كشف حساب بعثة مصر فى ريو دى جانيرو: التتويج «له ألف أب».. والفشل «لقيط مجهول النسب» - شريف عبد القادر - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 7:49 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كشف حساب بعثة مصر فى ريو دى جانيرو: التتويج «له ألف أب».. والفشل «لقيط مجهول النسب»

نشر فى : الجمعة 26 أغسطس 2016 - 9:15 م | آخر تحديث : الجمعة 26 أغسطس 2016 - 9:42 م
- برونزيتا إيهاب وسارة مصادفة حالفها التوفيق.. ميدالية هداية تم التخطيط لها.. ونتائج منتخب اليد ومحيلبة وبكر والجزيرى فشل إدارى وفنى

- «نتوقع المنافسة على ميدالية» كلمة مطاطة يستخدمها مسئولو الاتحادات للهروب من مسئولية الإخفاق أمام جمعيات عمومية مسلوبة الإرادة

- من المسئول.. الوزير أم اللجنة الأوليمبية أم الاتحادات؟.. سؤال ننتظر الإجابة عنه منذ فضية رشوان فى لوس انجلوس 1984

- إهدار المال العام اتهام موسمى كل أربع سنوات بلا مستندات تدعمه

- الإعلان عن صرف 13 مليون دولار على إعداد 120 لاعبا للوصول إلى ريو دى جانيرو زاد من طموح المصريين بالحصول على 20 ميدالية أوليمبية

- بريطانيا صرفت 384 مليون جنيه استرلينى لتحصل على المركز الثانى بـ67 ميدالية متنوعة.. والكندية أريكا وايبى عادت بذهبيتها إلى مونتريال بدون مسئول

- المشاركة بأكبر بعثة فى تاريخنا الأوليمبى بهدف دعم مصر سياسيا واقتصاديا وسياحيا وأمنيا رسالة إيجابية.. و«علم» حمادة وتصرف الشهابى رسالة سلبية

- مشروع البطل الأوليمبى حلم جميل.. حولته المحسوبية والشللية والمجاملات ولعبة المصالح إلى وهم كبير

- سؤالى فى المؤتمر الصحفى للوزير واللجنة الأوليمبية والاتحادات.. ماذا عن خطط الإعداد لطوكيو 2020
فارق كبير عزيزى المواطن المصرى، بين من يتأهل للأوليمبياد كبطل للعالم أو مصنف عالميا وبين من يتأهل كبطل للقارة الأفريقية أو من حقق رقم التأهل، أو من يسافر ببطاقة دعوة.

فارق كبير ان تذهب إلى الأوليمبياد ومخطط لك الحصول على عدد محدد من الميداليات، وان تذهب بوعد «مطاط»، نتوقع المنافسة على ميدالية.

فارق كبيرأن تصرف مصر 13 مليون دولار على إعداد 120 لاعبا تعلم ان 90% منهم حضروا بحثا عن تمثيل مشرف، وان تصرف بريطانيا 384 مليون جنيه استرالينى لتحصل على المركز الثانى بـ67 ميدالية أوليمبية متنوعة خطط لها منذ أتلانتا 1996.

فارق كبير ان ينتظر المسئول حصول لاعب على ميدالية للظهور فى الصورة كأب شرعى للتتويج وبين ان يختفى عن المشهد عقب الفشل وكأنه «لقيط مجهول النسب».

فارق كبير ان يحاسب المسئول عن الاخفاق على صفحات الجرائد وعبر الفضائيات دون محاسبته من لجان فنية محايدة، وبين ان تطلب الحكومة الصينية من الاعلام عدم التحدث عن الاخفاق فى ريو وان هناك لجانا ستحاسب المسئولين عن تراجع النتائج واحتلال المركز الثالث برصيد 70 ميدالية أوليمبية.

فارق كبير ان يتم توجيه الصرف المادى على 24 لعبة فتكون المحصلة ثلاث برونزيات فى لعبتين فقط، وبين جاميكا التى تركز على سباقات العدو للمسافات القصيرة وتحقق 11 ميدالية متنوعة.

بالفعل الفارق كبير، بين من يخطط بأسلوب علمى وفنى طويل المدى هدفا للصالح العام والوصول إلى منصة التتويج فى العرس الأوليمبى، وبين اتحادات شاخ مسئولوها فى مقاعدهم، رغم بند الثمانى سنوات الذى أفشله «المحلل»، وبفعل انتخابات هزلية لا تفرز الأصلح دائما، يصوت فيها جمعيات عمومية عرف أغلبها بعمومية «الكباب والكفتة» يبحث اعضاؤها عن مصلحة شخصية يمنحها المجلس المنتخب، برئاسة اوعضوية لجنة أو منطقة أو سفرية.

فحين تسأل رئيس اتحاد أو عضو مجلس إدارة قبل الأوليمبياد ما هو عدد الميداليات التى ستنافسون عليها؟ يأتى الرد سريعا ودون تفكير، نتوقع المنافسة على المراكز من 4 إلى 8 ولو حالفنا التوفيق سنحصل على ميدالية، وهو ما يؤكد غياب التخطيط وفق أهداف محددة ومعايير فنية وعلمية مسبقة فى أغلب الاتحادات الرياضية، والبحث عن مصلحة شخصية وشو اعلامى بالظهور مع لاعب حقق بطولة أو لقب أو ميدالية، وهنا يحضرنى قصة اللاعبة الكندية اريكا وايبى الحاصلة على ذهبية وزن 75 كجم فى المصارعة، والتى قادتها «المصادفة والفهلوة» للجلوس بجوارى على الطائرة فى رحلة العودة من ريو دى جانيرو إلى ساو بالولو، وسالتها «فين رئيس البعثة؟ قالت سافر، وفين رئيس الاتحاد؟ قالت هى سافرت، وفين مدربك أو باقى زملائك؟ قالت جزء منهم عاد إلى كندا والباقى سيلحق بى على طائرة اخرى، سألتها هل تم الاحتفال بك؟ قالت زملائى احتفلو بى فى القرية الأوليمبية، والاعلام الكندى اهتم كثيرا بذهبيتى، وهل سينتظرك مسئول فى المطار؟ قالت اعتقد لا، اقاربى فقط، وماذا عن المكأفأة المادية؟ قالت هذا الامر لا يشغلنى انا سعيدة بميداليتى الأوليمبية فقط، وهذه القصة أهديها لهواة الشو الاعلامى.

وبالعودة إلى منافسات ريو دى جانيرو، كانت التوقعات كلها تشير إلى المنافسة على 8 ميداليات تقريبا، حسبما قال وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز ورئيس اللجنة الأوليمبية هشام حطب، وقبل انطلاق الأوليمبياد فقدنا ميدالية مضمونة باستبعاد ايهاب عبدالرحمن بطل رمى الرمح بسبب المنشطات، وميدالية متوقعة لمصطفى الجمل بطل المطرقة بسبب الإصابة، ومع انطلاق الأوليمبياد حصلنا على برونزيتى رفع الأثقال لسارة سمير فى وزن 69 كجم ومحمد ايهاب فى وزن 75 كجم، ثم فقدنا ميدالية «الرامى» عزمى محيلبة المصنف ثالث عالميا بعدم تأهله إلى الدور النهائى وتحقيقه المركز الـ11 فى منافسات الاسكيت، وضاعت ميدالية ثانية بإخفاق الملاكم المخضرم حسام بكر المصنف الثالث عالميا فى الوصول إلى الدور نصف النهائى بخسارته فى دور الثمانية امام ملاكم مكسيكى مغمور ليهدر اسهل فرصة للتتويج فى ريو بعدما جنبته القرعة مواجهة ابطال العالم فى الادوار الاولى بمواجهة بطل موريشيوس فى دور الـ32 ومواجهة بطل الكاميرون فى دور الـ16 ثم المكسيكى فى دور الثمانية، ثم جاءت ميدالية البطلة هداية ملاك «من السماء»، وهى الميدالية الوحيدة التى خطط لها وتم تحقيقها وكانت لديها فرصة مؤكدة للمنافسة على الميدالية الذهبية لولا الحرص الزائد من مدربها الاسبانى فى مباراة الدور قبل النهائى التى خسرتها بالنقطة الذهبية امام بطلة اسبانيا.

وتنافس ثلاثة لاعبين على الميدالية الثامنة «المتوقعة»، وهم رمضان درويش فى الجودو والذى ودع المنافسات من دور الـ16، وشيماء خلف التى حلت رابعة فى منافسات الوزن المفتوح لرفع الاثقال، واخيرا عمر الجزيرى الذى جاء فى المركز الـ23 فى منافسات الخماسى الحديث، وحاول من بعيد علاء ابوالقاسم صاحب فضية لندن فى منافسات السلاح، والذى كان بعيدا عن الترشيحات الا ان فوزه فى دور الـ32 على بطل التشيك زاد من توقعنا بحصوله على ميدالية الا انه خسر فى دور الـ16 امام بطل ايطاليا.

والمؤكد ان هناك لاعبين ذهبوا إلى ريو وعادوا إلى القاهرة ولم نشعر بهم، وباتت جملة، «ودع اللاعب أو المنتخب المصرى منافسات.....» هى الجملة التى تتصدر الرسالة اليومية من ريو، وجاءت نتائج بعض اللاعبين مخيبة جدا وفى مراكز متأخرة غير متوقعة، خاصة فى الخماسى الحديث وألعاب القوى والجودو والسلاح والملاكمة والمصارعة والسباحة، ونتائج متوقعة كالكرة الشاطئية والدراجات والتجديف والشراع والقوس والسهم وتنس الطاولة والجمباز الفنى.

والحديث عن منتخب كرة اليد بطل افريقيا يطول، فكنا نظن انه احد المنتخبات المرشحة للوصول إلى دور الثمانية على الاقل، ولكنه أهدر كل الفرص التى اتيحت له، بنتائجه المخيبة للآمال والخسارة فى ثلاث مباريات وفوز وحيد وتعادل وحيد، بدأت بالخسارة امام سلوفنيا بفارق هدف فى الثوانى الاخيرة ثم الفوز على السويد بفارق هدف فى الثوانى الاخيرة، ثم الخسارة الساحقة امام بولندا، ثم تعادل مع البرازيل بعدما كان متقدما حتى قبل النهاية بفارق هدفين، ولاحت له فرصتان للتأهل فى حال فوزه على ألمانيا فى آخر مبارياته بعد خسارة بولندا امام سلوفينا وخسارة البرازيل امام السويد، أضعف منتخبات المجموعة، الا ان لاعبينا وجهازهم الفنى فرطوا فى الفرصة بالخسارة امام ألمانيا 25 / 33.

اما منتخب الطائرة بطل افريقيا ايضا، جاء حضوره إلى ريو بمنطق «ليس فى الإمكان أبدع مما كان».

وهناك لعبات حقق فيها لاعبونا مراكز متقدمة كالرامية عفاف الهدهد التى حققت المركز الخامس فى منافسات 10 م مسدس هواء، وزميلها أحمد قمر المركز الخامس فى «الحفرة terip»، وشيماء خلف فى منافسات الوزن المفتوح لرفع الاثقال بتحقيقها المركز الرابع، وزميلها رجب عبدالحى الذى حل خامسا فى منافسات وزن 95 كجم، اضافة إلى السباحة فريدة عثمان التى حلت فى المركز الـ12 لمنافسات 100 متر فراشة، وزميلها مروان القماش الذى حل فى المركز الـ16 لمنافسات 400 متر حرة برقم عربى وافريقى جديد.

وبعيدا عن حملة الهجوم المبرر إلى حد كبير، والتى يتعرض لها المسئولون عن الرياضة المصرية حاليا، فيما يشبه الاوكازيون الذى يتم كل اربع سنوات عقب كل اخفاق أو فشل فى دورة أوليمبية، والتى اعتقد انه لا طائل من ورائها سوى مزيد من الاخفاق والفشل، طالما اننا لم نجب عن السؤال الذى تبدو اجابته صعبة منذ فضية محمد على رشوان فى منافسات الجودو بأوليمبياد لوس انجلوس 1984، من المسئول عن هذا الاخفاق؟، هل هو الوزير المختص ام اللجنة الأوليمبية التى اكد لى رئيسها هشام حطب ان دورها تنسيقى ادارى فقط، وهو ما أكده لنا حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، ام المسئول هو الاتحادات الرياضية التى يتمنى المسئولين فيها تأخر صدور قانون الرياضة الجديد حتى يتم التمديد لهم فى مواقعهم سنة جديدة. والسؤال الأهم من المنوط به محاسبة الاتحادات الفاشلة؟ هل هو مجلس النواب الذى قال لى احد اعضاء وفده ان حضورهم إلى ريو بهدف مؤازرة اللاعبين فقط، أم كما قال لى حسن مصطفى ايضا، ان المسئول عن محاسبة الاتحادات هم اعضاء الجمعية العمومية، ولكن ردى عليك يا دكتور، كيف لجمعيات عمومية مسلوبة الارادة ان تحاسب مجالس ادارات انتخبتم اغلبهم، بـ«أكلة كباب وكفتة».

بالفعل كنا مع الدعوة لإيصال رسالة للعالم، انه فى ظل الظروف التى نمر بها بعد ثورتين وازمة اقتصادية وتأثر السياحة بالإرهاب الذى نحاربه فى سيناء، جاء تأهلنا إلى ريو بأكبر بعثة رياضية فى تاريخ مشاركتنا الأوليمبية، ولكن جزءا من الرسالة جاء سلبيا بالنتائج المخيبة للآمال، وعلم حمادة طلعت فى الافتتاح، وسوء تصرف إسلام الشهابى، وهو التصرف الذى أثر سلبا على نتيجة التصويت لآية مدنى فى انتخابات لجنة شئون اللاعبين باللجنة الأوليمبية الدولية كما اكد لى مسئول بالبعثة.

وأخيرا.. حتى لا نظل نبكى على اللبن المسكوب، سؤالى إلى وزير الشباب والرياضة والمسئولين فى اللجنة الأوليمبية ورؤساء الاتحادات فى المؤتمر الصحفى الذى اعلن عن انعقاده الاسبوع الحالى، ما هى خططكم لطوكيو 2020، وهل سيظل الهواة ورافعى شعار انا اعمل متطوعا هم من يديرون العمل الرياضى الاحترافى، وهم المسئولون عن مشروع البطل الاوليمبى الذى أفسدته المحسوبية والشلالية والمجاملات؟.
شريف عبد القادر كاتب صحفي وناقد رياضي
التعليقات