اليوم تبدأ جلسة الاستماع بلجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم والخاصة بأحداث مباراة مصر والجزائر، وبغض النظر عن تلك العقوبات التى لن تصدر اليوم ولن تزيد على الغرامات المالية ولن تتعدى مبلغ الـ30 ألف جنية استرلينى، ولكن ما أصابنى بالحسرة وارتفاع الضغط وحرق الدم هو الحالة التى وصل إليها الإعلام فى البلدين فلا أعفى أحد الجانبين على حساب الآخر وإنما إذا كانت هناك محاكمة فلابد وأن تتم محاكمة كل من شارك فى مثل هذه المهزلة التى وضعتنا فى قفص الاتهام وجعلتنا نذهب إلى الفيفا لتبرير مواقفنا والدفاع عن أنفسنا، بسبب مصالح خاصة وأغراض شخصية جميعها ينصب فى بؤرة زيادة الشغب وبث روح التعصب لدى جماهير البلدين،

بل الأكثر من هذا تولد حالة الاحتقان بينهما، فكم طالبنا من خلال صفحات «الشروق» بالتهدئة وعدم السير فى اتجاه اشعال نار الغضب والنفخ فى نيران التعصب وازدياد حالة الكراهية التى بثها عدد من القنوات التليفزيونية والصحف الخاصة والمواقع الإلكترونية هنا وهناك، وجميعها لا تعفى من المسئولية، فقد استغل مثيرو الفتن ومروجو الشائعات ومحدودو الفكر وعديمو المعرفة بمواثيق الشرف الإعلامى حالة الاحتقان الموجودة بين مصر والجزائر «رياضيا» ليزيدوا من تصاعد حدة التوتر وزيادة نار الحقد والكراهية بين شعبين لمست بنفسى مدى التفاهم والتقارب بينهما فقد زرت الجزائر عدة مرات ولى أصدقاء أعتز بهم ومع هذا جاءت قلة لتقطع حبال الود وتمزق شعيرات الدم بيننا.

نعم لا تعنينى عقوبات الفيفا، ولا أى آثار جانبية تحدث جراء هذه القضية الشائكة ولكن لى مصلحة فى هذا الوطن، ولدى حلم أتمنى تحقيقه وهو أن نعود كما كنا ليس بيننا حزازيات أو نجرى وراء شياطين الإنس الذين أوقدوا النيران وأشعلوا فتيل الكراهية بين الجميع.

نعم هذا هو الواقع المر الذى تسبب فيه قلة من الإعلاميين الذين دأبوا على إثارة الفتن والبحث عن فضيحة، لا أعفى أحدا من المسئولية فقد أريد أن يحاكم كل من تسبب فى مهزلة أحداث مصر والجزائر نفسه قبل أن يحاكمة التاريخ لما فعله فى حق هذين البلدين سواء فى مصر أو الجزائر، الكل شركاء.. فهل تعلموا الدرس؟!
Gnour@shorouknwes.com