صحة ترامب العقلية - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صحة ترامب العقلية

نشر فى : الإثنين 4 سبتمبر 2017 - 9:50 م | آخر تحديث : الإثنين 4 سبتمبر 2017 - 9:50 م
نشر الموقع الأمريكى Salon مقالا للطبيب النفسى «جون جارتينر» والذى يتناول فيه التحليل النفسى لشخصية دونالد ترامب من خلال فحص نحو 34 ألف تغريدة، للاستدلال منها على صحته العقلية. 
ظهرت أخيرا آراء تقول بأن ترامب يعانى من اضطرابات الشخصية النرجسية، ويؤكد الكاتب على ذلك من خلال عدة أمثلة فمنها: إصابته بالغرور حيث يرى نفسه دائما بأنه «فريد ومتفوق» و«أنه الوحيد الذى يستطيع أن يقوم بالإصلاح»، مما يتحول الأمر من مشهد كوميدى إلى مشهد يشوبه الريبة والخوف. كما أنه عندما سُئل أثناء الحملة الانتخابية على حصوله المشورة فى السياسة الخارجية فكان رده «أنا أتكلم مع نفسى، وأن لدى عقل جيد جدا»، كما قال «إنه يعرف الكثير عن تنظيم داعش أكثر من الجنرالات»
لقد أشار النقاد إلى أن هناك نوعين من الشخصية النرجسية؛ فهناك الشخصية النرجسية العادية والشخصية النرجسية الخبيثة. وأن الشخصية النرجسية الخبيثة هى الأكثر خطورة حيث إن القائد الذى يتمتع بصفات هذا النوع من النرجسية لا يتمتع بالأهلية.
انتقل الكاتب إلى شرح مصطلح «النرجسية الخبيثة»، حيث ظهر هذا المصطلح على يد «ايريش فرووم» عام 1964، والذى عمل على تحليل تطور شخصية هتلر، فتحدث عن محرقة اليهود التى قام بها هتلر والذى يعتبرها مثالا لدمار الإنسانية بأكملها. كما وصف الشخص النرجسى بأنه «وحش»، ويرى أن ترامب لا يختلف عن العديد من القادة النرجسيين مثل هتلر وستالين.
وقال «كيرنبرج» لصحيفة «نيويورك تايمز»: «إن القادة النرجسيين مثلهم مثل هتلر وستالين قادرون على السيطرة، لأن نرجسيتهم المفرطة تعبر عن عظمة وثقة بأنفسهم والتأكيد على أنهم يعرفون ما يحتاجه العالم، كما يعبرون عن عدوانهم فى السلوك القاسى والسادى ضد أعدائهم». ولقد كتب «بولوك» أن «النرجسى الخبيث» يفتقر إلى الضمير والتنظيم السلوكى مع مظاهر مميزة من القسوة والسيادية. 
عند الجمع بين مكونات الشخصية النرجسية الخبيثة نجد أنه يأتى بشخص يشعر أنه قادر على كل شىء، وعالم بكل شىء، وأنه له الحق فى السلطة الكاملة، والاضطهاد ضد أعداء وهميين أو أشخاص يختلفون عنه.

***
يستعرض المقال «مكونات الشخصية النرجسية» وتطبيقها على شخصية «ترامب» من خلال التغريدات التى يقوم بها على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»:
1 ــ جنون العظمة: 
لقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» قصصا فى صفحتها الأولى عن أن ترامب «منظر المؤمرات»، حيث إنه قبل الانتخابات أعلنت «رايت وينج وتش» قائمة تضم نحو 58 من المؤامرات التى أعلنها ترامب. 
فعلى سبيل المثال: هناك اتهامات وجهها ترامب لباراك أوباما حول حقيقة ميلاده ــ بأنه ولد فى كينيا، فيرى أنه من غير الطبيعى أن مدير صحة الدولة الذى استخرج شهادة ميلاد أوباما يموت فى حادث تحطم طائرة. 

2 ــ اضطراب الشخصية المعادى للمجتمع:
فمثلما يواجه ترامب بأنه يعانى من وجود معايير لاضطراب الشخصية المعادى للمجتمع؛ فإن الأنظمة الاجتماعية تعانى من تلك الصفة والتى تكمن فى استغلال حقوق الآخرين والعمل على انتهاكها ولا تتعاطف مع من يضر بهم. وتشير تقديرات «بوليتيفاكت» إلى أن نحو 76% من تصريحات ترامب كاذبة.
ويوضح الكاتب أدلة على وجود هذه الصفة فى ترامب؛ فمنها وجود العديد من الدعاوى القضائية ضد ترامب منها عدم الدفع للمتعاقدين على حسب قول نائب المدعى العام فى نيويورك «اريك شنايدرمان»، كما أنه متهم باعتدائه الجنسى على عدد من النساء. ولكنه ادعى أن كل هذا كذب. بالإضافة إلى أن ترامب دائما يرفض الاعتذار وأنه لا يشعر بأى ندم من أى نوع. 

3 ــ السادية: 
السادية تعنى «التمتع بآلام الآخرين». وهى الصفة التى تميز بين الشخصية النرجسية العادية والشخصية النرجسية الخبيثة. فالنرجسى الخبيث يضر الآخرين ويستمتعون بذلك، كما أنهم يظهرون القليل من الرحمة عن الأضرار التى لحقت بالآخرين وذلك من أجل الوصول إلى أهدافهم الأنانية.
***

الفوز يعنى الاهتمام بكل شىء:
يشير الكاتب إلى عددا من التغريدات التى توضح أن ترامب لديه المئات من الكلمات والعبارات للتعبير عن اضطهاده وازدرائه لشىء معين مثل «أنهم يضحكون علينا». المثال على ذلك: تغريدة فى 1 مارس 2012 «أن الصين تضحك علينا بسبب ضعف حكومتنا فى مكافحة سرقة الملكية الفردية». 
وبالانتقال إلى مجموعة أخرى من التغريدات نجد أن ترامب يصف معارضيه بالحاقدين والخاسرين والضعفاء وغيرها من تلك الصفات. والدليل على ذلك تغريدة بتاريخ 27 نوفمبر2013 «عيد شكر سعيد للجميع حتى الحاقدين والخاسرين». ومن خلال ما سبق نلاحظ أن الشخصية النرجسية تظهر فى «كونه متفوق فى كل شىء وعلى الجميع». 
وبالنظر إلى مجموعة أخرى من التغريدات نجد أنه يوجه العديد من الانتقادات لكثير من الأشخاص ووصفهم «بالأغبياء». أما إذا كان انتقاده موجها إلى المرأة فيركز فى نقده على وجود ضعف فى مظهرها. وردا على الاتهامات التى وجهت له بالاعتداء الجنسى على إحدى السيدات قال «صدقونى لن تكون خيارى الأول» مما يعنى أن تلك المرأة لم تكن جذابة بما يكفى للاعتداء. وعندما سئل عن منافسته فى الانتخابات «كارلى فيورينا» قال: «انظروا إلى هذا الوجه! هل سيصوت لها أحد؟ هل نتصور أن هذا الوجه سيكون رئيسنا المقبل؟!».
وبالانتقال إلى الاتهامات التى يوجهها إلى الصحفيين نجد أنه على الرغم من أن ترامب لا يستطيع قتل الصحفيين مثل بوتين إلا أنه يمحوهم ويقتلهم فى خياله. حيث إن ترامب يعتقد أن تخيلاته حقيقة مثل تخيله بـ«وجود أكبر حشد فى التاريخ عند تنصيبه»؛ لذلك يرى أن الصحف السيئة التى تشن أكاذيب عنه يستحقون الموت. والدليل على ذلك بعض التغريدات مثل تغريدة بتاريخ 6 إبريل 2015 «أى صحفيين يتميزون بالأمانة والعظمة، ولكن البعض غير أمين والذى يجب التخلص منهم».
يرى ترامب أن كل الحقائق السلبية التى تصدر عنه بأنها أكاذيب، وكل من يقول عنه شيئا كاذبا يجب معاقبته؛ لذلك يصف ترامب الصحافة بأنها «عدو الشعب»، وليس من الغريب أن هناك قادة مثل ستالين استخدم مثل تلك العبارات لنزع شرعية الصحافة الحرة.
***
تعكس بعض تغريدات ترامب افتقاره إلى التعاطف البشرى الأساسى، وتلك السمة هى المميزة للمرضى النفسيين، حيث إن أفظع المآسى الإنسانية بالنسبة لترامب فرصة لإشباع رغباته للهجوم والتشويه والتباهى. مثال تغريدة نشرت فى 12 يونيو 2016 «نقدر التهانى فى حق الارهاب الإسلامى المتطرف، أنا لا أريد التهانى، وإنما أريد أن نكون أكثر صلابة ويقظة وأكثر ذكاء». 
لقد رأينا ترامب المعادى للمجتمع كيف يقوم بالاستغلال أو التواطؤ مع الأخبار الوهمية التى يرتكبها الروس للتأثير على الانتخابات. ويقول الكاتب إنه فى وقت كتابته لهذا التقرير ظهرت معلومات جديدة تصب فى دعم الاستنتاج ــ الذى لا يمكن تصوره ــ بأن ترامب قد يكون عميلا لقوى أجنبية معادية تحالف معها لسرقة الانتخابات. وإذا كان هذا صحيحا فإن ترامب سيكون أكثر من مجرد معادٍ للمجتمع. 
يقوم الكاتب بإيضاح الأعراض المزاجية لمرض «الهوس الخفيف»، إن الهوس الخفيف هو زوبعة من النشاط مليئة بالطاقة بالإضافة إلى قلة عدد ساعات النوم (أقل من 6 ساعات)، والملل بسهولة، ويميل الشخص إلى السيطرة على المحادثات، والاحتياج إلى التحفيز المستمر، والتواتر السريع للأفكار والتصورات. وكل هذه الصفات تبدو واضحة فى ترامب حيث إنه يقول دائما إنه ينام أربع ساعات فقط، بالإضافة إلى صفة نقص الانتباه والثقة الزائدة فى أفكاره مهما كانت أفكاره مجنونة كما يعتقد الآخرون. 
الشىء الذى يميز القائد النرجسى عن المرضى الآخرين هو المبالغة مثل (حجم الحشد الأكبر عند تنصيب ترامب)، والاضطهاد مثل (التنصت على محادثات أوباما)، وفرض أوهامه على الجماهير.
يختتم الكاتب المقال بأنه يقوم بتأسيس منظمة تتألف من مهنيين من الصحة النفسية الذين يعتقدون أن واجبهم الأخلاقى هو تحذير الجماهير من صحة ترامب العقلية، ولقد وقع نحو 52 ألف على عريضة يطلب فيها عزل ترامب بموجب التعديل الخامس والعشرين لمرضه العقلى الشديد والخطير. 

النص الأصلى 

 

التعليقات