فى ذلك كان لمظهر «محفوظ» الجدى كموظف بملابسه وهيئته وانضباطه فى مواعيد العمل وأن هذا المظهر جعل الشناوى يظن أنه لا يمكن أن يكون وراء مظهره هذا أديبا حقيقا.
ــ ثمة حكاية ذات مغزى يحكيها «محفوظ» فى لقائه مع الإذاعى عمر بطيشة فى برنامجه «شاهد على العصر»، إذ يروى أن جيله تعلم عشق الثقافة والكلمة المكتوبة فى المدرسة، وكان المعلمون يعدون أنفسهم حراس اللغة، ويحرصون على تعليم الطلاب بشكل سليم وكامل وبمقدرة غير عادية، ويضيفوا إليهم من تراثهم وثقافتهم الشخصية وهو ما كان يخلق لدى هؤلاء الطلاب الفضول لتحصيل العلم كمعلميهم، ويقول محفوظ عن ذلك: «اتجهنا إلى الأدب بفضل هؤلاء، وهو عكس ما حدث مع الأجيال اللاحقة، مما خلق أجيالا لا تهتم بالثقافة الجادة، وهذا الداء له أسباب منها ما أصاب الفكر من جمود بعد ثورة 52 من جمود، وسيطرة فكر التيار اليسارى على الثقافة وحجب تيار اليمين، ثم انتصار فكر التيار اليمينى على اليسار فحجبه، وهكذا أصبحت ثقافتنا تطير بجناح واحد، بعكس الروح التى خلفتها ثورة 1919، بالإضافة إلى عوامل الانفتاح وغلاء الأسعار ومن ثم غلاء سعر الكتاب وهى الأمور التى جعلت القاعدة أمام التى ظلت على وفائها للثقافة الجادة عوامل أصابت النهضة الثقافية جعلت منه عليل يحتاج لعلاج».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك