عجيب أمر المصريين.. لا تحدث أزمة أومشكلة إلا ويتسابقون فيها لجلد الذات وكأنهم ينتظرونها لإخراج المساوئ وإلقاء الاتهامات على بعضهم البعض، فقد ظهرت على سطح الأحداث تقليعة جديدة بين رؤساء الأندية بتهافتهم على الاستعانة بحكام أجانب لإدارة مباراياتهم بغض النظر عن مستوى وقيمة المنافس. فقد كانت البداية مع «المصرى» عندما جاء بحكام أجانب لإدارة مباريات الزمالك والأهلى ثم الإسماعيلى مع الزمالك وسموحة مع الأهلى ثم الاتحاد الذى طالب بحكام لإدارة مباراته اليوم مع الأهلى ثم مباراة القمة المرتقبة بين الأهلى والزمالك يوم 31 من ديسمبر، وكأنهم أعلنوا العصيان على التحكيم المصرى، وللأسف دون أن تحرك لجنة الحكام ساكنا، أو تعترض على ما يحدث حتى ولو كان ذلك يسىء للتحكيم المصرى داخليا وخارجيا.

أعلم مسبقا أن لائحة اتحاد الكرة تتيح لأى نادٍ المطالبة بحكام أجانب بشرط أن يسدد مبلغ 15 ألف دولار مع موافقة رئيس الاتحاد وهذا حق الأندية، ولكن أن يتم طلب حكام فى كل مباراة بحجة أن التحكيم المصرى منحاز لنادٍ ضد آخر أو عدم التوفيق فى اختيارات اللجنة لطاقم الحكام الذى لديه انتماءات لأندية بعينها فهذا قمة الإهانة للتحكيم المصرى وبدلا من الوثوق فى حكامنا والاعتراف بامكاناتهم الفنية، اتفقنا جميعا على إهانتهم وذبحهم دون رحمة وهو ما يجعل الحكام أنفسهم يفقدون الثقه ويتذبذب مستواهم ولا أعلم بأى حق نفعل هذا فى حكامنا وكيف نفقد الثقه فيهم ونريد أن يثق فيهم الآخرون.

 ولكن تعالوا نناقشها بعيدا عن الأهواء، هل الحكام المصريون لديهم أخطاء قاتلة والحكام الأجانب معصومون من الأخطاء؟، وهل حكامنا تتعمد تلك الأخطاء والأجنبى حكيم فى قراراته؟، جميعنا شاهد ما حدث فى المونديال ودورى أبطال أوروبا الذى يقام حاليا وشاهدنا كم المهازل التى يتسبب فيها الحكام دون أن يعترض عليهم أحد ولا يهاجمهم مسئول، ونحن هنا نتفنن فى جلد أنفسنا وتعليق المشانق لحكامنا لمجرد أنهم أخطأوا، ولابد أن نقر ونعترف بأن أخطاءهم ليست متعمدة ولا هى بالخطورة التى يضيع بسببها مجهود فريق اجتهد طوال الموسم وأضاعه قرار من حكم، ولهذا أطالب سمير زاهر بإصدار قرار يعيد كرامة الحكام، ويحد من ظاهرة الحكام الأجانب فى كل مباراة، حتى ولو كانت اللائحة تتيح ذلك إلا أن كرامة التحكيم المصرى من كرامة الاتحاد، وإلا فلا تبحثوا عن أسباب عدم الاستعانة بالحكام المصريين فى البطولات الدولية والقارية، لأنه لو لم يتم احترام الحكام فى وطنهم فلا نطالب الآخرين باحترامهم والاستعانة بهم.