فى كل مرة نملأ الدنيا صراخا وبعد فترة ننسى ما كنا فيه، ويبدو أننا لم نتعلم من دروس الماضى شيئا، فقد تعالت الأصوات خلال الأيام الماضية تطالب المسئولين عن اتحاد الكرة بإصدار قرارات حاسمة لمواجهة سقوط اللاعبين أثناء المباريات أو فى مران الفريق دون جدوى، وفى كل مرة نصرخ ولم يسمعنا أحد إلى أن جاء سقوط اللاعب أحمد مجدى أثناء أحد تدريبات الفريق بسبب هبوط فى الدورة الدموية أو غيرها من الأسباب التى لم نستطع معرفتها حتى الآن ليجعل القضية تطفو على السطح مرة أخرى، ففى كل مرة نناقش ونطرح الحلول ويخرج علينا السادة المسئولون بتصريحات وردية مغلفة بقرارات وهمية ثم ما يلبث أن تهدأ الأمور وتعود إلى ما كانت عليه

والقضية ليست فى اللاعب أحمد مجدى الذى تم إنقاذه بعناية من الله ولكن القضية أعمق من حادث يمر مرور الكرام دون أن نناقشة أو نعرف أسبابه

أعلم مسبقا أنها ليست جديدة ولكننا للأسف لم نتعلم مما حدث لنا فى السابق منذ أن سقط نجم الأهلى الشاب محمد عبدالوهاب أثناء أحد التدريبات ثم توالت الحوادث بعدها حتى أصبحت ظاهرة يصعب السيطرة عليها ولابد من التصدى لها.


وللأسف ناقشنا كثيرا هذه الظاهرة ولم نخرج بشىء عملى يتم تطبيقه فى مثل هذه الحالات إنقاذا لأرواح لاعبينا، تماما كما حدث وتعاملوا مع ظاهرة بلع اللسان الذى أقمنا الدنيا ولم تقعد وأفردت الفضائيات المساحات الشاسعة والأوقات المميزة لمناقشة الظاهرة ثم أغلق الملف ولم نخرج بتوصيات تتحول إلى قرارات فورية، حتى أيقن الجميع فى كل مرة بأن ما يقال أو يطرح من مناقشات ما هو إلا مسكنات لتهدئة الرأى العام فقط ولكن لا ترقى إلى أكثر من ذلك.

وهنا لابد أن يتدخل المهندس حسن صقر لكى يناقش قضية الإغماءات المفاجئة لدى اللاعبين وإعادة قضية بلع اللسان والخروج بقرارات فورية من الجهة الإدارية مادام المسئولون عن الكرة فى سبات عميق ويبدو أنهم فى عالم آخر غير الذى نعيش فيه، لأنهم غير مهتمين إلا «بسبوبة» الفضائيات التى يسهرون فيها حتى الصباح والبيزنس الذى ملأ جيوبهم، وتضخمت عقولهم فلم يروا ما يحدث على البساط الأخضر ولا التزموا بما أعلنوا عنه أثناء تقدمهم للترشح على مناصبهم، فهل يكون الأمل الأخير فى حسن صقر لإصدار قرارات حاسمة بحتمية وجود كشف طبى دورى مرة أو مرتين فى الشهر للوقوف على صحة اللاعبين أم أننا نترحم على أبنائنا وننتظر سقوط الواحد تلو الآخر.. ووقتها لا نستطيع أن نصرخ، حتى لنقول: إلحقونا..!