جاءت ردود الأفعال متباينة تعقيبا على مقال الأسبوع الماضى والذى تناولت فيه أزمة نادى الزمالك وتأكيدى على أنه ليس النادى الذى يأتى عليه اليوم لكى يمد مسئوليه أيديهم لإنقاذه من أزمته، وهو الكيان العريق الذى يمثل جزءا من تاريخ مصر الرياضى، ومع أن الآراء التى جاءتنى عن طريق أصدقائى من داخل النادى أو من تعليقات القراء كانت مختلفة ما بين مؤيد ومعارض لما طرحته،

إلا أننى مازلت مؤمنا بأن الزمالك يمتلك أكثر مما يمكن أن يجمعه من تبرعات، ومهما اختلفنا على شكل تلك التبرعات إلا اننى طرحت تساؤلا واحدا فى المقال عن مصير المول التجارى الذى تم تقديم دراسته منذ أكثر من خمس سنوات إلا أن هذه الدراسة ذهبت أدراج الرياح مع كثرة المشاكل والأزمات التى مر بها الزمالك، ومع اننى لا أعترف بمبدأ المسكنات إلا أننى لم أجد أحدا من أبناء هذا النادى أو مسئوليه يضع حلولا جذرية لحل الأزمة. الجميع يتحدث، الجميع يصرخ، الجميع يبحث عن الظهور فى الصورة ويبدو أن ذلك صورة من صور المتاجرة بآلام الزمالك دون أن يبحث أبناؤه عن طريقة للخروج من أزماته.

ولكن تعالوا نناقش القضية بشىء من العقل وتقديم المصلحة العامة على مصالح البعض الشخصية، ولماذا ننظر تحت أقدامنا ولا نترك بصرنا يمتد إلى الأمام حيث تنتهى الرؤية، فهل جمع التبرعات هو إنقاذ لأزمة الزمالك الحالية والمتمثلة فى تجديد عقود الثلاثى ومرتبات الأجهزة الفنية والموظفين والبحث عن صفقات يناير القادم، أم أننا نريد أن نفكر فى عمل يظل يدر دخلا للنادى مهما اختلفت الشخصيات ويجعل الزمالك لا يمد يده لرجال الأعمال أو أى كيانات أخرى حتى ولو كانت الجهة الإدارية، تعالوا نتفق على أن الزمالك اسم رياضى كبير يستطيع أن يسوق نفسه جيدا خارج مصر واسمه علامة تجارية مقنعة لشركات الاستثمار الداخلية والخارجية،

وهو ما يجعل التفكير فى مشروع استثمارى داخل النادى وخارجه أمرا ضروريا، كما أن هناك قانون الهيئات الرياضية يسمح بإنشاء شركات مساهمة تابعة للنادى بإدارة منفصلة أو ذات صله تهتم بالصرف على إنشاءات النادى أو مشاريعه الأخرى وهى أفكار جميعها مطروحة وليست مستحدثة، ومع اعترافنا بأن هذه الأفكار تحتاج إلى وقت إلا أنها مشروعات طويلة المدى وتغنى النادى عن مد يده واللجوء لمن ينهش فى لحمه من السادة رجال الأعمال الذين تاجروا فى وقت ما باسمه وتاريخه، المهم أن نبدأ الخطوة الأولى.

نعم لابد من إستدعاء الطبيب الجراح لتحديد الداء للبحث عن الدواء واستئصال المرض بدلا من تعاطى المسكنات التى لا تشفى العليل ولا تغنى المريض.

ضعوا أيديكم على الداء الذى أصاب النادى لتجدوا الدواء الذى ينقذه من الداء الذى أصابه بأيدى أبنائه.

ضعوا أيديكم وتكاتفوا بعضكم بعضا يا أبناء الزمالك لكى تعيدوا النادى إلى مكانته المعروفة.

تكاتفوا لتجعلوا الفكر واحدا والهدف واحدا والحب أيضا لـ واحد فقط.. هو الزمالك.