جمعنى لقاء طويل مع الصديق شوقى غريب المدرب العام للمنتخب وتحدثنا فيه عن كل شىء، وعندما تطرق الحديث عن منتخب مصر واستعداده لمباراة الجزائر أحسست فى نبرات صوته بالحزن وشعرت بوجود مرارة فى حلقه مما يحدث فى وسائل الإعلام، وقال لى لمصلحة من يحدث كل هذا العراك على الفضائيات؟

وكيف تسمح وسائل الإعلام المصرية أن تنقل أخبارا وأسرارا من داخل صفوف الفريق وهى بذلك تكون عين الجزائريين دون أن تدرى؟ وهو ما يمكن أن يؤثر بالسلب على اللاعبين والجهاز الفنى، فقد وصلت الأمور إلى مداها من اتهامات وترويج شائعات وهو ما يعكس مدى الفوضى التى يعيشها الإعلام المصرى بسبب عدم وجود وازع من الضمير لبعض الأقلام،

وقال نريد أن نعمل فى هدوء من أجل تحقيق حلم هذا الوطن ويجب ألا يقترب الإعلام من صفوف الفريق وما يدور بداخله حتى لا نكون كتابا مفتوحا للفريق المنافس، وأقول للمدرب العام لا تعبأ بما يدور فى الوسط الإعلامى فقط نريد منكم أن تبتعدوا عن هذه الأجواء وألا تهتموا بما يقال على شاشات الفضائيات أو تكتبه الصحافة،

فقط يجب عليكم أن تركزوا فى مهمتكم الوطنية، فقد وصلت الأمور إلى نطقة الانفجار فى غياب رقابة الضمير وعدم وجود ميثاق إعلامى يحمى المنتخب والجماهير من أطماع بعض مثيرى الفتن فى البلدين ومروجى الشائعات والصيد فى الماء العكر، وهو الأمر الذى أدى إلى تصريحات جوزيف بلاتر وتناقلتها وسائل الإعلام الألمانية بالتصدى لأى تجاوزات تحدث فى المباراة خاصة من الجماهير المصرية والتى من الممكن أن تؤدى إلى توقيع أقصى عقوبات على الجانب المصرى والتى تصل إلى حرمانها من اللعب دوليا وهو التصريح الذى لم يلتفت إليه أحد فى مصر،

ولهذا أدعو جميع الإخوة الإعلاميين ألا ينجرفوا وراء المهاترات الجزائرية التى تريد أن تجرجر الجانب المصرى فى مغالطات من شأنها أن تؤدى إلى كارثة فى المدرجات وأن يتوقف أصحاب الإثارة وحملة المباخر والمتصيدون عن اللعب بالنار بحجة الدفاع عن الوطنية وكرامة المصريين.. يا عالم ارحمونا من مهازل الإعلام، رحمة بالجماهير المسكينة وحبا فى هذا الوطن الغالى.!