لم أتوقع كم الاتصالات التى جائتنى بعد نشر التقرير الخاص بشروط دورى المحترفين وتأكيدى بأننا لن نستطيع تطبيق هذا الدورى، فمنهم من اتفق معى فى الرأى ومنهم من هاجمنى لمجرد أننى كشفت الحقيقة التى لا يريد أحد سماعها لأنه مازال يعيش تحت شعار الريادة والقيادة حتى الآن.

وأنا مازلت أؤكد بأننا لن نستطيع تطبيق هذا الدورى لعدة أسباب، أهمها أننا لا نمتلك رؤية واضحة لشكل دورى قوى محترم نعرف بدايته ونهايته منذ انطلاقه، أيضا كيف يمكن أن نطبق دورى للمحترفين وأهم أندية مصر لا تمتلك ملاعب خاصة بها كالأهلى والزمالك، ولا يمكن تطبيقه فى ظل العشوائية التى نعيشها هذه الأيام بسبب رابطة الأندية وهل نعترف بها أم أنها جاءت لتسلب حقوق الاتحاد، وهو ما أكدته من قبل فى هذه المساحة إلا أنها لن ترى النور إلا إذا رضى عنها زاهر ورجاله.

والأهم من هذا كله هو خصخصة الأندية وتحويلها إلى شركات وهو القرار الذى لا يمكن أن يتخذه أى مسئول إلا إذا خرج القانون الجديد للنور والذى يركز على الاستثمار الرياضى فى كل بنوده وفقراته ولا سبيل للاتحاد المصرى للخروج من هذا المأزق سوى فصل الكرة عن باقى الأنشطة الرياضية والاجتماعية فى الأندية التى ترغب الدخول فى عالم الاحتراف بحيث تتكون لجنة لكرة القدم فى كل نادٍ وتكون هى المسئولة عنها دون تدخل مجلس إدارة النادى أو مسئوليه ويدار بشكل استثمارى تقف خلفه مؤسسه أو شركة للصرف عليه.

وعندما بحثت فى شئون بعض الدول الأخرى فوجئت بأن تونس تعانى من نفس مشكلتنا فالأفريقى لا يمتلك ملعبا والنجم أيضا وغيرهما وهى مشكلة فى الجزائر والمغرب، ناهيك عن الفقر الذى يتمالك غالبية دول أفريقيا وهو ما يؤكد بأن دورى المحترفين لن يتم تطبيقه فى أفريقيا لا الموسم القادم ولا بعده، وتحتاج أفريقيا 5 سنوات لتوفيق أوضاعها وهو ما أتوقعه من خلال الاجتماع الذى يجمع بين عيسى حياتو رئيس الكاف وبلاتر رئيس الفيفا، فهل يفعلها بلاتر ويتغاضى عن أفريقيا لدورة قادمة أم يصر على تطبيق النظام؟.. دعنا ننتظر!