حتى لا تهدد العشوائية القناة الجديدة - عصام رفعت - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 11:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتى لا تهدد العشوائية القناة الجديدة

نشر فى : الخميس 20 نوفمبر 2014 - 8:10 ص | آخر تحديث : الخميس 20 نوفمبر 2014 - 8:10 ص

الشعب المصرى شاطر فى البيزنس ولكن فى البيزنس العشوائى بدليل مثلا أن أكثر من نصف الاقتصاد عبارة عن الاقتصاد غير الرسمى ومثلا ما أن يظهر مجموعة من الناس فى مكان ما كسفارة أو مكتب توظيف وتسفير أو تراخيص إلا ويظهر جانبها خدمات عشوائية لبيع الشاى والمناديل الورقية والسجائر. ازدهرت عشوائية البيزنس مع الفوضى والانفلات الأمنى فاحتلت الشوارع والميادين ولم تترك حتى مداخل ومخارج الطريق الصحراوى.

كل هذا قد تعاملت معه الدولة بحسم وبالفعل استطاعت إجلاء الباعة الجائلين من مواقع كثيرة إلا أن هذا كله كوم وما قرأناه فى صحف هذا الأسبوع يعد كوما آخر فهو يمثل امتدادا للسلوك العشوائى إلى منطقة جديدة مستحدثة ومشروعا ضخما يجرى فيه العمل على قدم وساق ليلا ونهارا.

فقد ظهر إعلان بإحدى الصحف يوم الاثنين الماضى يقول: فرصة عظيمة للاستثمار التجارى، يعلن مؤسسو مركز قناة السويس التجارى ــ المشروع الفريد من نوعه بطريق السويس / الإسماعيليه على مساحة 7000 متر مربع ــ عن بيع 30 سهما من مشروع المركز التجارى ــ ويمضى الإعلان قائلا: استثمر معنا بالمشروع الفريد الواقع مع ازدواج قناة السويس الجديده ــ بادر بالشراء لأسهم مضمونة بالمشروع ــ للاستفسار تليفون كذا.

وتم الاتصال بالتليفون المذكور بالإعلان وقد تبين أنها ــ وفقا للمتحدث ــ أرضا واقعة على الطريق بين السويس والإسماعيليه وأن قيمة السهم 430 ألف جنيه وأنه لم يتم تأسيس شركة بعد كإطار قانونى وبالتالى ليس لها مقر محدد ومعروف وأن من يرغب فى شراء هذه الأسهم يذهب إلى واحد من مستشاريها القانونيين أحدهما بالإسماعيليه والآخر بالقاهرة

والإعلان على هذا النحو يثير الكثير من التساؤلات:

هل يمكن لأى كائن ما كان فى إطار منطقة القناة الانفراد بتأسيس مشروع لأى غرض ومنذ لحظة البدء فى حفر قناة السويس الجديدة دون الرجوع للجهة المسئولة عن هذا المشروع والحصول على موافقتها والترخيص بذلك؟

وهل يمكن لأى فرد أو مجموعة افراد القيام بإنشاء مشروع فى تلك المنطقة كما يحلو لهم من مختلف النواحى والتى أبسطها الناحية البنائية وشكلها العام ومدى توافر المرافق العامة من مياه وكهرباء وصرف صحى وشوارع والغرض من المشروع دون أن يكون أصلا مدرجا فى خطة تنمية منطقة قناة السويس؟

وما هى حكاية الأسهم؟ هل يمكن لأى فرد أو شركة الإعلان عن بيع أسهم دون اتخاذ كافة الإجراءات التى ينص عليها القانون ؟ وهل هناك أسهم تباع خارج نطاق هذه القوانين وبعيدا عن البورصة التى هى المكان الوحيد لبيع وشراء الأسهم وبعيدا عن أجهزة الرقابة المالية وهيئة سوق المال؟

إن هذا الإعلان قد يدل على بساطة التفكير والرغبة فى ىسرعة المشاركة ولكنه فى نفس الوقت يمثل نموذجا للعشوائية التى تسعى لممارسة نشاط اقتصادى يقوم على اللحظة وما جاءت به وليس على ما يجب أن يكون الآن ومستقبلا وفق مخطط عام واضح أمام الجميع وإجراءات وخطوات محددة وواضحة بكل الشفافية، وهذا يعطينا إشارة إلى أهمية الإعلان عن المخطط الاقتصادى الكامل لتنمية منطقة قناة السويس وما هو متاح لأهلها للمشاركة بما لديهم من إمكانيات وما هو متاح أمام الاستثمار المحلى والإقليمى والدولى حتى لا نفاجأ يوما بظهور عشوائيات ونتوءات اقتصادية تهدر الموارد القائمة وتفوت على المشروع العوائد الكبرى المنتظرة.

على الجانب الآخر هناك خطوة إيجابية، حيث قامت مجموعة من رواد وشباب مهندسى الإسماعيليهةبإعداد مشروع أطلقت عليه اسم (لؤلؤة قناة السويس) وهى مبادرة مشكورة كان يجب أن تبدأ اولى خطواتها بالتنسيق مع الجهة المسئولة ثم تطلق إبداعاتها فى إطار المخطط العام للمشروع وهنا تبدو أهمية طرحه فى إطلاق قدرات وإبداعات عقول المنطقة وفكرها الأكاديمى لتبدع وتشارك بفاعلية فى إطار هذا المخطط.

عصام رفعت من ابرز الكتاب الإقتصاديين فى مصر والوطن العربى ، عمل رئيسا لتحرير الأهرام الإقتصادى ومقدما لبرنامج المنتدى الإقتصادى بالتليفزيون وشارك فى العديد من المؤتمرات المحليه والعربيه والدوليه وله العديد من المقالات بالأهرام والصحف العربيه والدوريات العلميه.
التعليقات