حقا شر البلية ما يضحك، فقد ضحكت كثيرا كما لو كنت لم أضحك من قبل فى الوقت الذى أصبح فيه الضحك عملة نادرة، وسر ضحكاتى التى كانت ممزوجة بالمرارة هى تصريحات سمير زاهر والخاصة بالسماح للمدرب مصطفى يونس بالعمل فى الفضائيات كاستثناء على ما حققه من إنجاز الوصول إلى نهائيات الأمم الأفريقية للشباب بليبيا بعد فوزه على السنغال 3/صفر.

والطريف أن زاهر اتخذ هذا القرار وهو يعلم ما سيعقبه من إشعال نار الغيرة والحقد والكراهية لمن تم منعهم من مدربى المنتخبات الأخرى، ولا أعلم لماذا تم اتخاذ هذا القرار فى الوقت الذى تحدى فيه الجميع بمنعهم من العمل فى الفضائيات وهم كثيرون، ومع احترامى الكامل للكابتن مصطفى يونس الذى يبحث عن حقه فى العمل بالفضائيات، إلا أننى استغربت بشدة من مثل هذا الاستثناء الذى يعبر عن حقيقة غائبة عن البعض وهى أن مصطفى يونس يقدم برنامجا من نوعية برامج الخمسة نجوم فى مودرن.

أما المدربون المستبعدون فهم ضيوف يحللون المباريات فقط والفارق كبير بين من يمتلك مساحة فضائية يقول كما يشاء ومن يقوم بتحليل مباراة، فهل وصل الحال داخل الاتحاد بتطبيق مبدأ الخيار والفاقوس بين المدربين مثلما يحدث مع الموظفين، وهل يرى الأخ زاهر أن الوصول إلى نهائيات بطولة الأمم الأفريقية للشباب هو الإنجاز الذى يشفع لمدرب بحصوله على هذا الاستثناء، فماذا يفعل زاهر عندما يحصل يونس مع هذا المنتخب على كأس البطولة نفسها، ولماذا لم يتم تطبيق هذا الاستثناء على مدربى المنتخب الأول شوقى غريب وحمادة صدقى واحمد سليمان وأيضا هانى رمزى ووليد صلاح الدين وغيرهم، فهل زاهر لم يقتنع إلا بإنجاز التأهل لبطولة أفريقية للشباب ونسى ما فعله هؤلاء للكرة المصرية سواء عندما كانوا لاعبين أو مدربين؟

لماذا لم يتم استثناء مدربى المنتخب الأول الذى أسعد الملايين وحصل على 3 بطولات أفريقية متتالية كانت شفيعة لزاهر نفسه أمام الرأى العام فى أزماته السابقة؟

لماذا «لحس» زاهر كلامه عندما قرر أن يختار كل من يعمل فى الاتحاد إما العمل الإعلامى أو البقاء فى جنة الجبلاية؟

لماذا تغاضى زاهر عن قراره لأعضاء مجلس الإدارة الذين يفضحون أسرار الاتحاد فى الفضائيات أثناء عملهم بها.

هل أراد زاهر أن يركب الموجة فى ظل فرحة الجميع بهذا التأهل، أم أن يونس مارس عليه ضغوطا؟
يا سيدى ألم يكن هذا استخفاف بمشاعرنا، أم أنها مهزلة، أم هى فوضى؟
صحيح هى فوضى..!