ماذا يحدث فى الوسط الرياضى؟ سؤال تملكنى وأنا أتابع مباراة الأهلى والجزيرة فى كرة السلة، والتى انتهت بأحداث مؤسفة من قبل الجماهير التى حطمت الصالة المغطاة بالنادى الأهلى ليس لسبب محدد إلا لأنهم تعودوا على إحداث حالات الشغب بغض النظر عن النتيجة، نعم..

أصبحت عادة لتلك الجماهير وعلامة مميزة فى كل لقاءاتهم، وهنا لا يعنينى نتيجة تلك المباراة أو غيرها، فهذه منافسة فيها الخاسر وفيها الرابح، إلا أن ما يحزننى هو الحالة التى وصلت إليها تلك الجماهير بمختلف انتماءاتهم، والمؤسف أن تنتقل هذه الأحداث المدمرة إلى اللعبات الأخرى بعد أن كانت فى السابق تقتصر على كرة القدم فقط.

والمتابع للأحداث يجد أن الجماهير أصبحت تمتلك حسا عدوانيا تجاه الآخرين فهى لا تشجع فريقها فقط، والكثيرون منهم لا يعرفون قوانين تلك اللعبات بل تتجه إلى أعمال العنف دون النظر إلى مستوى فريقها أو نتيجة مبارياته أو حتى ما يحدث فيها من فنيات، وهو ما يوضح حجم الكارثة التى نحن مقبلون عليها فيما بعد.

وللأسف فى كل مرة تعلوا الأصوات وتخرج التصريحات وسرعان ما تخمد النيران ويتطاير الرماد فى جميع الاتجاهات دون أن نخرج بنتيجة واحدة أو حل يعالج تلك الظاهرة، فالمتابع لهذه الفئة الجديدة من الجماهير يجد أنهم مجموعة من الشباب هو خليط من الطبقات المتناقضة فى مجتمعنا المصرى، والغريب أنهم يذوبون معا فى مشهد أشبه بمعارك الشوارع، كل شىء مباح فيها، الألفاظ الخارجة وأدوات القتال بكل أنواعها دون أن يكون هناك رقيب أو حسيب، وكل ذلك فى غياب من الضمير لدى المسئولين عن تلك اللعبات أو الملاعيب.

والغريب حقا أننا لم نجد رجل أمن واحدا فى مباراة السلة، كما لو كنا لم نتعلم الدرس، فقبل أسابيع ليست بالقليلة تم تحطيم نفس الصالة بعد مشاجرات بين جماهير الأهلى والزمالك فى كرة اليد ومازالت آثارها تؤلم جسد الرياضة لما تضمنته تلك المباراة من تجاوزات حتى طالت الأمن نفسه.

وبعد كل هذا، لابد وأن تكون هناك وقفة لإنهاء تلك المهازل وتحسين صورة الرياضة المصرية، وأنا أعلم بأن المسئولين عن تلك الاتحادات لن يحركوا ساكنا، ولهذا أطالب بتدخل المهندس حسن صقر «بصفته» لإصدار قرارات حاسمة لمن يتجاوز فى حق المنشآت العامة، ودراسة هذه الظاهرة نفسيا واجتماعيا لمعرفة ماذا يحدث لهؤلاء الشباب الذى أصبح عدوانيا بطبعه، وإذا لم يكن هناك قرار حاسم فبلاها رياضة و.. فضوها سيرة.