حاولت كثيرا فهم نظريات اتحاد كرة اليد فى تنظيم مسابقاته العديدة من المرتبط وحتى المحترفين مرورا بحسابات معقدة للنقاط التى تخضع للربع والثُمن والجزء من النقطة، ولكننى أعترف كغيرى من متابعى هذه اللعبة الشهيرة بأننى فشلت فى فهم النظريات المعقدة التى وضعها السادة المسئولون عن كرة اليد المصرية. والغريب، أن هادى فهمى رئيس الاتحاد ــ وهو أيضا غير مسئول عن وضع هذه النظريات ــ يطالب الجماهير بالزحف خلف الفرق لتشجيعها أملا منه فى محاولة عودة اللعبة لأحضان الشارع الرياضى.

وهنا أتوقف عند عدة ملاحظات أهمها؛ عدم انتظام الدوريات المحلية التى أسهمت فى إبعاد الجماهير عن متابعة الفرق وتشجيعها، وثانيها، العمل على إذاعة هذه المسابقات على شاشات التليفزيون كلعبة شهيرة كانت تتسلح بقاعدة من الجماهير العاشقة لها ولنجومها، وثالثها؛ خاص بالجماهير فكيف نطالبهم بالارتباط بهذه المسابقات وهى لا تعرف مسبقا حسابات المكسب والخسارة وترتيب الفرق فى ظل النظريات المعقدة لنظام قائم على «الفذلكة» غير المبررة؟.

وبدلا من تسهيل مهمة الجماهير فى تشجيع فرقها ومعرفة وضعه الطبيعى بين الفرق راح الاتحاد يضع أمامه العراقيل للهروب من جحيم التفكير واستخدام الآلات الحسابية عند متابعته لأى مباراة فى كرة اليد، ونسى أن هؤلاء الجماهير لا تريد أن ترهق نفسها فى مثل هذه الحسابات ويكفيها ضغط الحياة وغلاء المعيشة، ومصروفات المدارس واحتياجات الأبناء، ثم نطالبه فى فترات ترفيهه الوحيدة أن يستخدم عقله فى حل ألغاز كرة اليد، وهذا الأمر قد يؤثر بالسلب على زحف الجماهير لمتابعة كأس العالم للشباب، والذى سيقام بالقاهرة فى أغسطس القادم، فكيف نطالب جماهير مصر بالوقوف خلف منتخب بلاده ونحن نستخدم كل الطرق لإبعاده عن متابعة مسابقاته المحلية؟

أدعو اتحاد كرة اليد ــ وعلى رأسه المحاسب هادى فهمى ــ أن يعيد النظر فى هذه المسابقات المحلية حتى تنعكس بالإيجاب على المنتخبات الوطنية، ويعود الجمهور إلى مقاعده الطبيعية لنشر اللعبة مرة أخرى فى الشارع الرياضى بدلا من الفلسفة الزائدة و«الفذلكة» غير المبررة وحسابات النقاط بنظرية «الفيمتو نقطة».