«إذا لم تستح فافعل ما شئت» هذا المثل ينطبق تماما على حال الفضائيات الرياضية وما يحدث فيها من تجاوزات وخناقات على الهواء وأمام ملايين المشاهدين حتى أصبحت خلافاتهم الشخصية قضايا رأى عام وتدنى إسلوب الحوار هو العلامة الرئيسية فى أى برامج رياضية دون رقيب وحسيب أو حتى ميثاق شرف يكون دستورا على أفعالهم حتى تاهت القضايا وسط أغراضهم الشخصية وقد زادت حدة التوتر والعصبية لتنتقل معاركهم إلى الجماهير ليصبحوا مصدرا رئيسيا لزيادة التعصب وبدلا من أن تكون هذه الفضائيات منبرا لتعليم قواعد الثقافة الرياضية والحب والانتماء للفرق الرياضية دون التجريح فى المنافسين أصبحت مصدرا للخلافات ومساعدا لكل ألوان التعصب والمشاجرات.

وما يحدث الآن على الهواء شىء يدعو للحزن والقلق وينذر بالخطر وهى الوسيلة الأكثر تأثيرا على الجماهير، وللأسف هذه الكارثة أبطالها ليسوا من أسرة الإعلاميين الذين تعلموا مبادىء الإعلام ولم يعرفوا يوما بأن هناك ميثاق شرف لابد أن يلتزم به كل من يعمل فى الحقل الإعلامى، وفى السنوات الأخيرة فئة من اللاعبين وبعض الصحفيين الذين اتخذوا الشاشة الرياضية وسيلة سريعة لشهرة البعض منهم وبقاء البعض الآخر على الساحة فأخذوا يتصيدون الأخطاء ويشيعون الفتن لجذب الجماهير وفرد العضلات ومن لم يصدقنى فليقل ما ذنب المشاهد فى بث ألفاظ وإدارة معارك من شأنها العقاب إذا كان هناك من يحاسب ويعاقب، وكانت أشهرها معركة علاء صادق مع مدحت شلبى على شاشة مودرن ولا حتى أحمد شوبير الذى يتفنن فى إدارة معاركه مع كل من يعارضه وكان أشهرها مع خالد الغندور، ولا حتى الأسلوب الذى ظهر من خلال خلافات محمد شبانة وكريم حسن شحاتة والذى وصل بهما الحوار المتدنى إلى نقل هذه المعركة إلى المواقع الرياضية بكل أساليب السب والقذف والتشبيهات التى لا يمكن أن نتصور فى يوم من الأيام أن نسمعها فى الوسط الرياضى.

ويبدو أن قضية الإعلام الرياضى أصبح ليس لها أب ولا يوجد لديها رقيب ولهذا أدعو أنس الفقى ومحمود محيى الدين إلى وضع حد لهذه المهازل حتى ننقذ المشاهد المصرى من مدعى الشهرة ومروجى الشائعات وأصحاب المصالح..!