أعلنت المحكمة البريطانية العليا، صباح اليوم الخميس، نشر سلسلة من الخطابات التي كتبها ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز إلى وزراء الحكومة، والتي تعرف باسم "مذكرات العنكبوت الأسود".
ويأتي الحكم ليغير من قرار النائب العام البريطانى، الذي منع نشر هذه المذكرات.
وخاضت الحكومة البريطانية معارك قانونية في المحاكم لفرض نطاق من السرية على محتوى هذه الرسائل، بزعم أن نشر الرسائل التي لم يتم تسريبها سيلحق "الضرر الجسيم" بنسيج الملكية الدستورية في بريطانيا.
والمذكرات المعروفة باسم العنكبوت الأسود، مكتوبة بخط ولى العهد الأمير تشارلز وعلى الأوراق الرسمية للقصر الملكي، وتمتد لفترة عشر سنوات كاملة ومن بينها خطابات لرئيس الوزراء البريطاني السابق تونى بلير
وتكشف الرسائل عن الكيفية التي سيتصرف بها تشارلز عند قيامه بدور الملك الذي ظل ينتظره بالفعل طوال 62 عاما.
وفي خلال فترة سبعة أشهر فقط كتب تشارلز 27 خطابا عرفت باسم "مذكرات العنكبوت السوداء" نظرا لنمط خط يده في الكتابة.
وكتب الأمير تشارلز عام 2001 إلى الوزير اللورد إيرفين خطابا أعرب فيه عن معارضته "قانون حقوق الإنسان"، وقال فيه "إن حياتنا أصبحت تحكم بواسطة درجة عبثية تماما من التدخل الذي تفرضه العوامل السياسية فحسب"، وبعد ذلك بعام جلس على مكتبه مرة أخرى ليكتب خطابا يحذر فيه اللورد إيرفين" من فرض مزيد من القوانين الملزمة بحكم العرف رغم عدم مجاراتها ظروف العصر".
وحيث إنه لا يوجد دستور مكتوب في بريطانيا فإن حقوق وواجبات المواطنين تحددها الأعراف التي تطلب من الملك أن يكون محايدا من الناحية السياسية، وأن يذعن في جميع المسائل لإرادة الحكومة المنتخبة.
وردا على قرار المحكمة، أعرب قصر "كليرنس هاوس"، وهو مقر إقامة أمير ويلز عن خيبة أمله "بشأن عدم حماية مبدأ الخصوصية".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن على الحكومة الآن النظر في كيفية نشر خطابات أمير يلز في أعقاب الحكم، الذي وصفه "بالمخيب للآمال" من قبل المحكمة العليا.
وقال كاميرون "هذا حكم مخيب للآمال وسوف ننظر الآن في كيفية الافراج عن هذه الرسائل. هذه أمور تتعلق بقدرة أحد كبار أعضاء الأسرة الحاكمة على التعبير عن آرائهم للحكومة بشكل سري... وأعتقد أن معظم الناس يتفقون على أن هذا عادل بما فيه الكفاية."