الفزاعات.. والشماعات - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 1:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفزاعات.. والشماعات

نشر فى : الإثنين 16 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

كثيراً ما قلت ذلك لإخوان السلطة «أخرجوا مبارك الذى فى رؤسكم». دأبت الجماعة خلال فترة وجودها فى السلطة سواء كشريك بالبرلمان أو كمهيمن بالرئاسة أن تركز جهودها وتحشد المجتمع نحو عدو اسمه نظام مبارك. حاولت الجماعة أن تستبقى شبح النظام ليظل فزاعة تهدد بها المجتمع، كما كان الإخوان قبل ذلك فزاعة يهدد بها نظام مبارك الجميع. لكن مع مرور الوقت الفزاعة تحولت إلى شماعة. تعطل كل شىء إلا محاولات النيل من بقايا هذا النظام، وتطويع ما يمكن تطويعه، واستبدال الولاءات دون اكتراث لا بمشروع الثورة ولا بأولويات المواطنين.

كلما تحتاج مثالا على ذلك عد إلى لحظة القبض على القيادى الإخوانى فريد إسماعيل، كان عضوا بارزا فى مجلس الشعب المنحل، وعندما جاءت القوات للقبض عليه فى الشرقية قبل أسابيع، قال لهم وكأنه يعايرهم: «مطمرش فيكم اللى عملناه علشانكم.. ده إحنا اللى زودنالكم مرتباتكم ومرضيناش نعمل هيكلة للشرطة».

شماعة نظام مبارك أو «الفلول» ظلت مشهرة فى كل الأحوال، حين تعارض مرسى يقولون لك: «عاوز شفيق يرجع».. وحين تقف ضد الهجوم على القضاء يقال لك: «واقف مع أحمد الزند»، وحين تعترض على خرق القانون بإجراءات استثنائية يردون عليك: «عاوز مبارك يخرج».

اليوم يعود الإخوان فزاعة وشماعة، يُرد عليك فى كل مرة بأقوال مشابهة مع تغيير المسميات، حتى يقول لك أحدهم «عاوز محمد مرسى يرجع»، وهو يعرف شخصيا أنى عارضته منذ كان مرشحا ومجرد رئيس محتمل.

لا يزعجنى هذا الجدل الذى لا طائل منه سوى ملء فقرات البرامج الحوارية بأحاديث باتت تشبه النميمة، وإنما بتوجيه الحكومة طاقتها لمكافحة الإخوان، وكأنها أولويتها الأولى، التى يمكن للمواطنين أن يغفروا من أجلها أى تقصير.

الأصل أن تضع الحكومة القواعد الكاملة لضبط العملية التعليمية، بإشراف حقيقى وليس شكليا على المدارس الخاصة، جميع المدارس الخاصة، ومكافحة تسييس الحصص بإجراءات عمياء تأخذ الإخوان فى طريقها لكنها لا تبقى آخرين يمارسون السياسة فى المدارس، وأن تضع القواعد لضبط المنابر وليس فقط لمنع منابر الإخوان، لوقف تحزيبها تماما، لا فارق هنا بين خطيب يدعو على من يصفهم بـ«الانقلابيين» وخطيب يتعامل مع مواطنين معارضين بفقه الخوارج.

الأصل أن تفحص وزارة الشئون الاجتماعية ملفات جميع الجمعيات المتورطة سياسيا، والتى تمارس نشاطا دعويا ودينيا دون إشراف من الأزهر أو الكنيسة وتتلقى تبرعات وتؤثر فى المجتمع دون ضبط كامل، وأن تضع الضوابط التى تمنع تكرار مخالفات كتلك، لا أن تنشغل فقط بحالة اسمها حل جمعية الإخوان.

أخرجوا الإخوان من رؤوسكم قليلا، اتركوا من تورط فى جريمة يواجه مصيره، ومن لم يتورط يتدبر حاله لعله يراجع مواقفه ويكتشف أخطاءه، طبقوا القانون على الجميع وفقط.

وعندما تخلى الحكومة المساحة التى تشغلها الإخوان فى عقلها، ستجد لديها من الطاقة لتفكر وتعمل وترتب الأولويات، لتفهم أن حل جمعية الإخوان مهم فى إطار القانون، لكن أموال المعاشات وحقوق المتقاعدين أهم، إعادة ترتيب أوضاع اتحاد العمال مهم، لكن حل المشاكل العمالية أهم، القبض على المطلوبين من الاخوان والتحقيق معهم مهم، لكن إصلاح الشرطة وإعادة هيكلتها أهم.

أخرجوا الإخوان من رؤوسكم قليلا.. ولا تبقونا أسرى الفزاعات والشماعات.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات