في مهب الريح - جمال نور الدين - بوابة الشروق
الأربعاء 15 مايو 2024 1:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في مهب الريح

نشر فى : الثلاثاء 11 مايو 2010 - 11:57 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 11 مايو 2010 - 11:57 ص

 أتابع بدقة ما يجرى على الساحة العالمية والخاص بصناعة البطل الأوليمبى، وكلما ازدادت معرفتى بأساليب الدول الكبرى فى هذا الشأن اصابتنى الحسرة وزاد بداخلى الألم وتضخمت المرارة، فقد بدأ العالم منذ انتهاء أوليمبياد ببكين عام 2008 خطة إعداد اللاعبين للدورة القادمة فى لندن 2012، نعم هذا ما حدث فى الدول التى تعرف معنى صناعة الأبطال، وتعمل على رفع علم بلادها عاليا فى هذا العرس، هذا هو الهدف الذى يسعى من أجله الجميع، ويبدو أن الكل يعمل فى وادٍ ونحن فى مصر لنا أهداف أخرى ليس من بينها صناعة بطل نعرف مسبقا مستواه وموقعه بين الأبطال العالميين بالأرقام، لأننا مازلنا نبحث عن اللجنة التى تم تشكيلها ونتحسس ما تفعله والنتيجة أننا نكتشف فى النهاية أن الأمور تأتى بالصدفة، فإذا ظهر من يحرز ميدالية فلابد وأن تعود إلى اجتهاد اللاعب والصدفة التى تلعب فيها قرعة المنافسات عاملا مهما وهو ما حدث للأبطال المصريين فى أوليمبياد أثينا والذين لم يظهروا بعد ذلك لا فى بطولات عالمية ولا أوليمبية.

وقد أسعدنى الحظ عندما كنت فى المغرب عام 2003 وطلبت من المسئولين هناك أن أزور معهد الأطر لألعاب القوى وهو بالمناسبة مثل المركز الأوليمبى بالقاهرة ويوجد هناك معهدان لصناعة وإعداد الأبطال فى ألعاب القوى، ودار حوار طويل بينى وبين بطلين من العيار الثقيل ومدرب الأول هشام القروج الذى كان فى معسكر استعدادا لإحدى البطولات العالمية التى كان سيخوضها بعد شهر والثانى هى البطلة الأوليمبية نزهة بدوان، أما المدرب فقد كان الأسطورة «عزيز داوده» وهو مثل الجوهرى هنا فى مصر.

وبعد أن تجولت فى هذا المعهد وسمعت من هؤلاء الأبطال الحقيقيين ترحمت على ما يحدث فى مصر فالاحتراف الذى يعيشه هؤلاء لا نعرف عنه شيئا، البطل هناك يعيش فى معسكر بهذا المعهد يأكل ويشرب ويتدرب ويستقبل أصدقاءه وأسرته كما يشاء فى حدود المسموح له، وفى غرفته كل ما يحتاجه من أدوات رياضية وأيضا أدوات للتسلية، لحظتها ترحمت على ما يحدث عندنا وما نرفعه من شعارات، فلا المركز الأوليمبى مجهزا لصناعة الأبطال ولا اللجان التى تشكل تستطيع رسم سياسات وسوف تأتى أوليمبياد لندن لنقول نفس الكلام وتصبح الرياضة المصرية فى مهب الريح لنعود من أول السطر ونقول...!

جمال نور الدين كاتب صحفي رياضي تولى منصب نائب رئيس مجلة الإذاعة والتلفزيون وساهم في تأسيس القسم الرياضي في صحيفة الشروق له العديد من البرامج الرياضية الإذاعية والتليفزيونية التي كان لها صدى جماهيري وتأثير كبير في الوسط الرياضي ..شارك في تغطية العديد من البطولات العالمية والدولية وحصل على جوائز في التفوق الصحفي أخرها جائزة نقابة الصحفيين المصرية عام 2007.
التعليقات