● لم أكن أنتوى الحديث فى أمر عدم تجديد تعاقد الأهلى مع أحمد حسن وذلك حرصا منى على عدم إزاحة الرماد عن نيران مشتعلة، ولكن استفزتنى تصريحات البرتغالى مانويل جوزيه فى مؤتمره الصحفى صباح الأربعاء الماضى، وشعرت بمرارة شديدة فى كلمات الصقر خلال حواره مع مدحت شلبى ليلة الخميس.

● وبداية لم تقنعنى كلمات جوزيه التى ساقها فى حديثه عن أسباب قراره بعدم التجديد للاعب فأنا على علم بأن الاستغناء عنه لم يكن لسبب فنى أو لكبر سنه أو لأن اللاعب عامله بطريقة سيئة، وأنا لم أفهم التصريح الأخير حتى الآن، وان كان تفسيرى الوحيد للمعاملة السيئة «أن يكون اللاعب وعد مدربه ان يقابله على كوبرى قصر النيل الساعة 12 الضهر وضربوا بمبه» واعتقادى ان السبب الحقيقى لعدم تجديد عقد لاعب بحجم وقيمة أحمد حسن كان وراءه كثيرون داخل النادى مستقبلهم يهدده وجود اللاعب داخل القلعة الحمراء خاصة بعد أن ينهى مشواره الكروى ويعلن اعتزاله، وسبب آخر استغله القائمون على إدارة النادى وجوزيه نفسه فى استبعاد اللاعب وتشويه صورته أمام جماهير الفريق، وهو الإعلان عن مفاوضاته مع الزمالك والتوءم حسن للانتقال إلى ميت عقبة قبل أسابيع من حسم اللقب والاحتفاظ به.

● وهو خطأ قد لا تغفره الجماهير للاعب يعرف قيمة النادى الذى يلعب له محليا وعربيا، وهو تصرف قد يلام عليه فى ظل حالة الاحتقان بين جماهير الناديين من ناحية وجوزيه والتوءم من ناحية أخرى فى هذا التوقيت، ولكنه ليس سببا مقنعا للاستغناء عن اللاعب وعدم التجديد له، فأنا أعلم وأنت تعلم عزيزى القارئ أن هناك حالات مشابهة أقدم عليها لاعبون فى الأهلى حاليا عاد أغلبهم من رحلة احتراف فاشلة وعرض عليهم اللعب للزمالك وكانت مفاوضاتهم مع مسئولى الأبيض «على عينك يا تاجر» ومع ذلك تم التعاقد معهم خشية رحيلهم إلى ميت عقبة، وحققوا أعلى استفادة مادية فى عقودهم مع الأهلى جراء تفاوضهم مع الزمالك.

● واعتقادى أن جوزيه قد خانه التعبير حين قال لسنا مجبرين على التعاقد مع لاعب عمره 37 عاما، وهو هنا يناقض نفسه فهناك لاعبون كثيرون داخل الفريق قاربوا على تخطى هذه السن وبدنيا أقل من أحمد حسن وتم التجديد لهم، وهى نغمة قديمة «قوى» لا مجال لها حاليا فى دنيا الاحتراف التى لا تعترف بسن اللاعب ولكن بالجهد والعطاء داخل الملعب، خاصة أن جوزيه كان يدفع باللاعب فى أوقات حاسمة خلال مباريات الفريق بعد عودته من الإصابة.

وقد يكون اللاعب خسر بعدم التجديد له، ولكن خسارة الأهلى أكبر فى لاعب سيتوج بعد أشهر قليلة بلقب عميد لاعبى العالم، وكادر إدارى عالى المستوى عقب اعتزاله.

● ولدى قناعة بأن أحمد حسن قادر على العطاء لسنوات مقبلة وإحداث الفارق فى أى فريق يلعب له سواء كانت وجهته القادمة محلية أو خليجية وهو يملك قدرة القيادة داخل وخارج الملعب.

● وكنت أتمنى أن يعى المسئولون فى النادى الكبير هتاف جماهيرهم «مش حيمشى.. هو يمشى»، وتمنيت خروجا آمنا للاعب من القلعة، دون تجريح فى كابتن وقائد منتخب مصر المتوج بكأس الأمم الأفريقية أربع مرات، ولكنه لم يحدث، وبالفعل عندك حق يا صقر هتاف الجماهير لك فى مباراة المقاصة أفضل من «تورته» جوزيه وإدارة الأهلى.

أخيرا: حسنى عبدربه «أنت حر» لا داعى لاستجداء عطف إدارة الاسماعيلى، واللعب على وتر الجماهير، «من الآخر مفيش فلوس فى الإسماعيلية.. شوف مستقبلك «يابيض.. ياحمر».