هل يحمل حوت جرينلاند مفتاح إطالة عمر الإنسان؟ علماء يجيبون - بوابة الشروق
السبت 1 نوفمبر 2025 6:38 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

هل يحمل حوت جرينلاند مفتاح إطالة عمر الإنسان؟ علماء يجيبون

منار عبدالسلام
نشر في: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 5:56 م | آخر تحديث: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 5:56 م

تُعدّ حيتان جرينلاند، التي يتجاوز عمرها 200 عام، أطول الثدييات عمرًا على كوكب الأرض، وبقي سرّ قدرتها المذهلة على العيش كل هذه المدة ظلّ لغزًا طويلًا أمام العلماء.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، يعتقد فريق بحثي أنه اقترب من حل هذا اللغز، بل ويخطط لمعرفة ما إذا كان بالإمكان تطبيق الآلية البيولوجية نفسها على الإنسان، ما قد يفتح آفاقًا جديدة لإبطاء الشيخوخة والحفاظ على صحة الأنسجة والأعضاء أثناء الجراحات وزرع الأعضاء.

وتقول البروفيسورة فيرا جوربونوفا، عالمة الأحياء في جامعة روتشستر الأمريكية: "كنا نبحث عن آليات طول العمر الاستثنائي لحوت جرينلاند، ووجدنا أن جزءًا من السر ربما يكمن في دقّة وكفاءة إصلاحه لانكسارات الحمض النووي".

وتابعت، "فكل الكائنات الحية تتعرض لأضرار في الحمض النووي مع مرور الوقت، وتقوم خلاياها بإصلاحها، لكن هذه الإصلاحات ليست دائمًا ناجحة، ما يؤدي إلى تراكم الطفرات التي ترفع خطر الإصابة بالسرطان وتُسرّع الشيخوخة".

لكن الفريق اكتشف أن حيتان جرينلاند تتفوّق في إصلاح نوع خاص من أضرار الحمض النووي، يُعرف بانكسار الشريطين المزدوجين، وهو ما يقلّل من تراكم الطفرات لديها.

وأظهرت التجارب أن هذا الإصلاح المحكم يرتبط ببروتين يُسمّى CIRBP، يُحفَّز بفعل التعرض للبرودة. فالحيتان، التي تعيش في مياه القطب الشمالي، تنتج من هذا البروتين كمية تفوق الإنسان بمئة مرة.

وجاء في الدراسة المنشورة في مجلة Nature أن هذه الاستراتيجية – التي لا تتخلّص من الخلايا التالفة بل تُصلحها بدقة – قد تفسّر طول عمر الحوت وانخفاض معدلات إصابته بالسرطان.

وعندما زاد الباحثون مستويات بروتين CIRBP في خلايا بشرية، تضاعفت قدرتها على إصلاح الأضرار، فيما أظهرت تجارب على الذباب أن زيادة البروتين أطالت عمره وجعلته أكثر مقاومة للإشعاع المسبب للطفرات.

وتقول جوربونوفا: "الاستنتاج الأول هو أن لدى الإنسان مجالًا للتحسين. كان يُعتقد أن آليات إصلاح الحمض النووي لدينا بلغت أقصى كفاءة ممكنة، لكن الحيتان تفعل ذلك بطريقة أفضل".

ولا يزال دور إصلاح الحمض النووي في طول عمر الحيتان غير واضح تمامًا، لكن الفريق يعمل حاليًا على تربية فئران بمستويات مرتفعة من بروتين CIRBP لمعرفة مدى تأثيره على أعمارها، كما يدرس ما إذا كان السباحون في المياه الباردة أو من يأخذون حمامات باردة يمتلكون مستويات أعلى من البروتين، وفقا لصحيفة الجارديان.

وأضافت جوربونوفا: "نحتاج لمعرفة ما إذا كان التعرض القصير للبرودة كافيًا، كما سنبحث عن طرق دوائية لتحقيق ذلك، فليس الجميع يرغب في السباحة بالمياه المتجمدة".

ويقول البروفيسور جابرييل بالموس من معهد أبحاث الخرف في جامعة كامبريدج: "تعزيز قدرة خلايانا على إصلاح الحمض النووي يمكن نظريًا أن يبطئ الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها، لكن تطبيق ذلك على البشر سيكون بالغ التعقيد، ويتطلب توازنًا دقيقًا بين المرونة وحدود تجدد الجسم الطبيعية".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك