حماسُ...أردوغان - نادر بكار - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 6:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حماسُ...أردوغان

نشر فى : الثلاثاء 27 أغسطس 2013 - 8:35 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 27 أغسطس 2013 - 8:35 ص

لو أردت عزيزى القارئ أن تحذف النقاط الفواصل فى عنوان هذه المقالة بين كلمتى «حماس» و«أردوغان» لتقرأها جملة واحدة فلك ذلك.. وساعتها ستصبح لفظة «حماس» واصفة للحالة المزاجية التى تعترى السيد أردوغان رئيس الوزراء التركى كلما تحدث عن الشأن المصرى فى الآونة الأخيرة.

وإن شئت فاترك الفواصل على حالها لتظفر بلفظتين تخلوان من الدلالة أولاهما علم على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والثانية تشير إلى رئيس الوزراء التركى مجددا.. تخلوان من الدلالة على إفرادهما لكن المشترك بينهما حيال قضيتنا المصرية كبير.

على القراءة الأولى.. أردت بعد تردد لم يدم طويلا أن أتناول بشىء من التهذيب الاندفاع غير المحسوب للسيد أردوغان فى تصريحاته المتتالية عن تطورات الوضع فى مصر، وكل تصريح منها يحاول جاهدا أن ينجح فى ما أخفق فيه سابقه من قطع علاقات تاريخية استراتيجية بين القاهرة وإسطنبول.

أكثر ما يميز الدول ثقيلة الوزن قوية التأثير عن غيرها من الدول الهامشية لاسيما فى عصر كالذى نحيا هو تحرر رجال دولتها من هيمنة الانفعالات الشخصية التى تنتابهم للوهلة الأولى أمام أى حدث محلى أو عالمى، بحيث يهيمن عليهم بالمقام الأول الروح المؤسسية التى تحسب لكل خطوة بمنتهى الدقة مكاسبها وخسائرها من منظور المصلحة الوطنية.

فثمة فارق كبير بين رد فعل الشخص العادى ورد فل الدولة، وعلى ذلك أجزم أن السيد أردوغان إنما يعبر فى تصريحاته عن غضب شخصى له كل الحق أن يبديه وهو نائب مستقل بالبرلمان، أو إعلامى بقناة تليفزيونية خاصة أو كاتب رأى أو غير ذلك.. إنما أن يكرر على مسامع العالم وهو على رأس السلطة التنفيذية فى بلاده ما يظهر عداء غير متحفظ للسلطة الحاكمة فى مصر.. فمعذرة هذا يتنافى مع سلوك الدول الكبرى الذى نجح فى وضع بلاده طيلة عشر سنين ضمن نطاقها.

وهنا أنتقل إلى القراءة الثانية، فعلى حين أظهرت حركة حماس فى أغلب تصريحاتها المعلنة نأيا بنفسها عن الشأن الداخلى المصرى، أتت تحركات بعض المنتسبين إليها لتناقض الموقف المعلن وتستفز قطاعا كبيرا من المصريين صعب عليه أن يفسر المواقف المركبة فى وقت حساس كهذا.. أتكلم هنا عن فيديو القسام بصورة محددة.

والعامل المشترك واضح ههنا بين الاثنين، أعنى بين حماس والسيد أردوغان ؛بل هو وثيق الصلة بالتركيبة الإخوانية نفسها التى تفتقد إلى تفهم الفارق الهائل بين روابط الجماعة عابرة الحدود التى لا يكترث لها إلا أبناء نفس الحركة، وبين قيادة دول تؤثر فى العالم بأسره وليس فقط نطاقها الإقليمى.