يبدو أننا أصبحنا ندمن البقاء فى جو ملىء بالشجن ونبحث عما يثير الغضب، فبعد كل إخفاق نجد من ينصب الخيمة الجنائزية ويحث الشارع الرياضى على البكاء بعد أن يصدر له حالات التشاؤم، وللأسف هناك من أصحاب الأقلام التى لا تعترف بمواثيق العمل الإعلامى من ينفخ فى النار لتشتعل أكثر وتصيب الشارع الرياضى بحالة هياج مستمرة جاهزة للانفجار فى أى إخفاق رياضى، وما حدث بعد الخسارة فى مباراة مصر والجزائر لا يصدقه أحد، حيث انفجرت براكين الغضب فى وجة الجميع وأصبح من كانوا يحملونه على الأعناق بالأمس القريب هو نفسه المتهم بكل أنواع الاتهامات والعجز عن قراءة المباريات والضعف فى قيادة المنتخب.
وهى النغمة التى ينشدها البعض فى سبيل البحث عن دور فى مولد الهجوم على مولانا الشيخ حسن، هو نفس السيناريو الذى حدث للجوهرى بعد فوزه ببطولة أفريقيا فى بوركينا فاسو، نفس الكلام ونفس الاتهامات ونفس المطالب أطلقها حملة اليأس وأصحاب المصالح فى توقيت صعب.
فقد انطلقت الآن حملة إقالة الجهاز الفنى والبحث عن خبير أجنبى، وكأنها نهاية المطاف مع أن الفرصة ما زالت أمامنا ولكن يجب استغلالها والتمسك بها دون يأس أو استسلام، وللأسف يأتى هذا الهجوم فى الوقت الذى يخوض فيه المنتخب الوطنى منافسات كأس القارات والذى انطلقت أولى مبارياته أمس ومهد البعض الشارع الرياضى بالرضا فى حال هزيمة المنتخب أمام البرازيل ثم إيطاليا وأمريكا بعدد وافر من الأهداف ولم يكتف البعض بهذا بل شبه المنتخب المصرى بحصالة المجموعة وأنه أضعف الفرق فيها وهو الاتهام الذى من الممكن أن يؤدى إلى ردود أفعال سلبية على اللاعبين واهتزاز فى إمكانات الجهاز الفنى الذى صدر السعادة من قبل، ولكن ادعوا الجميع للوقوف خلف المنتخب مهما كانت نتائجة حتى نستطيع أن نتجاوز العقبات التى تواجهنا ونحقق حلمنا فى كأس العالم بجنوب أفريقيا شريطة الفوز فى جميع المباريات المقبلة أمام رواندا وزامبيا والجزائر وهذا ليس مستحيلا ولكن عندما يتكاتف الجميع من أجل تحقيق هذا الحلم المؤجل منذ ثلاثين عاما... ادعوا معنا!