وقف نحو أكثر من مليونى حاج أمس الخميس، على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج ومع حلول المغرب نفر الحجيج إلى مزدلفة للمبيت وجمع الجمرات قبل أن يتوجهوا صباح اليوم، إلى منى لرمى جمرة العقبة الكبرى.
وسط أجواء مفعمة بالايمان والخشوع والتذلل لله الواحد القهار واليقين الكامل فى الاستجابة للدعاء والقبول من الله تمت نفرة حجاج بيت الله الحرام من عرفات إلى المزدلفة حيث جمعوا الجمرات وذكروا الله كثيرا عند المشعر الحرام اقتداء بسنة نبيهم محمد عليه افضل الصلاة والسلام. وتضرع الحجاج المصريون بالدعاء لمصر بالاستقرار والرخاء.
حرصت السلطات السعودية على توفير جميع سبل الراحة لضيوف الرحمن حتى تمر عملية النفرة بكل سهولة ويسر وسلام، حيث تم تخصيص 8 محاور مرورية لتحرك الحافلات والأتوبيسات بالإضافة إلى تكثيف رحلات قطار المشاعر بين عرفات والمزدلفة ومنى لحجاج الداخل لتخفيف العبء عن حركة الأتوبيسات الخاصة بالحجاج الوافدين.
كما اتخذت السلطات السعودية إجراءات مشددة لتحديد مسارات الحجاج أثناء تصعيدهم ونفورهم من عرفات إلى المزدلفة وانتشر رجال المرور فى جميع الشوارع لتنظيم حركة سير الحجاج سواء من خلال تخصيص طرق للمشاة والسيارات وتوجيه الحجاج إلى أماكن المشاعر وذلك بالتنسيق مع جميع بعثات الحج الوافدة من جيمع دول العالم.
وعلى صعيد الخدمات التى وفرتها السلطات السعودية لراحة ضيوف الرحمن فقد نشرت شاشات تليفزيونية كبيرة بمشعر منى لمعرفة الزحام على رمى الجمرات ولربط المخيمات بجسر الجمرات عن طريق دوائر تليفزيونية ومتابعة الزحام لاختيار الوقت المناسب للرجم.. كما وفرت برامج للمكفوفين لتأدية المناسك بطريقة «برايل» ووفرت مستشفيات قريبة من المشاعر لخدمة مرضى الفشل الكلوى وكراسى متحركة لذوى الإعاقات وسيارات مجهزة لمرضى السرطان والكبد.
وفى بعثة الحج الرسمية استمرد. مصطفى مدبولى وزير الإسكان ورئيس البعثة الرسمية فى تنفيذ برنامج المتابعة الدقيقة لرعاية حجاج مصر والذين يصل عددهم إلى 100الف «قرعةــ سياحة – جمعيات» يالاضافة إلى التأشيرات المباشرة، حيث كلف رؤساء البعثات النوعية بمراجعة حالة كل بعثة والتأكد من عودة جميع الحجاج المصريين فى الأتوبيسات المخصصة لهم خلال عملية النفرة وإعداد تقارير بأى حالات مرضية أو حالات وفاة لاتخاذ الاجراءات اللازمة فى هذا الشأن، ووجه مدبولى، رؤساء البعثات بسرعة تنفيذ مطالب الحجاج أثناء التصعيد والنفرة.. مشيدا بما تم اتخاذه من أجراءات هذا العام والتى لم يسبق اتخاذها فى الأعوام السابقة.
من جانب آخر، يستكمل اليوم الجمعة، ضيوف الرحمن أداء المناسك سواء برمى جمرة العقبة الكبرى أو طواف الإفاضة والسعى والحلق ثم التحلل، وتم التنبيه على جميع الحجاج المصريين بمراعاة المسارات الخاصة بالوصول إلى جسر الجمرات من مخيمات منى مع العودة حتى لايحدث أى تدافع اواصابة لأى حاج.
وفى بعثة الحج السياحى استمر التواصل بين كل من محمد شعلان رئيس البعثة ود. خالد المناوى مستشار وزير السياحة وايمان سامى رئيسة لجنة السياحة الدينية بغرفة الشركات لاستكمال جميع البرامج المتفق عليها للتيسير على ضيوف الرحمن من حجاج السياحة وعددهم 36 ألفا، حيث يبدأ المتعجلين ابتداء من بعد غد فى التوجه إلى المدينة المنورة لبدء الموسم الثانى من الرحلة والمتمثل فى زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والتمتع بالصلاة فى المسجد النبوى.
بينما يبدأ البعض الاخر من المتعجلين رحلة العودة للقاهرة، كما كثفت بعثة الحج السياحى اتصالاتها مع مشرفى البعثة ومشرفى شركات السياحة للاطمئنان على نفرة الحجاج دون أى مشكلات والتى بدأت مع غروب شمس أمس، وشهدت زحاما شديدا إلا أن معظم حجاج الشركات السياحية نفروا دون مشاكل كبيرة بسبب قربهم من بداية جبل عرفات والطرق المؤدية إلى المزدلفة.
وقال محمد شعلان وكيل أول وزارة السياحة والمشرف العام على الحج السياحى، إن وزير السياحة يحيى راشد شدد على بذل أقصى الجهد للتأكد من توافر جميع الخدمات للحجاج أثناء تأدية المناسك، مشيرا إلى أن البعثة نجحت منذ قدومها فى حل المشكلات التى تعترض ضيوف الرحمن وكادت أن تتسبب فى صعوبات أمام الحجاج.
أوضحت ايمان سامى رئيسة لجنة السياحة الدينية بالغرفة، أنه تم التنبيه على مشرفى الشركات بأن يكونوا ملاصقين للحجاج طوال تواجدهم بالمشاعر المقدسة سواء فى منى أو عرفات للتدخل الفورى لحل المشكلات، كما عقد ممثلو غرفة شركات السياحة إجتماعا مع المطوفين وطلبوا ضرورة الالتزام بجميع تعاقداتهم مع الشركات.