خسائر القطاع الثقافي في غزة.. كتب تحت الأنقاض ومتاحف ومسارح تحولت إلى تراب - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 4:07 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خسائر القطاع الثقافي في غزة.. كتب تحت الأنقاض ومتاحف ومسارح تحولت إلى تراب

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 2 فبراير 2024 - 11:26 ص | آخر تحديث: الجمعة 2 فبراير 2024 - 11:26 ص
أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية، تقريرا لرصد أبرز ما تعرض له قطاع الثقافة بعد مرور 3 أشهر من العدوان على قطاع غزة، من خلال المعلومات التي استطاعت الطواقم الخاصة بالوزارة في غزة ورام الله جمعها وتصنيفها، وهي بيانات أولية، إذ إن جيش الاحتلال يحاصر المناطق ويمنع وصول الصحفيين إليها، كما يصعب وصول السكان إلى كثير من الأماكن بسبب خطورة الوضع.

استهدف جيش الاحتلال الكثير من الأماكن التاريخية والمراكز والمؤسسات الثقافية والمكتبات العامة والمسارح ودور النشر والطباعة والمتاحف والميادين العامة التي تضم النصب التذكارية والجداريات الفنية ومراسم الفنانين والمكتبات الشخصية.

تشمل الإحصائية المنشورة، والتي تتيحها الوزارة أونلاين، وتتيحها كذلك لزوار جناح فلسطين في معرض الكتاب، رصد لمؤسسات ومراكز ثقافية، ومساجد وكنائس، ومتاحف وأثواب، وقطع مطرزة وجداريات، ودور نشر ومطابع، واستديوهات وشركات إنتاج فني، ومكتبات عامة ومباني تاريخية ومواقع أثرية.

وذكر التقرير أن قطاع غزة شهد حراكا ثقافيا قبل العدوان، حيث وجد في القطاع 76 نشاطا ثقافيا مسجلا لدى وزارة الثقافة، بجانب مجموعة أخرى من المراكز والهيئات والجمعيات العاملة جزئيا في قطاع الثقافة والتي تتعاون معها الوزارة والجهات المختلفة، وكان في غزة 3 مسارح كبرى بجانب أماكن عرض محدودة كما يوجد قرابة 80 مكتبة عامة إما مسجلة كمكتبة عامة أو ضمن مرافق المؤسسات العامة والأهلية والخاصة، ويوجد في القطاع 15 دار نشر ومركزا لبيع الكتب، وشارك في الأنشطة الثقافية في عام 2022، نحو 220 ألفا نسمة، أي 12% من جموع سكان القطاع.

مراكز ثقافية أصبحت ترابا

تضررت جراء القصف العديد من المراكز الثقافية والمؤسسات العاملة في قطاع الثقافة، حيث تم رصد تدمير بشكل كامل أو جزئي 24 مركزا ثقافيا حتى 9 يناير 2024، من بينهم: مركز رشاد الشوا الذي كان يحتوى على مكتبة ومطبعة ومسرح في منطقة حي الرمال، والمركز الثقافي الأرثروذكسي في منطقة تل الهوا، دارالشباب للثقافة والتنمية غرب مخيم جباليا، الاتحاد العام للمراكز الثقافية الذي كان غرب مدينة غزة، مؤسسة السنونو للفنون الثقافية وكان من أكبر المؤسسات الموسيقية في فلسطين ويقع في الشارع الموازي لمستشفى الشفاء لذلك مسح أجزاء كبيرة منه نتيجة القصف.

كما تضرر مركز جمعية أبناؤنا للتنمية وكان يقع في حي الرمال ويقدم الرعاية لأكثر من 120 طفلا وتنظم العديد من الأنشطة الثقافية التي تستهدف الطفل في مجالات المسرح والمعارض الفنية والسينما، ومركز غزة للثقافة والفنون وكان يقع في حي الرمال ومن أبرز فعالياته مهرجان السجادة الحمراء للأفلام، وجمعية حكاوي للثقافة والفنون وتعمل في مجال المسرح التربوي للأطفال، وجمعية البيادر للمسرح والفنون التي تقع في منطقة تل الهوا وبدأت كفرقة مسرحية.

ومن المنافذ الثقافية الأخرى التي تضررت: اتحاد المراكز الثقافية، مكتبة ديانا تماري، مكتبة لُبد، مطابع الهيئة الخيرية، جاليري التقاء للفنون البصرية المعاصرة ومعهد كنعان التربوي، ومقر الاتحاد العام للفنانين الفلسطينين، ومسرح هولست في حي التفاح، ومؤسسة أيام المسرح.

هدم النصب التذكارية لرفع علم إسرائيل

ودمر الاحتلال النصب التذكارية في الميادين العامة وتجريفها وفي بعض المناطق كان يتم رفع علم الاحتلال مكان النصب في وسط الميدان، بحسب التقرير الفلسطيني، حيث تعمد هدم جميع النصب التذكارية في الميادين العامة على طول شارع الرشيد من مفترق السودانية شمال غزة وحتى جسر وادي غزة ويبلغ تعدادها 8 ميادين.

وأمعنت آليات الاحتلال في تشويه معالم المدينة الثقافية، فاستهدفت تمثال العنقاء في قلب ميدان فلسطين في غزة الذي يشير إلى شعار المدينة، واستهدفت المجسم الفني الحروف في منطقة تل الهوى، ودمر النصب التذكاري لصرح الشهداء الست في مخيم جباليا وغيرهم الكثير، وبشكل عام فقد بلغ تعداد ما أمكن إحصاؤه من ميادين ونصب تذكارية تم هدمها 32 ومن أبرزها: نصب الجندي المجهول، والحديقة الخاصة به ويرمز لنضال الشعب الفلسطيني وبني في عام 1956 وسوسبق وأن دمره الاحتلال 1967 وأعيد بناءه عام 2000.

الكتب تحت الأنقاض

استهدف القصف الإسرائيلي عددا من المكتبات العامة، حيث تم رصد وتدمير 5 مكتبات كبرى، وهم: المكتبة العامة لبلدية غزة في شارع الوحدة، وكانت تضم مئات الآلاف من الكتب، ومكتبة مرك الثقافة والنور وهي من أقدنم المكتبات في حي الرمال، مكتبة ديانا ماري صباغ التابعة لمركز رشاد الشوا، ومكتبة خانيونس ومكتبة مركز العصرية في مخيم جباليا ومكتبة جواهر لال نهرو، ومكتبة الجامعة الإسلامية.

كما قصفت ودمرت العديد من المطابع ودور النشر ومعارض بيع الكتب، وتم رصد تدمير 8 دور نشر ومطابع ومحلات لبيع الكتب، ومنها: مطابع الهيئة الخيرية وتقع ضمن مرافق مركز رشاد الشوا، ومعرض الشروق الدائم للكتاب، ودار الكلمة للنشر، ومكتبة لُبد بفرعيها في حي الرمال وحي النصرومكتبة اليازجي في حي الدرج بشارع الوحدة.

12 متحفاً قضى عليهم الاحتلال

تضررت متاحف قطاع غزة بشكل كبير خلال الحرب المستمرة، إذ جرى رصد 12 متحفا في مناطق القطاع المحاصر، بعضها تم تدميره بشكل كامل وبعضها تضرر بشكل جزئي، وخلال ذلك تضررت المقتنيات الأثرية واللقى التاريخية من أعمدة وجرار وسيوف وعملات وأثواب وأدوات معيشة وآلات ومخطوطات نادرة، وأشار تقرير وزارة الثقافة إلى أن الاحتلال يقوم بسرقة المحتويات التاريخية وتحويلها إلى الإسرائيلية

ومن المتاحف المتضررة: متحف رفح، وكان يضم 320 قطعة مطرزة من قرى فلسطينية من منطقة الجنوب بين يافا وبئر السبع وأغلبها قطع نادرة، ومتحف القرارة الثقافي، ومتحف العقاد وكان مخصص لجامع الآثار وليد العقاد ويقع في مدينة خان يونس، وضم مئات القطع الأثرية تعود لعصور قديمة، متحف دير البلح ومتحف الثوب ومتحف البادية ومتحف إبراهيم أبو شعر للتراث البدوي.

كما فقضى الاحتلال على 27 جدارية في أماكن مختلفة داخل القطاع، و9 مواقع أثرية كبرى، مثل: ميناء الأنثيدون، وكنيسة جباليا البيزنطية، ويعود بناؤها لعام 44 ميلاديا والمقبرة البيزنطية وموقع تل أم عامر، وتل المنطار التاريخي، ومقام الخضر في مدينة دير البلح وتل رفح الأثري ويطلق عليه تل زعرب.

ختمت وزارة الثقافة تقريرها موضحة أن ما تعرض له القطاع الثقافي في قطاع غزة خلال العدوان في الشهور الثلاثة السابقة يترك المجتمع الدولي والمنظمات العاملة في قطاع التراث أمام مسؤوليات جسيمة من أجل حماية المواقع الأثرية والمتاحف والمباني التاريخية، ضمن حدود واجبتها في قوانين إنشائها، وهي المسؤوليات التي لم تقم بها حتى اللحظة، معتبرة أن استهداف البنية الثقافية جزء من الحرب البشعة التي شنها ويشنها الاحتلال على شعبنا منذ 76 عاما، ورغم فداحة تلك الخسائر إلا أن شبعنا قادر على مواصلة العطاء.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك