صدق المثل الذى قال عند الفوز تختفى المساوئ وعند الهزيمة تعلق المشانق. وهو ما انطبق على مهزلة اليد المصرية.

فقد استفزتنى كثيرا الحملة المتبادلة بين جمال شمس المدير الفنى لمنتخب اليد والمحاسب هادى فهمى رئيس الاتحاد، بعد الاتهامات التى تبادلها الطرفان من أجل الهروب من المسئولية وخلق نوع من الجدل والتعاطف فى نفس الوقت، إلا أننى مازلت مع حبى الشديد لجمال شمس وقناعتى بإمكاناته أحمله جزءا كبيرا من المسئولية فى خسارة البطولة كأول اختبار حقيقى للمنتخب فى البطولات الدولية، فقد وفر له الاتحاد كل ماطلبه فى المرحلة السابقة وكان عليه أن يثبت جدارته بعد غياب دام أكثر من 17 عاما إلا أنه لم يستغل الفرصة وأخذ يتعامل مع الأمور بتعالٍ، خاصة عندما أكد لمسئولى الاتحاد أن البطولة الأفريقية لاتحتاج إلا لـ50 يوما للإعداد والحصول عليها ليس صعبا، وهنا بدأ يتعامل وكأنه الحاكم بأمره وكان يرفض أى تدخلات، وهذا حقه، ولكن أخطاء الفريق واختياراته هو وحده المسئول عنها وليس غيره. 

وللأسف فى الاتجاه الآخر ظهر هادى فهمى وكأنه المظلوم الذى يبحث عمن يدافع عنه فى وسائل الإعلام وجاءت الكتابات فى الأيام الأخيرة لتكشف عن مدى الخطر الذى تواجهه اللعبة عندما نغرس رءوسنا فى الرمال ولانريد أن نكشف عيوبنا حتى نعالجها وبدلا من لجوء فهمى لصوت العقل والاستماع لمن يكشف أخطاءه أخذ يبحث عن مبررات، ليس هذا فقط، بل سقط هادى فهمى فى أول اختبار حقيقى له منذ توليه مسئولية الاتحاد، وكانت البطولة الأفريقية هى أولى المنافسات الدولية التى يخوضها بشكل فعلى ولم ينجح فيها لدرجة أنه ترك الحبل على الغارب للجميع دون حساب أو عقاب.

والمشكلة التى وقع فيها فهمى أنه لم يستطع أن يسيطر على رجال الاتحاد ممن هم من المعارضين ولهذا كانت قرارات الاتحاد مهزوزة وغير مقنعة، فقد فشل فى اتخاذ قرار مصيرى مثل قبول استقالة أو إقالة شمس والذى لايحتاج لكل هذا الوقت مهما كانت الضغوط، إذا كان هادى فهمى يخشى العوامل الخارجية والضغوط فماذا سيفعل مع معارضيه خاصة الثلاثى المدمر داخل المجلس!