دبلوماسية المياه على المحك.. مفاوضات سد النهضة إلى أين؟ - مجدى حفنى - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دبلوماسية المياه على المحك.. مفاوضات سد النهضة إلى أين؟

نشر فى : الأحد 15 نوفمبر 2020 - 9:45 م | آخر تحديث : الأحد 15 نوفمبر 2020 - 9:45 م

فى ظل التطورات السريعة وخاصة على الصعيد الإثيوبى داخليا وتداعياته الإقليمية والدولية
أولا: أتساءل عن الأسباب وراء التعنت الإثيوبى في مفاوضات سد النهضة، وتفسير السبب وراء الطريق المسدود أمام التفاوض والجهود الدبلوماسية التى لم تثمر حتي الان. وتشير كافة التقديرات أننا بصدد طريق مسدود فى التفاوض برغم الجهود الدبلوماسية المستمرة خصوصا من جانب مصر.
وأتوقع أن يستمر الامر كذلك فى المدى القريب حتى قدوم فيضان النيل فى الأشهرالقليلة القادمة، باعتبار النيل الأزرق موضع التفاوض هو نهر دولى تشاركى بين إثيوبيا ومصر والسودان وفيضانه موسمى.
وفى تقديرى أيضا وراء تلك المعادلة الصفرية المنتظرة من التفاوض zero ــ sum politics هى:
1ــ تفاوت القوة التفاوضية بين الأطراف الإقليميين
2ــ عدم وجود شفافية أو التشارك فى تبادل البيانات والمعلومات بين الأطراف
3ــ وقد أدى ذلك إلى هذا الطريق المسدود فى التفاوض ووقف ديناميته.
ثانيا: وقد يفسر ذلك أيضا الإجابة عن السؤال الرئيسى الآن وهو: لماذا المفاوضات وعلى مستويات عدة ماتزال تراوح مكانها ،وكل جولة فى العشر سنوات الفائتة وعلى المستويات المختلفة (القمة الثلاثية والمستوى الوزارى والخبراء)، وفى كل مرة ترجعنا إلى المربع الأول، وتفسر السلوك الإثيوبى وتعنته وأحيانا التهرب من التوصل إلى أى اتفاق تعاونى ملزم مع دول المصب (مصر والسودان)
والسؤال التالى هو: مع من نتفاوض؟ وهل هو الطرف الإثيوبى الذى يدعى أنه يملك النهر، وأنه نهر إثيوبى، وليس نهرا دوليا عابرا للحدود يتمتع كل طرف فيه بحقوق وواجبات تنتظم فى القانون الدولى للأنهار لعام ١٩٩٧ ،ودخل حيز التنفيذ بالفعل وباعتبار النيل الأزرق موضع التفاوض هو نهر دولى تشاركى بين الدزل الثلاثة.
ثالثا: وماذا بعد؟ أو ما هى استراتيجيتنا فى المستقبل؟
هل ما زال التفاوض هو استراتيجيتنا الوحيدة رغم مرور عشر سنوات من التفاوض دون جدوى لإيجاد حل ملزم وتعاونى ومتوازن لمشكلة سد النهضة وإلى متى؟
يشير الأستاذ الدكتور عباس شراكى بكلية الدراسات الإفريقية (جامعة القاهرة) إلى «أنه لثانى مرة فى وجود الاتحاد الإفريقى: انتهت مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الإفريقى يوم 21 أغسطس الماضى بعدم التوافق على صيغة موحدة، وكتابة كل دولة لتقرير منفرد وتقديمه إلى الاتحاد، وبعد مرور 44 يوما يتكرر نفس السيناريو فى 4 نوفمبر الجارى بعدم التوافق وكتابة تقرير منفرد أيضا إلى الاتحاد الإفريقى».
عدم التوافق يؤكد فشل الاتحاد الإفريقى فى منهج إدارة التفاوض الذى بدأ بلقاء القمة الأولى فى 26 يونيو الماضى على مدار أكثر من 4 أشهر٬ رغم طلبه لأسبوعين فقط للفنيين للوصول إلى اتفاق فى ذلك الوقت.
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن مجلس الأمن لديه مذكرتان من مصر ومثلهما من السودان وإثيوبيا ،وتم عقد جلسة فى 29 يونيو الماضى لمناقشة تطورات سد النهضة واتفقوا على إمهال الاتحاد الإفريقى وإعطائه الفرصة للوصول إلى اتفاق الأمر الذى لم يحدث حتى الآن.
رابعا: وماذا بعد؟ أو ما هى استراتيجيتنا فى المستقبل؟ أو بمعنى آخر ما هى خطواتنا التالية فى المدى القريب، وقبل قدوم فيضان النيل فى الأشهر القليلة القادمة؟
فى تقديرنا للموقف حاليا أن الخطوة التالية هى العودة إلى أن تطلب مصر من مجلس الأمن التدخل السريع لمنع إثيوبيا من تكملة زيادة ارتفاع الممر الأوسط، الذى هو خطوة لا يمكننا القبول بها بالطريقة الانفرادية من جانب إثيوبيا إلا إذا تم التوصل للاتفاق التوافقى والملزم، حتى يمكن لها القيام بالملء الثانى المتوقع والذى يصل إلى حوالى 13 مليار متر مكعب فى يوليو وأغسطس القادمين 2021، علاوة على الخمسة مليارات التى حجزت هذا العام 2020 دون توافق، والتخزين بهذه الطريقة يعد اعتداءً على الحقوق المصرية والسودانية، مما يستوجب قيام مجلس الأمن بمسئولياته لحفظ الأمن والسلم فى المنطقة.
وهناك تساؤلات حول تأثير التمزق العرقى ومن ثم التمرد الداخلى ونزاع السلطة بين زعماء جبهة تحالف الشعوب الإثيوبية "TPLF "حول من يحوز الزهرة الجديدة (أديس أبابا فى اللغة الأمهرية) ،وهل ستنتصر الحكومة الفيدرالية بتحالف القوى الإثيوبية معا لإنهاء النزاع الداخلى فى الإقليم المتمرد (التجراى)،ام يستمر الصراع لبعض الوقت على الأقل فى المدى القصير ،وهو مما لا نعرف مداه وعواقبه.

التعليقات